أشار الدكتور أديب ميالة حاكم مصرف سورية المركزي خلال مؤتمر المصارف الأسلامية والذي عقد في فندق الفورسيزن أن سورية تعوّل الكثير على صناعة الصيرفة الإسلامية والتي بدأت تأخذ حصة كبيرة من السوق خلال الفترة القصيرة الماضية منذ بداية افتتاح المصارف الإسلامية.

وعن وضع المصارف الإسلامية في السوق المالية العربية قال ميالة:" المصارف الإسلامية في سورية وفي الدول العربية في تطور وازدهار مستمر، ويتراوح هذا التطور ما بين 17-25 % سنوياً ، هوأمر مهم وكما نرى الدول العربية والإسلامية وحتى الاجنبية أيضاً باتت تسعى إلى توسيع القطاع المصرفي الإسلامي فيها، ولكن في بلداننا هذا التوسع نابع عن إلمام وثقافة ، أما في الدول الغربية هو نابع عن الحاجة الاقتصادية ولكن في كلا الحالتين هذا إثبات على أن أحكام الشريعة الإسلامية تبقى ومنذ 15 قرناً فعالة ومتناسبة مع متطلبات الشعوب.

ميالة أوضح أن المرسوم ( 35 ) الصادر 2005 والذي نظم عمل المصارف الإسلامية في سورية، هو مرسوم واضح وهام يهيئ كل البنى اللازمة كما إنه من أهم التشريعات التي صدرت في العالم العربي والإسلامي وهذا بشهادة كبار المتخصصين في الصيرفة الإسلامية،

أما عن انخفاض سعر الدولار أمام الليرة السورية قال ميالة:" هناك أسباب عديدة لارتفاع أسعار صرف الليرة السورية أمام الدولار وغيرها من العملات الأجنبية، منها أسباب خارجية وداخلية. الخارجية واضحة أن الدولار يهوي أمام اليورو وبعض العملات الأجنبية الأخرى، في حين أن الأسباب الداخلية تعود إلى قوة الاقتصاد السوري وزيادة الاستثمارات وزيادة تدفقات القطع الأجنبي ويجب أن لاننسى أن السياسة النقدية في سورية وبدعم من الحكومة السورية استطاعت تحقيق الكثير في هذا المجال .

أما السيد صائب نحاس رئيس مجلس إدارة مجموعة مؤسسات نحاس(سورية) لم يبد تفاؤلاً على الرغم من إيمانه بقدرة السوق المصرفية الإسلامية السورية حيث قال لنا:" يجب أن نعترف أنه ليس لدينا خبرات مصرفية إسلامية، نحن نستورد هذه الخبرات من الخارج، يجب أن نعمل على تأهيل كوادرنا الشابة بحيث نحقق اكتفاء ذاتي. سورية في السابق أصدرت العديد من خبراتها فنحن أولى بخبراتنا، لا مانع حالياً من الاستفادة من خبرات خارجية ولكن بشرط الاستفادة منها لتأهيل كوادرنا".

أما سماحة المفتي بدر الدين حسون بيّن أن الصراع بين المصارف التقليدية والإسلامية أمر طبيعي فهدف كل منهما مختلف كما قال لنا:" البنوك الإسلامية تعمل على مبدأ الربح والخسارة ما يهمنا هو الإنسان، أما البنوك التقليدية تريد الربح ولا تقبل الخسارة ، محورها الربح ، هذا الصراع طبيعي جداً بين من يبحث عن المال وبين من يبحث عن الإنسان وهذه هي رسالة السماء. فالهدف من أي عمل اقتصادي هو سعادة الإنسان والحفاظ على إنسانيته". معتبراً أن المضاربات التي تحصل في العالم حالياً عبر تعظيم قيمة سلع وبخس قيمة سلع أخرى هي احتقار للإنسان وحقوقهِ.".