"صهيب عمراية"، مصوّرٌ وموثّقٌ صنع لنفسه اسماً في مدينة "حلب" من خلال عدسته التي انفرد بها في توثيق الحياة الاجتماعية للمدينة وإظهار كل ما هو جميل وواقعي رغم الصعوبات الحياتية والدمار الهائل ولا سيّما في المدينة الأثرية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المصور والموثق "صهيب عمراية" بتاريخ 11 أيار 2020 فتحدث عن بداياته، وقال: «أحببت التصوير منذ الصغر، ومع تطور أساليب التصوير أردت احتراف هذا الفن، وجعله جزءاً من شخصيتي وصنع هوية خاصة لمنظوري وتحليلي للأشياء التي سأرصدها بعدستي.

شاركت منذ بداية احترافي حتى الآن بثلاثة معارض جماعية، اثنان منها مع مديرية الثقافة في "حلب" حيث كُرّمت كأفضل مصور في المجموعة ونلت المرتبة الأولى، والثالث مع نقابة الفنون الجميلة في "حلب"

اتبعت دورات في صناعة الفيديو قبل احتراف التصوير، لأتعمق فيما بعد بالتصوير الفوتوغرافي عام 2017، وفي بداياتي، كنت أصور عبر عدسة الهاتف الجوال حتى امتلكت كاميرا احترافية».

الإنسانية

وعن نمط تصويره، يضيف "عمراية": «تعدُّ المدينة القديمة لـ"حلب"، أرضاً خصبةً لالتقاط الصور، فأصبحت صديقاً لشوارعها والأهم إبراز الجمال الذي يحيط به الكثير من الدمار جراء الحرب، بالطبع، هناك الكثير من الصور للمدينة القديمة أخذت بعدسات مصورين غيري، وهذا هو التحدي الأكبر لأقدم ما يميزني ويصنع هويتي كمصور، فاتبعت نظام الصور البسيطة والخالية من التعديلات المبالغ فيها مع إبراز الجانب التاريخي للمباني والمعالم وما يخدم الرسالة التي أريد إيصالها بحيث تكون أبلغ من الكلام.

أرى تشابهاً بيني وبين الفنان التشكيلي، وذلك بسبب محاولتي إعطاء فكرة وموضوع لأي لقطة من خلال الإضاءات والزوايا، ورغم عشقي لتصوير الأماكن وبالأخص المدينة القديمة والطبيعة الصامتة، إلاّ أن اختصاصي في تصوير حياة المدينة هو ما ميّزني، مثل التقاط صور للحياة اليومية في "حلب" وطرق تعامل الناس، وصور البورتريه.

سوق "السقطية"

وإلى جانب تصوير الأماكن الأثرية، أعمل على البحث في التاريخ والأحداث المهمة التي جرت في تلك الأماكن لتقديم معلومة كاملة تجعل المتابع يلامس المكان الموجود في الصورة من خلال معرفة تاريخه وما يحمله من أهمية، وأعمل حالياً في مجال التصوير الصحفي، من خلال الاعتماد على الصورة الاحترافية في تغطية الحدث».

أما عن المعارض التي شارك بها، يقول "عمراية": «شاركت منذ بداية احترافي حتى الآن بثلاثة معارض جماعية، اثنان منها مع مديرية الثقافة في "حلب" حيث كُرّمت كأفضل مصور في المجموعة ونلت المرتبة الأولى، والثالث مع نقابة الفنون الجميلة في "حلب"».

ساعة "باب الفرج"

المصور "أحمد حفار"، قال عن طالبه "عمراية": «كان "صهيب" فرداً من مجموعة طلاب تلقوا مني أساسيات التصوير، لاحظت طيلة فترة الدورة التدريبية شغفه ومحبته للتصوير والتركيز التام الذي كان يتلقى به المعلومات ليشكل أرضية وخبرة.

وأثناء التطبيقات العملية، كان يراقب أدق تفاصيل وملامح المنطقة التي نتدرب فيها، ويسعى إلى إبراز الجمال ليضيف لللقطة البسيطة بعداً خيالياً وحكاية واقعية في آن واحد، إنه في تطوير مستمر لذاته كمصور ولن يكتفي بتقديم صورة فقط، بل تفاصيل الصورة ومعانيها وهنا أقصد الصور التي يلتقطها لـ"حلب" القديمة».

الصحفية "يرميلا عجمي" قالت عنه: «ما يميز "صهيب" هو حكمته في اختياره للفكرة، أي للزاوية والنقطة التي سيركز عليها لإيصال رسالة ما. تعرفت عليه من خلال دورات تدريبية عدة في التصوير بمديرية الثقافة، وحين كنا نقوم بجولات تصويرية في المدينة القديمة، كان يتأخر دوماً لأنّه يصوّر كل ما يراه جميلاً بعدسة عينه قبل عدسة الكاميرا، يمتلك إلى جانب إبداعه في التصوير حسّاً بديهياً في أخذ الصورة الصحفية، حيث يعمل على أخذ صورة تحكي الكثير من الكلام بالقليل من الكلمات».

يذكر أنّ المصوّر "صهيب عمراية" من مواليد محافظة "حلب" عام 1975.