كان الشيخ المؤرخ "كامل الغزي" الذي عاش في الفترة ما بين النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين كان من كبار الشخصيات الثقافية في مدينة "حلب" وذلك من خلال مساهماته الثقافية والأدبية المتنوعة، ولاتكاد تخلو رفوف أية مكتبة عامة أو خاصة في مدينة "حلب" وعموم سورية من مؤلفاته القيّمة وفي مقدمتها مؤلفه الشهير /نهر الذهب في تاريخ "حلب"/.

ولمعرفة المزيد حول حياة هذا الرجل التقى مراسل موقع eSyria في "حلب" الأستاذ "رمضان بلال" إجازة في التاريخ من جامعة "دمشق" والذي عمل مع البعثة السورية-الألمانية في تل مدينة "جنديرس" في بداية التسعينيات من القرن الماضي، والذي قال: «كان "الغزي" من الشخصيات المهمة في تاريخ مدينة "حلب" وابنها الذي كتب عنها الكثير، واسمه هو "كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي" وقد عرف باسمه "الغزي" ولد في مدينة "حلب" في العام 1853 ميلادية و1270 هجرية وخلال حياته الغنية بالكتابة والأسفار قام بزيارة إلى مدينة "مكة المكرمة" حيث بقي حوالي ثمانية أشهر ليعود بعدها إلى مدينته "حلب"».

ومن آثاره المخطوطة والتي لم تر النور عدة كتب وهي: /جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة/، /القول الصريح في الأدب الصحيح/، /ترجمة الصنوبري وأشعاره/ إضافة إلى ديوان شعر ربما هو مفقود

وحول دراسته قال: «درس في الكتّاب كباقي أبناء عصره حيث أتم قراءة القرآن الكريم كما أخذ المعارف والعلوم الدينية مثل الفقه والحديث والفرائض والتوحيد من كبار العلماء في عصره ولم يكتف بذلك بل أضاف إلى معارفه تلك علم التاريخ فعمق بها ثقافته معتمداً في ذلك على ما ألفه قبله من كبار المؤرخين مثل الطبري وابن الأثير وغيرهم».

الأستاذ زكريا الحصري

وأضاف الأستاذ "بلال": «من المناصب والوظائف التي شغلها شيخنا "كامل الغزي: في مدينة "حلب" هي رئاسة كتاب المحكمة الشرعية كما شغل منصب رئيس تحرير جريدة "الفرات" لمدة عشرين عاماً وحول تلك الجريدة يقول شيخنا في الجزء الثالث من كتابه /نهر الذهب في تاريخ "حلب"/ بأنها /أي الصحيفة/ صدرت في العام 1284 هجرية وتوقفت في شهر محرم من العام 1337 هجرية وكان آخر أعدادها يحمل الرقم 2420.

كما قام "الغزي" بتأسيس وإدارة مكتب الصنائع وإدارة مجلس بنك الزراعة ثم ترأس غرف التجارة والزراعة والصناعة/ كما عُيّن رئيساً لجمعية الآثار القديمة وفي اللجنة الإدارية في متحف "حلب" الوطني ورئيساً لتحرير مجلتها، كما كان عضواً في المجمع العلمي العربي في مدينة "دمشق" وفي المجلس البلدي في "حلب" ولأكثر من دورة، وفي العام 1352 هجرية و1933 ميلادية رحل الشيخ المؤرخ "كامل الغزي" مخلفاً عدداً من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة».

الأستاذ رمضان بلال

وحول أهم آثاره ومؤلفاته التي كتبها في حياته الغنية بالعطاءات الفكرية والأدبية قال الأستاذ "زكريا الحصري" إجازة في التاريخ ودبلوم تأهيل وتخصص بالآثار: «لقد ترك مؤرخ "حلب" الشهير عدداً كبيراً من المؤلفات المهمة تشكل اليوم مراجع لا بد منها عند دراسة أو كتابة تاريخ مدينة "حلب" وفي مقدمة هذه المؤلفات كتابه الشهير /نهر الذهب في تاريخ "حلب"/- طبع "المطبعة المارونية" في "حلب" 1922- 1926 ويتألف كتابه هذا من ثلاثة مجلدات تتضمن دراسة شاملة حول هذه المدينة ومن مختلف النواحي التاريخية والجغرافية وغيرها، ومن مؤلفاته المطبوعة أيضاً /الرزنامة الدهرية/ في العام 1922 ويُضاف إلى ذلك مجموعة كبيرة من المقالات المتعلقة باهتماماته في مجال التاريخ والنحو واللغة وقد قام المجمع العلمي العربي بنشر قسم منها مثل: كلمة /ولا سيما/ منشور في العام 1926 المجلد السادس، /الشاعر الصنوبري/ في المجلد الحادي عشر، /الشواذ في علم النحو/ المجلد الحادي عشر، قصيدة /الفراشة/ في المجلد الثاني عشر، وله أيضاً قصيدة عنوانها /"الغزي يوصي ابنه/ وهي منشورة في مجلة "الضاد" العددان 3-4 في العام 1933».

وأضاف الأستاذ "الحصري": «ومن آثاره المخطوطة والتي لم تر النور عدة كتب وهي: /جلاء الظلمة في حقوق أهل الذمة/، /القول الصريح في الأدب الصحيح/، /ترجمة الصنوبري وأشعاره/ إضافة إلى ديوان شعر ربما هو مفقود».