قادته الأيام إلى الموسيقا الراقية التي تهذّب الفرد ثقافياً وإنسانياً، فآمن بقوة الموسيقا والمشاعر التي تنبعث عنها والإبداع الذي يتفجّر من صخر المعاناة والطاقة الخلّاقة التي تولد من رحم آلام الحرب؛ ليكون الأنامل التي تعزف للسلام في ذروة الحرب.

مدونة وطن "eSyria" التقت المؤلف والموزع الموسيقي "شادي نجار" بتاريخ 11 حزيران 2019، فتحدث عن بداياته بالقول: «مشواري مع الموسيقا بدأ بالبحث عما هو راقٍ وجميل للسمع والقراءة، لكوني خلقت ضمن عائلة بسيطة، لكنها ملتزمة ثقافياً وحضارياً، وهي الداعم والموجه الأول.

أعرف الفنان "شادي" منذ عام 2014، خلال مشاركتي معه في إحياء أمسيات عن التعايش الديني في "حلب" مع جوقة "القديسة تيريزيا". خبرته الكبيرة بالتوزيع الكورالي تظهر جلياً في مقطوعاته الخاصة، أو المقطوعات والأغنيات القديمة التي يعمل على طرحها بروح جديدة وإحساسه الروحاني الخاص. الروح المهذبة موسيقياً التي يتحلى بها، لا تلاحظ في أعماله فحسب، إنما في تعامله مع أعضاء فرفته سواء أكان مع الكورال أو أوركسترا "صَبا"؛ وهذا ما اختبرته شخصياً منذ بداية مشواري معه حتى اليوم

قبل عشرين عاماً تقريباً بدأت الدراسة على آلة البيانو، لتصبح شيئاً فشيئاً جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي.

"شادي نجار" برفقة أوركسترا "صبا"

قدمت أمسيات عديدة على عدة مسارح محلية في "حلب" برفقة زملائي الطلاب في المعهد؛ وهذا أعطاني الثقة والرابط الرصين مع خشبة المسرح. كبر طموحي مع مرور الأيام؛ لذا اتجهت نحو التوزيع الموسيقي المنسجم (الهارموني) والكورالي، وتجسدت خطواتي العملية في التوزيع الكورالي، بتأسيس جوقة القديسة "تيريزيا" عام 1998، بالتعاون مع شقيقي الأب "فادي نجار"، وإرشاد الأب "بسام أشجي"، وقدمنا أمسيات مرنمة على عدة مسارح في "سورية"، مقدمين مقطوعات عالمية، وبعض الأغاني العربية التي تنتمى إلى الطرب الأصيل، مثل: "مارسيل خليفة"، "أم كلثوم"، "فيروز" وغيرهم، برؤية جديدة مع الحفاظ على الأركان الأساسية للأغنيات.

حصدت برفقة كورال القديسة "تيريزيا" خمس جوائز لأعوام 2002-2004-2006-2009 على مسرح دار "الأسد" للفنون؛ كان آخرها عن أغنية سوريّة الأمجّاد، التي حازت أيضاً عام 2010 جائزة أفضل عمل وطني ضمن مسابقة "جولان في القلب"، التي أقامتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وتكريم مع الجنرال "سيرغي يودن" رئيس مركز المصالحة في "سورية" عام 2017، وآخرها التكريم الذي حصلت عليه من قبل جهات إيرانية من أجل النشاط الموسيقي في المجتمع».

الفنان "دافيد ملكونيان"

وعن أعماله يضيف "نجار": «قمت بإحياء العديد من الأمسيات الموسيقية تعبيراً عن التآخي المسيحي الإسلامي، وعلى أكثر من مسرح. كما قمت بإعادة توزيع موسيقي، وكورالي لعدة أناشيد دينية، منها "إلهي لماذا تركتني"، التي حازت أفضل عمل متكامل، وأفضل أداء في دار الأوبرا "دمشق" عام 2006. ترنيمة "صرخة ضمير"، حازت أفضل توزيع كورالي عام 2002. إضافة إلى الأناشيد الإسلامية التي قمت بتوزيعها، ولاقت استحسان المستمعين لكونها تزينت بأصوات أنثوية لأول مرة.

خلال سنوات الحرب، كنت بكامل الإيمان بأن من رحم الألم والوجع يولد الإبداع، وتتفجر الطاقة الإبداعية؛ لذا عملت على تأسيس أوركسترا "صَبا"؛ ومعناها الريح الحزينة القادمة من الشرق، وجاءت عطفاً على الوجع الذي يعصف بالشعب المشرقي، وقد أسّست عام 2016 بمدينة "حلب"، التي ضمّت أكثر من 20 عازفاً وعازفة على آلات وترية وإيقاعية. أما الأعمال التي ألّفتها مع الأوركسترا، فكان منها مقطوعة "مدينتي"، وأغنيات "بذور السلام"، و"جاي الحب"، "سأمر من عينيك"، و"الربيع"، و"من سورية نحن جينا"، وغيرها، بالتعاون مع أدباء حلبيين».

عازف الكمان الفنان "دفيد ملكونيان" بدوره يضيف: «أعرف الفنان "شادي" منذ عام 2014، خلال مشاركتي معه في إحياء أمسيات عن التعايش الديني في "حلب" مع جوقة "القديسة تيريزيا". خبرته الكبيرة بالتوزيع الكورالي تظهر جلياً في مقطوعاته الخاصة، أو المقطوعات والأغنيات القديمة التي يعمل على طرحها بروح جديدة وإحساسه الروحاني الخاص. الروح المهذبة موسيقياً التي يتحلى بها، لا تلاحظ في أعماله فحسب، إنما في تعامله مع أعضاء فرفته سواء أكان مع الكورال أو أوركسترا "صَبا"؛ وهذا ما اختبرته شخصياً منذ بداية مشواري معه حتى اليوم».

يذكر، أنَّ الفنان "شادي نجار" من مواليد مدينة "حلب" عام 1982، خريج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة "حلب"، فرع اللغة الفرنسية، وعضو نقابة الفنانين السورية.