يجمعُ "بهجت سرور" بين الموسيقا القديمة والحديثة بتعامله مع آلة الكلارينيت، ويستطيع أن يضعها تحت خدمة الموسيقا الشرقية، ويعبر عن اهتمامه بالتراث الموسيقي في المنطقة من خلال عزفه على آلة الطمبور، حيث يجيد العزف على كلتا الآلتين بجدارة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 كانون الأول 2019 الموسيقي "بهجت سرور"، وبدأ حديثه قائلاً: «تعلقت بآلة الطمبور منذ صغري، وتعلمت أساسيات العزف اعتماداً على ذاتي متأثراً بالكثير من الألحان المحيطة بي، ولأنّ الموهبة لوحدها لا تكفي ولا بدّ من صقلها بالدراسة انتسبتُ إلى معهد "دار ساز" للموسيقا عام 2010، وبدأت تعلم الصولفيج وتدريبات على آلة الطمبور بإشراف الفنان "أسامة دادا"، وجذبني التراث الموسيقي بالمنطقة عموماً، ومنطقة "عفرين" بشكل خاص متأثراً بالكثير من الفنانين الكبار مثل "ديكران" و"جوان حاجو"، و"جميل هورو"».

هناك أشكال وأحجام مختلفة لهذه الآلة، ومنها ما يقترب من العلامات الشرقية، ويبقى ذلك على العازف ومهاراته والتكنيك الذي يمتلكه لتوظيفها بشكل صحيح

يعزف "سرور" على آلتي الطمبور والكلارينيت، ويرى بأنّ لكلّ منها خصوصيتها ونكهتها، ويتابع: «أجد ذاتي في كلتا الآلتين، ولا أستطيع أن أستغني عن واحدة منهما، وبالنسبة لي فإنّ آلة الكلارينيت تعطي جملاً لحنية مختلفة بنكهتها ودورها الجميل ضمن مجموعة موسيقية أو مرافقة مع الغناء، أما آلة الطمبور أو الساز فلها وظيفة أخرى حيث تلبي حاجتي حين أعزف الملاحم والأغاني التراثية التي أحبها وأهتم بها بشكل جيد».

على مسرح الأوبرا بدمشق

وعن آلة الكلارينيت ودورها في الموسيقا الشرقية، يقول: «هناك أشكال وأحجام مختلفة لهذه الآلة، ومنها ما يقترب من العلامات الشرقية، ويبقى ذلك على العازف ومهاراته والتكنيك الذي يمتلكه لتوظيفها بشكل صحيح».

يرى "سرور" بأنّ التراث الموسيقي له دور كبير في حضارة الشعوب، ولا بدّ من العمل للحفاظ عليه، يتابع حديثه قائلاً: «أعتبرُ التراث من الأشياء الأساسية في المجتمع، وبالنسبة لي أنظر إليه بحيادية، لست متشدداً تجاهه، وفي الوقت ذاته لا يمكنني التخلي عنه، وينبغي نشره في وسائل الإعلام وتقديمه على المسارح والحفاظ عليه عن طريق تنوطيه وتوثيقه وتدرسيه للجيل القادم بطريقة حديثة تتلبس بها روح العصر الحديث لكي نكون قادرين على تقديمه للمجتمع، وأعتقد أنّ الخطر يزول عنه عندما يتمّ توثيقه بشكل صحيح، وعلى يد مختصين».

خناف سعيد

وعن أهم مشاركاته يقول: «شاركت بعدة أمسيات ضخمة قام بها معهد "دار ساز" للموسيقا في منطقة "عفرين"، إضافة إلى فعاليات بمدينة "حلب" منها فعالية مع منظمة "اليونيسيف" على مسرح دار "التربية"، كما شاركت بمهرجان وملتقى آلة "البزق" الثامن في دار "الأسد" للثقافة والفنون بـ"دمشق"».

وينهي "سرور" حديثه قائلاً: «الموسيقا السورية بحاجة إلى الكثير من الدعم وخاصة بعد هجرة الكثير من الفنانين ما أثر سلباً على موسيقانا بشكل عام، ونحن اليوم أكثر حاجة للدعم للحفاظ على الهوية الموسيقية السورية، وتقديم ما هو سوري أصيل».

سرور عازفاً على الكلارينيت

"خناف سعيد" مغنية، قالت: «يهتم الفنان "بهجت سرور" بأدواته، ويبحث دائماً ليوسع معرفته بالموسيقا، حيث يسمع جيداً كل أشكال الموسيقا، وله اهتماماته بموسيقا المنطقة وخاصة على آلة كلارينيت، ولأن هناك القلائل ممن يعزفون على هذه الآلة في منطقة "عفرين"، لذلك ينبغي تشجيعه ودعمه ليستمر في عطائه».

"نذير شيخ محمد"، موسيقي، قال: «رغم معرفتي الحديثة معه إلا أنني كونت انطباعاً عنه، فهو فنان ذو إحساس مرهف، وصاحب حس موسيقي عال، رغم أنه يملك أنامل ذهبية ذات سرعة عالية جداً للتعامل مع كافة المقامات، إلا أنّه يفتقد لخبرة التعامل مع الآخرين، لذا فهو بحاجة إلى كثرة الاحتكاك مع الموسيقيين لتتعزز ثقته بنفسه أكثر».

وأضاف: «يملك مخزوناً وكماً وإمكانيات هائلة من المعارف الموسيقية التي بحاجة إلى صقل، ويعتبر من الفنانين القلّة الذين يجمعون بين الحداثة وبين التراث الموسيقي الفلكلوري، ورغم حداثته إلا أنه تنبعث من موسيقاه روح التراث العفريني، وأعتقد أنه سيبدع كثيراً إذا سنحت له فرصة الانخراط بالفرق الموسيقية الوطنية الأوركسترالية، خاصة بالأدوار الفردية، يملك مهارات عالية كونه يعزف على أكثر من آلة موسيقية وبمختلف العائلات الموسيقية، فهو يمتلك إمكانيات كبيرة للتعامل مع الآلات الوترية وغيرها وهذه ميزة تشهد وتسجل له».

يشار إلى أنّ "بهجت سرور" من مواليد "عفرين" عام 1996وهو موسيقي وعازف (طمبور، باغلمة، بزق، كلارينيت)، ويعمل حالياً مدرّساً موسيقياً في معهد "دار ساز".