تعلّق منذ صغره بالخط العربي، وتابع المشوار حتى غدا واحداً من أهم الخطاطين المحلين والعرب، حيث نال أرفع الجوائز العربية عن منجزاته، وعن الوقت القياسي الذي حققه في هذا المجال الإبداعي، تاركاً بصمته على الكثير من المواهب الواعدة، ومنهم أبناؤه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 نيسان 2020 الخطاط "محمود البان" ليروي لنا سيرة حياته وعلاقته مع الخط، حيث قال: «عشقت الخط العربي منذ نعومة أظفاري، وأثناء دراستي المرحلة الابتدائية كنت أستغل فترة الراحة بين الدرس لإعادة تقليد ما كان قد خطه وكتبه معلمي على السبورة، وتابعت شغفي بحب الخط من خلال قراءتي ودراستي، وتأمل كلّ أنواع الخطوط المكتوبة على اللوحات المعلقة في مداخل الأبنية والأماكن العامة، وأعجبت بلوحات كبار خطاطي "حلب"، وتتلمذت على يد الشيخ "محمد بشير إدلبي" الذي يعدُّ من أهم خطاطي المدينة في وقتها، وهو الذي تعلّم أصول الخط العربي من "إبراهيم الرفاعي"، صرت أكتب يومياً عدة صفحات للتدريب على الخط وبشكل خاص (الرقعي، والديواني)، ثم انتقلت خلال دراسة المرحلة الثانوية إلى دراسة أنواع الخطوط الأخرى مثل (الثلث والنسخ).

لا شكّ أنّ الخط العربي هو لوحة فنية وتراثية بحد ذاته، ولا يعدُّ بهذه الصفة إلا إذا كتب بالحبر السائل مع اختلاف ألوانه وأشكاله، وباختيار الورق المناسب الخاص له. وبالفطرة وجدت العديد من أبنائي وقد نقلوا عني وتعلموا مني أتقان فن وكتابة الخط العربي، وابني "بيان" يحتل مركزاً متقدماً في طليعة الخطاطين الشباب، وله الكثير من المشاركات والمساهمات في المعارض

ساعدتني دراستي الجامعية في قسم اللغة العربية بكلية الآداب على نجاح وإتمام موهبتي، حيث تعرفت بشكل معمق على جمال اللغة العربية وترابط الكلمات والحروف، وكيفية الاستفادة منها وتوظيفها بتشكيل لوحة خطية جميلة، وكان لتعيني الوظيفي خطاطاً برئاسة جامعة "حلب" الأثر الكبير في تطور فن الخط العربي لدي، إذ صرتُ أقوم بتخطيط كلّ شهادات التخرج (الإجازات الجامعية)، واستمريت بذلك لمدة ثلاثين عاماً، وخلال ذلك كنت أنتهز الفرصة للمشاركة بكلّ المعارض والمناسبات المحلية والعربية وحتى الدولية، حيث دعيت أكثر من مرة للمشاركة بمعرض الخط في "دبي".

من أعماله

ومن أهم أعمالي التي أفخر بها قيامي بكتابة أربعة مصاحف بخط النسخ بين عامي 2007 و2015 ونلت على هذا العمل الكثير من الجوائز وشهادات التقدير والأوسمة.

وكان للشعر العربي نصيبٌ من أعمالي حيث كتبت الكثير من القصائد الشعرية بخط النسخ والثلث، وبمشاركة أمهر خطاطي العالم العربي والإسلامي في مسابقة عنوانها "دوحة الخطاطين"، ونلت الكثير من الجوائز المحلية على مستوى الجمهورية، ومنها الجائزة الأولى في خط الثلث والنسخ بمسابقة معرض "عبد الحميد الكاتب" الذي أقيم بمدينة "الرقة" في عام 2008. كما نلت جائزة "أسرع خطاط في العالم" عام 2009، حيث كتبت الجزء السابع من "مصحف دبي" الرمضاني خلال زمن قياسي مدته ثلاثة أيام، وتفوقت على تسعة وعشرين خطاطاً مشاركاً من جميع أنحاء العالم، وما زلت حتى الآن أتلقى العديد من الدعوات لتقديم أعمال فن الخط العربي في كافة المعارض».

لوحة لآية قرآنية

وعن جمالية الخط العربي يقول: «لا شكّ أنّ الخط العربي هو لوحة فنية وتراثية بحد ذاته، ولا يعدُّ بهذه الصفة إلا إذا كتب بالحبر السائل مع اختلاف ألوانه وأشكاله، وباختيار الورق المناسب الخاص له.

وبالفطرة وجدت العديد من أبنائي وقد نقلوا عني وتعلموا مني أتقان فن وكتابة الخط العربي، وابني "بيان" يحتل مركزاً متقدماً في طليعة الخطاطين الشباب، وله الكثير من المشاركات والمساهمات في المعارض».

الفنان محمود البان

زميله الخطاط "عبد الكريم الشويخ" قال عنه: «تعرفت على الفنان الخطاط "محمود البان" قبل أكثر من عشرين عاماً، واطلعت على العديد من أعماله، وشاركته في كثير من المعارض، وقدم لي الكثير من الإرشادات والنصح لتطوير أعمالي، إضافة لمساعدته الكثير من زملائي وجيل الشباب وهواة تعلم الخط العربي بشكل صحيح ومتقن، والكثير من الخطاطين المحليين يعدّونه مرجعاً هاماً لهم، فهو خطاط مخضرم وبارع؛ وخاصة بخط النسخ والثلث، قدّم أعمالاً خطية كبيرة، وله اسمه ومكانته بين الخطاطين المحليين والعالمين، ونال الكثير من الجوائز، فهو ببساطة المعلم، وتعلمنا منه الكثير».

الجدير بالذكر أنّ الخطاط "محمود البان" من مواليد "حلب" عام 1953، وهو لاعب وحكم كرة قدم سابق، وموظف متقاعد من جامعة "حلب"، لديه ثلاثة أبناء جميعهم يجيدون كتابة الخط العربي.