استطاع قطاع الصناعات الطبية في "حلب" أن يكون منافساً قوياً للمنتجات المنافسة له والمصنعة في المصانع الأوروبية وغيرها، وذلك بالاعتماد على تصنيع قطع تناسب حاجة كل مستخدم على حدة.
موقع "eAleppo" التقى السيدة "فخرية بيره جكلي" التي استخدمت إحدى أنواع الجبائر البلاستيكية المصنعة محلياً لحفيدتها فعن ذلك تحدثت قائله: «حفيدتي تعاني من تأخر بالمشي على القدمين نتيجة ضعفهما ووصف لي الطبيب المعالج جبائر بلاستيكية لتستخدمهما لبداية مراحل العلاج بشد وتر "أشيل" بالقدم وبالفعل بحثت بالسوق المحلية عن أحد المصنعين لهذه الجبائر فتم أخذ القياسات المناسبة لقدمي حفيدتي عبر الاختصاصي الصناعي وكان المنتج بشهادة الطبيب المعالج يحقق الغاية المرجوة منه خاصة تناسب القياس الذي لم أره بالمنتج الأجنبي المصنع مسبقاً إضافة لأن قيمة الجبائر البلاستيكية الاقتصادية تعادل 50% من قيمة المنتج الأجنبي الذي لا يلبي المطلوب بشكل تام من الناحية الفيزيائية لشكل القدم وهذا يدل على أن الصناعة في مدينتنا "حلب" تتطور على كافة الصعد ما يشكل ثقة بالمنتج المحلي أكثر لدى المواطنين».
دخلت صناعة الجبائر لسورية منذ 20 عاماً وأنا أعمل بهذه المهنة منذ 12 عاماً حيث شهدت تطوراً كبيراً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة حيث كنا نعتمد على الجبائر الجاهزة التي نستوردها من البلدان المجاورة لنا، فاليوم أصبحنا نأخذ القياسات الخاصة بكل حالة من الحالات ونصنع لها القالب الصناعي الخاص بها عكس المنتج الأجنبي الجاهز فهو يكون ضمن قياسات محدودة (صغير- متوسط- كبير) ولا يتناسب بشكل تام مع حالة المريض
على الجانب الآخر المتعلق بصناعة الجبائر البلاستيكية التقينا بتاريخ 29/5/2012 الاختصاصي "ماهر زعتور" المتخصص بصناعة الجبائر البلاستيكة حيث تحدث لنا عن تاريخ تلك الصناعة ومقارنتها بالمنتج الجاهز المستورد حيث قال: «دخلت صناعة الجبائر لسورية منذ 20 عاماً وأنا أعمل بهذه المهنة منذ 12 عاماً حيث شهدت تطوراً كبيراً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة حيث كنا نعتمد على الجبائر الجاهزة التي نستوردها من البلدان المجاورة لنا، فاليوم أصبحنا نأخذ القياسات الخاصة بكل حالة من الحالات ونصنع لها القالب الصناعي الخاص بها عكس المنتج الأجنبي الجاهز فهو يكون ضمن قياسات محدودة (صغير- متوسط- كبير) ولا يتناسب بشكل تام مع حالة المريض».
تابع الاختصاصي "ماهر زعتور" حديثه عن المواد الخام الداخلة بصناعة الجبائر البلاستيكية وطريقة تصنيعها فقال: «يستخدم بتصنيع الجبائر إحدى المادتين "البولي ايتيلين أو البولي بروبلين" وتشمل أنواع الجبائر على (جبائر فوق الركبة- جبائر تحت الركبة- جبائر تثبيت ومعالجة تشوه العمود الفقري)، أما آلية التصنيع فهي تبدأ بأخذ مقاس الجبيرة المطلوبة للمريض على مجسم مصنوع من الجبس ويصب القالب المصنع أيضاً من مادة الجبس ثم نأتي بمادة "البولي ايتيلين" حيث توضع بفرن حراري تصل درجته إلى 200 درجة مئوية ومن مزايا هذه المادة أنها لا تنصهر بل تعطي ليونة بالعمل لتأخذ شكل القالب الذي صنعناه بالمرحلة السابقة وتلف شريحة "البولي ايتيلين" على القالب الجبسي وتقص وتنعم لتعطي شكل الجبيرة المطلوبة والتصنيع بشكل عام يستغرق مدة من 5 إلى 6 ساعات من العمل ولأخذ العلم أن مادة "البولي ايتيلين" تعطي طراوة بالعمل وتعطي مرونة للمرضى أكثر من مادة "البولي بروبلين" التي تستخدم بتصنيع جبائر صلبة أكثر تفيد المرضى الذين يعانون من تشوهات نسبتها كبيرة، بالإضافة من الناحية الاقتصادية المنتج المحلي من الجبائر البلاستيكية يوفر لا يقل عن 50% من القيمة الشرائية للمنتج الأجنبي المصنع مسبقاً والمستورد، الجدير بالذكر أن الجبائر يحتاجها معظم ذوي الاحتياجات الخاصة وتستخدم أيضاً لنقل المصابين نتيجة الحوادث منعاً لحدوث كسور مضاعفة، ونسعى دوماً لتكون صناعتنا رائدة ملبية لاحتياجات السوق المحلي».
وللتعرف على أهمية الجبائر البلاستيكية الطبية التقينا "عبد الله الناصر" الاختصاصي بالعلاج الفيزيائي والعلاج النفسي الحركي الذي قال: «تشكل الجبائر البلاستيكية أهمية كبيرة بالمساعدة على علاج عدة أمراض وأهمها مشكلات العمود الفقري بما فيها مرض الحدب حيث تعمل الجبيرة على إعادة العمود الفقري إلى الوضع الطبيعي وعدم ازدياد درجة الحدب، ويساعد في علاج مرض الأجل الولادي حيث يخفف من شدة انحناء الرقبة، إضافةً لأن الجبائر الطبية تساعد بمشكلات الإعاقات مثل الشلل الدماغي والضمور الدماغي وشلل الضفيرة حيث تمنع التشوهات وتحافظ على الشكل الطبيعي للمفصل وتحافظ على المدى الحركي الذي وصل إليه اختصاصي العلاج الفيزيائي وتمنع حدوث قصر في الأوتار وتساعد الطفل على اتخاذ وضعيات أفضل كالوقوف السليم، كما أن للجبائر البلاستيكية دوراً في علاج مرض الفالج الشقي وإصابات النخاع الشوكي والإصابات العصبية للقدم واليد».
