افتتح الأستاذ الدكتور المهندس عبد الله مرعشلي عميد كلية الهندسة التقنية بجامعة حلب- في نقابة المهندسين، قاعة المؤتمرات- فعاليات الملتقى السوري الألماني، والذي حمل عنوان: "الأساليب العلمية والعملية في الإدارة السليمة للمخلفات الصلبة في محافظة حلب".

وذلك في أطار مذكرة التفاهم الموقعة بين المدينة الصناعية وجامعة روستوك الألمانية، وقد ألقيت في حفل الافتتاح كلمات لكل من الأستاذ صادق أبو وطفة معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة، وكلمة المهندس هيثم ضو مدير المدينة الصناعية، وكلمة المهندس محمد الملا علي مدير الخدمات الفنية بحلب، وكلمة السيد الدكتور عبد الله نصور جامعة روستوك، وكلمة السيد تورستن راث ممثل المكتب الهندسي SIG، وكلمة السيد الدكتور محمود القاسم نائب رئيس جامعة حلب للشؤون الإدارية ممثل جامعة حلب.

وأجمعت الكلمات على أن مشاكل المخلفات الصلبة في محافظة حلب من أهم المشاكل البيئية التي تواجهها البلديات والمنطقة الصناعية، وأن وزارة الإدارة المحلية والبيئية كانت قد أعدت المخطط التوجيهي لحل مشاكل المخلفات الصلبة في جميع المحافظات السورية ومن ضمنها حلب، وكانت قد خصصت لها المبالغ اللازمة.

السيد صادق أبو وطفة

وتوضح من خلال المناقصات المشاريع التي نشرت خلال الفترة الماضية في محافظة حلب والمحافظات السورية الأخرى أن الخبرات اللازمة لبناء مشاريع المخلفات الصلبة وتشغيلها يحتاج إلى خبرات عالية، وهي غير متوفرة في الأسواق المحلية الآن، والمكاتب الاستشارية والشركات المختصة في تنفيذ المشاريع من القطاع العام والخاص تسعى مشكورة لتقديم الخدمات المطلوبة.

لقد أصبحت المخلفات الصلبة تشكل عبئاً بيئياً واقتصادياُ كبيراً على مجالس المدن والمدن الصناعية ومنها مدينة حلب وأضحت قضية إدارة تلك النفايات مسألة ذات طابع صحي ووطني مهم، لذا أولت قيادة الدولة وعلى رأسها السيد الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية أهمية خاصة للبيئة من خلال إصدار المرسوم رقم /50/ لعام 2002، وقامت وزارة الإدارة المحلية والبيئة بإعداد المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة في سورية لحل مشاكل المخلفات الصلبة في جميع المحافظات السورية بما فيها مدينة حلب وقد خصصت المبالغ المادية اللازمة لتنفيذ هذا الغرض .

المندوب الألماني لجامعة روستوك

ومن أجل ضمان وضع الاستثمارات المادية والإمكانات البشرية في مكانها الصحيح وتشجيع القطاعين العام والخاص للعمل في هذا الاتجاه واقتراح الحلول المناسبة لحل المشاكل الناجمة عن ذلك وبما يتناسب وواقعنا المحلي أتت فكرة عقد هذا الملتقى الذي يحمل عنوان: (الملتقى السوري الألماني حول الأساليب العلمية والعملية في الإدارة السليمة للمخلفات الصلبة في محافظة حلب) والذي يهدف من خلال الحوارات والمناقشات التي ستدور في اليوم التالي بين كافة الأطراف المعنية بهذا الموضوع إلى طرح المشاكل بوجهها الصحيح واختيار الأنسب منها وهذا ما يتوافق مع توجهات الحكومة في الحد من الهدر وتنشيط الاقتصاد وإيجاد بيئة نظيفة.

لقد جاء هذا الملتقى كنتيجة لثمار التعاون المشترك بين المدينة الصناعية بحلب من جهة وجامعة رستوك والمكتب الهندسي الألماني S.I.G من جهة أخرى ونأمل بأن يكون هذا الملتقى بوابة لعقد ملتقيات أوسع لتشمل ميادين أخرى وتشترك فيه كل المحافظات السورية ويكون مركزه مدينة حلب الشهباء .

وقد خطت محافظة حلب خطوات حثيثة في مجال الدراسة التفصيلية للمخطط التوجيهي, والبدء بتنفيذ بعض المشاريع التي نهضت عليها هذه الدراسة, إضافة إلى بعض التجارب في مجال التعامل مع القطاع الخاص.

eAleppo التقت على هامش حفل الافتتاح الأستاذ صادق أبو وطفة معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة، وسألناه عن هذه الملتقى، فقال: كلنا يلاحظ في سورية موضوع الاهتمام بالنفايات الصلبة بعد أن صدر قانون البيئة عام 2002 صدر قانون النظافة عام 2004وصدر المخطط التوجيهي عام 2005،ومنذ عام 2006 أصبح في سورية اعتمادات تخصص مباشرة لموضوع النظافة، وكلنا يلاحظ أن محافظة حلب فيه العديد من المشاريع الخاصة بالنفايات الصلبة، الخطة الخمسية العاشرة خصصت 4 مليار ليرة سورية للنفايات الصلبة، ويجب تنفيذها في السنوات الخمس القادمة، وهذا يتطلب بذل الجهد لإنجاح هذا المشروع.

ورداً على سؤالنا عن الوعي البيئي ودور الوزارة فيه، أجاب السيد معاون الوزير: أنت تتحدث عن الوعي البيئي ونحن في الوزارة لدينا مديرية مختصة بالتوعية البيئية، وبموضوع النفايات الصلبة نحن نتعاون حالياً مع الجايكا الياباني ومع بعض الهيئات لإعداد برامج تدريبية إعلامية للتوعية بدأت تبث في التلفزيون السوري برامج توعية بيئية ونحاول تطوير هذا الموضوع، وإذا لم يتجاوب المواطن في موضوع النظافة مع الجهود الحكومية لا نحقق الفائدة المرجوة.

وحين سألناه كم قطعنا من شوط في هذا المجال؟ قال السيد معاون الوزير: قطعنا شوطا مهما وفي خطتنا الطموحة عام 2014 سنكون قد أنجزنا ما هو المطلوب منا في هذا النشاط .

كما التقت eAleppo عميد كلية الهندسة التقنية بجامعة حلب الدكتور عبد الله مرعشلي، وسألناه عن أهمية هذا الملتقى؟ فقال: إن ما يعطي هذا الملتقى أهميته الخاصة هو اختلافه عن بقية المؤتمرات والندوات البيئية كونه يحمل طابعاً عملياً علمياً ويستند في محاضراته وجلساته إلى تجارب علمية تطبيقية واقعية مبنية على أسس علمية تكرست لدى الجهة الألمانية التي تملك خبرة واسعة في هذا المجال وإلى خبراتنا الوطنية والمحلية وتجاربها في التعامل مع النفايات الصلبة حيث يمكن من خلال الحوار وتبادل الآراء والخبرات التوصل إلى أفضل الأساليب في الإدارة السليمة للمخلفات الصلبة في مدينة حلب.

ورداً على سؤالنا: ما هي آفاق الاستفادة من النفايات الصلبة؟ أجابنا السيد العميد: نؤكد على ضرورة استثمار المخلفات كلها بشكلها الصحيح في إعادة التدوير وتصنيع المواد التي يمكن استخدامها كمواد أولية مثل البلاستيك والزجاج والورق والكرتون والمعادن، كما يمكن الاستفادة من المواد العضوية في تصنيع الأسمدة التي تحسن الإنتاج الزراعي أو في توليد الطاقة من المحطات الكهربائية باستخدام الغاز الحيوي ( البيوغاز) كوقود، وهو ما يساهم بحل جزء من نقص الوقود، كما يساهم في حل جزء من المشاكل البيئية الناجمة عن حرق الوقود التقليدي، ويساهم من جهة أخرى في تأمين فرص عمل جديدة للمواطنين، ويوفر القطع الأجنبي اللازم لاستيراد الوقود وغيره من المواد الأولية.