"زيت الزيتون" هو المصدر الرئيسي للدخل لدى معظم الأسر الريفية في منطقة "عفرين" وزراعة الزيتون زراعة قديمة فيها.

بتاريخ 5/12/2011 أجرى موقع eAleppo لقاءات مع بعض المزارعين حول أهمية هذه المادة فقال أولاً المزارع "عبد الرحمن إيبو": «خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول من كل عام يبدأ الفلاحون في منطقة "عفرين" بجني محصولهم من الزيتون تمهيداً لعصره واستخراج أجود أنواع الزيت منه فالزيت العفريني معروف في السوق السورية بمذاقه الطيب وجودته العالية.

في المنطقة الآن بحدود 215 معصرة تقوم بعمليات عصر الزيتون واستخراج الزيت كما يوجد 15 معملاً للبيرين /مخلفات جرش الزيتون/ وهي تعمل على استخراج زيت المطراق منه واستعماله في صناعة الصابون. وبالنسبة لأسعار الزيت فهي خاضعة للقانون التجاري /العرض والطلب/ فكلما ازداد الطلب ارتفعت الأسعار والعكس صحيح، طبعاً الدولة لا تتدخل حتى اليوم بالتالي في أسعاره

بعد الانتهاء من عملية العصر تحفظ كل أسرة في المنطقة مؤونتها من الزيت وتبادر إلى بيع الفائض منه عبر العشرات من المحلات التجارية الخاصة بالزيت والزيتون المنتشرة في مدينة "عفرين" ونواحيها الستة أو بالبيع مباشرة في أسواق هذه المدن.

عبد الرحمن إيبو

تؤمن مادة زيت الزيتون الدخل الأساسي لأبناء المنطقة كما يساهم العمل في جني محصول الزيتون إلى تشغيل الآلاف من اليد العاملة سواء من داخل المنطقة أو من خارجها وبالتالي يشهد فترة نهاية الموسم من كل عام حركة اجتماعية واقتصادية نشطة تتمثل بتزويج الأبناء وشراء الآليات الزراعية وبناء المنازل وغير ذلك اعتماداً على ما وفره لهم بيع مادة الزيت من دخول».

وأضاف: «بالنسبة للأسعار فإنّ الزيت لا سعر ثابتاً له فهو يختلف بين السنة والأخرى وتبعاً لنوع الزيت نفسه وحسب بعض المناسبات المحلية المعروفة في المنطقة.

محمد حمو إبراهيم

فاختلاف السعر من سنة لأخرى يعود إلى ظاهرة "المعاومة" بالنسبة للزيتون والمعاومة تعني أن الأشجار تحمل الثمار سنة ولا تحملها في السنة التالية وبالتالي فإنّ أسعار الزيت تكون مرتفعة عادة في السنوات التي لا تحمل الأشجار حيث تقل كميات الزيت، أما تبعاً لنوعية الزيت فإنّ التجار يحددون النوعية ضمن المعصرة باستخدام الأسيد والكحول ويتم بموجبه تصنيف الزيت إلى : أسيد1 /نوع أول/- أسيد2 /نوع ثاني/ وهكذا حتى نصل إلى ما يُعرف بالزيت المخالف الذي يستخدم في العادة في صناعة الصابون ولا يمكن تناوله وبالتالي فالأسعار تكون متغيرة بحسب النوع، وأخيراً فإنّ تغير السعر بحسب المناسبات المحلية يكون كما يلي: في فترة حفظ مواد المؤونة المنزلية التي تحتاج للزيت يزداد الطلب على الزيت فترتفع الأسعار، أثناء قيام الجمعيات الفلاحية بتحصيل قروضها من الفلاحين ويكون في الشهر 11 من كل عام يضطر الفلاح للبيع حيث يزداد العرض فتنخفض الأسعار وهكذا».

السيد "محمد حمو إبراهيم" مزارع يقول: «أسعار الزيت حالياً هي بحدود 130 ليرة سورية للكغ بالنسبة للنوع الأول والتنكة تحتوي على 16 كغ من الزيت بمعنى أنّ كل تنكة سعرها 2080 ليرة سورية وإذا فرضنا أنّ موسم الفلاح الواحد هو 150 تنكة فإن إجمالي ناتج موسمه هو 312000 ليرة سورية وهذا المبلغ دخل جيد للفلاح.

المهندس وليد إبراهيم

ولكن هناك مشاكل تتعلق بالزيتون أود ذكرها وهذه المشاكل تقلّص من إجمالي ناتج الموسم بالنسبة للفلاحين، وهي أجور عمليات كساحة الأشجار وقتل الدود ونزع الأفرع الزائدة خلال فصل الربيع والفلاحة وأجور العمال في جني المحصول وأجور المعاصر وانخفاض الأسعار وغيرها، وبرأيي أنّ الحل يكون بأن تقوم الدولة بمعاملة مادة الزيت كما تعامل القمح والشوندر السكري والقطن فتبقى أسعار الزيت ثابتة وبالتالي يكون الفلاح هو المستفيد الأكبر من مواسمه».

وأخيراً التقينا في دائرة زراعة "عفرين" برئيسها المهندس "وليد إبراهيم" الذي قال: «تخضع أشجار الزيتون في المنطقة إلى ظاهرة المعاومة وبالتالي تتفاوت كميات إنتاج الزيت والزيتون من سنة إلى أخرى، ففي الموسم الحالي حيث الأشجار حاملة للثمار فإنّ كميات الزيت المتوقعة هو بحدود 40 ألف طن أما في السنوات الأخرى حينما تكون الأشجار غير حاملة للثمار فإنّ الكميات المتوقعة للزيت فهو بحدود 10 آلاف طن، وبالنسبة لعدد أشجار الزيتون التي هي في طور الإثمار فيبلغ 9,750,000 شجرة، والجدير بالذكر هنا أنه قد تتحول سنوات الحمل إلى سنوات اللاحمل تبعاً للظروف الجوية من صقيع وقلة أمطار».

وأضاف: «في المنطقة الآن بحدود 215 معصرة تقوم بعمليات عصر الزيتون واستخراج الزيت كما يوجد 15 معملاً للبيرين /مخلفات جرش الزيتون/ وهي تعمل على استخراج زيت المطراق منه واستعماله في صناعة الصابون.

وبالنسبة لأسعار الزيت فهي خاضعة للقانون التجاري /العرض والطلب/ فكلما ازداد الطلب ارتفعت الأسعار والعكس صحيح، طبعاً الدولة لا تتدخل حتى اليوم بالتالي في أسعاره».

وأخيراً طلبنا منه بعض النصح والإرشاد للفلاحين خلال نقل محاصيلهم للمعاصر فقال: «أولاً أنصح الإخوة الفلاحين بوضع محصولهم من الزيتون ضمن صناديق شبكية مهواة وفي حال استخدام الجوال /كيس خيش خاص بالزيتون والقمح وغيره/ عليهم عصر محصولهم خلال يوم أو يومين على الأكثر وعدم تركه لأيام أمام المعصرة لأن ذلك يعرضه للعفونة ويزيد من المواد البيروكسيدية الضارة في الزيت وبالتالي يكون نوعه رديئاً، وهناك مفهوم شائع لدى الفلاحين هو أنه كلما بقي المحصول في المعصرة لفترة أطول قبل عصره كان ذلك أفضل وهذا مفهوم خاطئ من الناحية العلمية.

كما يجب تنظيف الحبات من الأوراق قبل نقلها للمعصرة، واستعمال الصفائح المعدنية المطلية من الداخل بمواد قابلة للاستهلاك البشري ولونها أصفر وعدم تخزين الزيت في الصفائح العادية غير المطلية أو بالعبوات البلاستيكية الضارة بالصحة».