خلال فصل الشتاء يلجأ الريفيون عادة إلى استخدام الحطب كوسيلة أساسية للتدفئة؛ وذلك بجلبه من الجبال أو بشرائه من التجار.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 شباط 2015، السيد "إدريس خليل" أحد تجار الحطب بمنطقة "عفرين"، فقال: «تجارة الحطب هي أحد أهم الأعمال التجارية خلال فصل الشتاء في المنطقة، إذ يؤمن تجارها الدفء لآلاف الأسر الريفية؛ وهو ما يحقق دخولاً جيدة لمئات التجار.

نقوم بشراء تلك الأشجار بطريقتين: شراء الأشجار بعد قلعها أو قبل القلع، ومن ثم نقوم بنقل الحطب إلى إحدى الساحات فنعرضه للبيع وبطريقتين: من دون تقطيعه لمكعبات صغيرة، أو تقطيعه ثم بيع المكعبات للناس وذلك بأسعار مختلفة

بسبب ارتفاع سعر المازوت في المدة الأخيرة ارتفع الطلب كثيراً على شراء الحطب، ولم يعد شراؤه محصوراً بأهل الريف؛ بل امتد ذلك ليشمل أهل المدن أيضاً الذين اضطروا أمام هذا الواقع إلى استخدام مدافىء الحطب في منازلهم بدلاً من المدافىء التي تعمل على المازوت».

إدريس خليل

وحول مصدر الحطب قال: «نقوم بتوفير مادة الحطب لبيعها للأسر المحتاجة إليه ضمن القانون السائد أي دون المساس بالغابات أو قطع الأشجار عشوائياً.

المصدر الرئيس والأساسي للحطب هو أشجار الزيتون التي تشتهر بها المنطقة، فحطب الزيتون معروف برائحته العطرية الخاصة وبقساوته وبتوافره في المنطقة، ولا يتم قطع هذه الأشجار بطريقة اعتباطية أو عشوائية؛ إنما بالتنسيق مع المزارعين الذين جرت لديهم العادة أن يزرعوا شتلات صغيرة بين الأشجار المعمرة التي لم تعد تعطي محصولاً وفيراً.

جلب الحطب من الجبال إذا غاب التجار

وعندما تصل هذه الشتلات إلى مرحلة الإثمار يلجأ المزارعون إلى قلع الأشجار المعمرة لإتاحة المجال أمام الأشجار الجديدة بالنمو والإنتاج ضمن عملية اقتصادية مدروسة تسمى "تجديد الحقول"».

وأضاف: «نقوم بشراء تلك الأشجار بطريقتين: شراء الأشجار بعد قلعها أو قبل القلع، ومن ثم نقوم بنقل الحطب إلى إحدى الساحات فنعرضه للبيع وبطريقتين: من دون تقطيعه لمكعبات صغيرة، أو تقطيعه ثم بيع المكعبات للناس وذلك بأسعار مختلفة».

حول الأهمية الاقتصادية لتجارة الحطب قال "إدريس": «تجارة الحطب قديمة في المنطقة، وهي تؤمن للناس سنوياً مئات الأطنان من هذه المادة التي تباع لهم ضمن أسواق مؤقتة تقام على أطراف المدن أو من خلال الباعة المتجولين في الأرياف، كما تؤمن هذه المهنة للتجار دخولاً موسمية جيدة تساهم في إعالة عشرات الأسر على مدار العام، وهي بالتالي إحدى الفعاليات الاقتصادية المهمة في حياة المنطقة».

وعن أسعار الحطب قال متابعاً: «يختلف سعر الحطب بين سنة وأخرى وشدة البرودة، وكذلك حول نوعية الحطب وشكله، نوعية الحطب أي بمعنى هل هو حطب زيتون أم سنديان أم غيرهما، أما شكل الحطب فمعناه هل هو مقطّع لمكعبات أم لا.

في السنوات التي يكون فيها سعر المازوت منخفضاً يكون سعر الحطب أيضاً منخفضاً بسبب قلة الطلب عليه والعكس صحيح، كما يتمتع حطب السنديان بأسعار أعلى من باقي الأنواع، ومن الطبيعي أن يكون سعر الحطب الجاهز والمقطع واليابس أعلى.

في هذا العام وصل سعر كيلو حطب الزيتون الأخضر إلى 25 ليرة سورية، والطن إلى 25000 ليرة سورية. أما الحطب اليابس فوصل سعره إلى 30 ليرة سورية والطن إلى 30000 ليرة سورية؛ هذا بالنسبة لحطب الساق والفروع الخارجية».

العمة "موليدة خالد" قالت: «العديد من المنشآت التجارية في المنطقة تعتمد على ما يوفره تجار الحطب من هذه المادة؛ مثل المطاعم والمقاهي والمقاصف والمنتزهات، ومن هنا تكمن أهمية الحطب في حياة السكان اليومية الاقتصادية والاجتماعية لأنهم يعتمدون عليه بوجه رئيسي في إدارة فعالياتهم.

قبل فترة الخمسينيات من القرن الماضي كان تجار المنطقة يحضرون مئات الأطنان من فحم السنديان ويصدرونه إلى المدن الكبرى لاستخدامها في المطاعم كإحدى أهم الفعاليات التجارية لأبناء المنطقة، ولكن بعد الاستقلال وصدور القوانين التي تمنع قطع الغابات تراجعت هذه التجارة لأدنى مستوياتها وبات القلة منهم يمارسونها وفي حدود القوانين والأنظمة المعمولة بها في البلاد».