لم تمنعه الحياة السياسية من تصدره كحقوقي بارز وشخصية دينية مرموقة، فألّف العديد من الكتب المهمة في الفقه والتاريخ والقانون، وشارك محاضراً في عشرات المؤتمرات والندوات العلمية الإسلامية حول العالم.

للحديث عن سيرته، مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ المحامي "عبد الرحمن إبراهيم" بتاريخ 2 تموز 2014، وعنه يقول: «ولد "الدكتور محمد معروف الدواليبي" في مدينة "حلب" في العام 1909، وفي مدارسها درس الابتدائية قبل أن يدخل "المدرسة الخسروية" التي ساهمت في تكوين معارفه وعلومه، بسبب تأثره بعلمائها وشيوخها الذين لقنوه العلوم اللغوية والدينية والتربوية كعلوم اللغة العربية، والقرآن والحديث والفقه والأخلاق وغيرها، وفي عام 1928 تخرج في "المدرسة الخسروية" وكان ترتيبه الثاني بين المتخرجين من نفس الدفعة، وبعدها دخل كليتي الحقوق والآداب في "دمشق" وحصل فيهما على شهادة الليسانس والإجازة، ثم سافر إلى مدينة "باريس" لدراسة "القانون الروماني" في جامعتها؛ حيث كان موفداً من وزارة المعارف في "سورية" حينها، وهناك حصل على الليسانس في علوم القانون والدبلوم في الحقوق الكنسية والدكتوراه في الحقوق».

إلى جانب عمل "الدواليبي" ودراسته الحقوقية والقانونية كان سياسياً وطنياً وشجاعاً يناهض الاستعمار الفرنسي الذي كان يحتل "سورية" ومدافعاً أميناً عن القضية الفلسطينية، وبعد تخرجه في جامعة "باريس" وعودته إلى الوطن عمل مع إخوانه وأخواته في "الكتلة الوطنية"، وبعد جلاء قوات المستعمر الفرنسي عن "سورية" في 17 نيسان 1947 ساهم مع بعض الشخصيات الوطنية في تأسيس "حزب الشعب"

ويضيف: «إلى جانب عمل "الدواليبي" ودراسته الحقوقية والقانونية كان سياسياً وطنياً وشجاعاً يناهض الاستعمار الفرنسي الذي كان يحتل "سورية" ومدافعاً أميناً عن القضية الفلسطينية، وبعد تخرجه في جامعة "باريس" وعودته إلى الوطن عمل مع إخوانه وأخواته في "الكتلة الوطنية"، وبعد جلاء قوات المستعمر الفرنسي عن "سورية" في 17 نيسان 1947 ساهم مع بعض الشخصيات الوطنية في تأسيس "حزب الشعب"».

المحامي عبد الرحمن إبراهيم

أما الكاتب "محمد عدنان كاتبي" فيوضح في كتابه "علماء حلب في القرن الرابع عشر هجري" تفاصيل أخرى عن حياة "الدواليبي" السياسية، ويقول: «في العام 1949 جرت انتخابات الجمعية التأسيسية السورية ففاز في عضويتها نائباً عن "حلب"، وفي العام 1950 تولى وزارة الدفاع في حكومة "حسن الحكيم"، وفي العام 1951 كُلّف بتشكيل حكومة جديدة احتفظ لنفسه بوزارة الدفاع أيضاً، في نفس العام اُعتقل مع أعضاء حكومته بعد انقلاب "الشيشكلي"، وفي العام 1954 أصبح وزيراً للدفاع في حكومة "صبري العسلي"، وبعد الانفصال عن "مصر" في العام 1961 طُلب منه تشكيل الوزارة فأدار البلاد في تلك المرحلة الحرجة، غادر "سورية" إلى "المملكة العربية السعودية" في العام 1963، وهناك عمل مستشاراً في الديوان الملكي كمستشار للملوك "فيصل" و"خالد" و"فهد"، وبقي في ذلك المنصب حتى وفاته في العام 2004».

خلال مسيرته السياسية والحقوقية عمل الدكتور "الدواليبي" في العديد من المؤسسات العلمية المحلية والعربية والدولية، وحول ذلك يقول "كاتبي": «عمل الدكتور الشيخ "معروف الدواليبي" أستاذاً في كليتي الحقوق والشريعة في جامعة "دمشق" ورئيساً لقسم القانون والحقوق الرومانية في الجامعة، وشارك وترأس عدداً من المؤتمرات والندوات العلمية الإسلامية حول العالم منها: (رئيس الوفد الحكومي السوري إلى حلقة الدراسات العربية والاجتماعية الدولية في "مصر" في العام 1950، وكان ممثلاً لجامعة "دمشق" في مؤتمر "أسبوع الفقه الإسلامي الدولي" في "باريس" في العام 1951، ورئيساً لوفد الشعوب العربية إلى المؤتمر الأول للشعوب الإفريقية والآسيوية في "نيودلهي" في العام 1955، وعضواً في الوفد السوري الحكومي إلى المؤتمر الدولي الأول لدول عدم الانحياز في "أندونيسيا" في العام 1955، وعضواً في الندوات العلمية الدولية حول الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان في الإسلام المعقودة في "الرياض" و"باريس" و"الفاتيكان"، وفي "مجمع الكنائس العالمي" في "جنيف" وفي "مجلس وزراء الوحدة الأوروبية" في "ستراسبورغ" في العام 1973، ورئيساً لمؤتمر "العالم الإسلامي" منذ العام 1975، وعضواً في مؤتمر "رسالة المسجد الدولي" في "مكة المكرمة" في العام 1975، وعضواً مراقباً في مؤتمر وزارة الخارجية الإسلامي ورئيساً لمنظمة "الإسلام والغرب الدولية" ومركزها "جنيف" بين عامي 1979-1984، كما كان رئيساً للمجلس التنفيذي للمؤتمر الإسلامي العالمي الشعبي في "بغداد" منذ العام 1986)».

المرحوم محمد معروف الدواليبي

ويشير "كاتبي" إلى أن الدكتور "الدواليبي" ترك عدداً من المؤلفات في الفقه والقانون والحديث والتاريخ وغيرها، منها: ("الاجتهاد في الحقوق الإسلامية" باللغة الفرنسية، "الإسلام أمام الاشتراكية والرأسمالية" باللغتين العربية والإنكليزية، "حقوق المرأة في الإسلام"، "دراسات تاريخية عن مهد العرب وحضارتهم الإسلامية"، "القومية العربية في حقيقتها"، "قلعة طروادة التاريخية"، "المدخل إلى السنة وعلومها"، "المدخل إلى علم أصول الفقه"، "المدخل إلى التاريخ العام للقانون" في عنوانه الأول، ثم "جزيرة العرب مهد الحضارة الإنسانية الأولى ومهد نشأة الحق والقانون" في عنوانه الثاني، "موقف الإسلام من العلم"، "نظريات النقد الأدبي عند العرب"، "الوجيز في الحقوق الرومانية" بجزأين، "نظرات إسلامية في الاشتراكية الثورية"، "نظرات إسلامية" في عدة أبحاث)، إضافة إلى الكثير من الأبحاث والتحقيقات والمحاضرات العلمية التي ألقاها في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والعربية والدولية.