دخل مجالات عدة بالفن؛ فالتصوير بالنسبة له عالمه الذي ينقل من خلاله إحساسه الفني بكل صدق وعفوية، وعمل من خلاله على التفاصيل الدقيقة في التقاط صوره، والتشكيل بحر يغوص به الفنان ليستخرج لآلئ إبداعاته واستعاراته اللونية والفنية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 8 شباط 2019، مع المصور الفوتوغرافي والتشكيلي "جهاد حسن" المقيم في "ألمانيا"، ليحدثنا عن تجربته الفنية قائلاً: «الشغف بشيء ما يكون موجوداً ودفيناً داخل الإنسان منذ الصغر، فعلاقتي وشغفي بالتصوير بدأ بعمر العاشرة عندما اقتنيت أول كاميرا، وبدأت التقاط كل ما تراه عيني من وجوهٍ ومبانٍ وطبيعة. ولصقل موهبتي درست فنون تطبيقية واتبعت دورات في مجال التصوير، وتتلمذت على يد المصورين "محمود حلاق" و"عدنان حلاق"، اللذين أغنيا تجربتي بخبرتهما الغنية والاحترافية بالتصوير، فقد تعلمت تظهير (تحميض) وطبع الصور وإتقانها، وبالنسبة لي تكمن المتعة الحقيقية للتصوير داخل الغرفة المظلمة؛ فلا يجوز أن نصور ونترك الآخرين يطبعون لنا صورنا، المهم أن نقوم بالعمل كاملاً من ألفه إلى يائه، هذه كانت طريقتي بالعمل التي تشعرني بالمتعة، وقد طبقتها بكل أنواع الفنون الأخرى التي أتقنتها، فالفن يبرز كل عنصر من عناصر التجارب في مسرح الحياة بصورة من الصور التي لها أهمية كبيرة في نقل وتوثيق ثقافات المجتمعات عبر الزمن، إضافة إلى أن التصوير فن قائم بذاته، ويقف إلى جانب الفن التشكيلي من حيث التكوين الجمالي والفني بهدف إبراز المعنى العام للفكرة وإظهارها بطريقة فنية ومبتكرة تظهر رؤية الفنان أو المصور الذي يجسدها بأعماله، فهناك علاقة تكاملية ترابطية بين مختلف الفنون».

اتخذ الفنان "جهاد" طابعاً حيادياً في أعماله التي يلخص فيها ثورة اللون في العالم النفسي، فقد أيقن أن معايير التشابه الذي ما يزال يقود حكم العامة كبيرة وبكثرة، لكي يخلق فناً أصيلاً يعبر فيه عن مكنونات النفس البشرية، وهناك حالات خاصة وعامة يترجمها إلى أيقونات فنية رائعة؛ فتارة نجده يضع على سطح اللوحة ألواناً دافئة تعبّر عن حبه وحنينه إلى الوطن، وتارة أخرى يستخدم ألواناً باردة يشجب فيها مرارة الواقع الأليم، فهو ذو حس مرهف جداً يتعامل مع اللون بكل شفافية وشغف، ويسير نحو فن جديد ومفاهيم جديدة في علم النفس من خلال اللون؛ لأنه يؤمن بأن الفن ليس آلة للنسخ، بل قوة في التعبير من الداخل، فالجمهور المثقف قادر منذ الآن على أن يتجاوز تلك المعايير السهلة معايير التشابه والآيديولوجية والتقنيات الحديثة، الفنان "جهاد حسن" امتلك نظرته الخاصة في اللون والتعبير، كما أنه على الصعيد الشخصي محب للناس والخير، ويقول دوماً إن محبة البشر أسمى ما في الوجود، ويعمل جاهداً ليلامس من خلال أعماله قلوب البشر، وأنا كمتلقٍ أدخل في تفاصيل أعماله وعمقها وأرى أشياء كثيرة تلامس وجداني، ولا تفتقد أعماله إلى العنصر الجمالي كلوحة فنية رائعة

وتابع عن تجاربه بتعليم التصوير لمحبيه: «حاولت أن أنقل تجربتي وخبرتي للأطفال من عمر السادسة حتى الثانية عشرة وتحفيزهم على تطوير مواهبهم في التصوير، حيث أعطيتهم كاميرا وفيلماً وخرجنا بجولة في ريف ومدينة "حلب" لمدة يومين لالتقاط ما تراه عدستنا من جمال الطبيعة وسحرها، وكانت تجربة رائعة وغنية علمتهم وتعلمت منهم، وأقمت لهم معرضاً لصورهم التي أبدعوا بالتقاطها، إضافة إلى أنني عام 2005 قمت بتجربة جديدة "التصوير عبر الإحساس"، وكانت تجربة فريدة والأولى في العالم، ولاقت صدى كبيراً في ذلك الوقت، حيث قمت بتعليم التصوير لشخص أعمى أحب أن يتعلّم التصوير، فقد وصفت له المشهد الذي أمامه وعرفته إلى الكاميرا وآلية عملها، فالتقط صوراً رائعة ومبتكرة فيها لمسة جمالية وفنية، وخصوصاً أن هناك عنصرين مهمين لا بد من وجودهما في اللقطة الناجحة؛ جمال المشهد، وإحساس المصور لحظة التقاط الصورة، أضف إلى أنني بدأت التصوير بالأبيض والأسود وفضّلته في أعمالي التصويرية، فعلى الرغم من دخول اللون إلى الصورة الفوتوغرافية، بقي التصوير بالأبيض والأسود يحمل قيمة جمالية وتعبيرية من خلال توزيع الظل والنور والتدرجات الرمادية للألوان، وهو أكثر غنى وأشد تأثيراً، ويشكل تحدياً بصرياً بعيداً عن الجذب والانتباه ومزالق الألوان.

مدينة "حلب" وقلعتها بعدسته

بينما في الفن التشكيلي، فقد كان اللون بالنسبة لي هو الأداة التي استخدمتها للتعبير عن مكنوناتي، فأنا أعشق جميع الألوان لأنها توحي بمعانٍ عديدة ولها تأثير في معنى اللوحة؛ فبتمازجها تنتج سمفونية لونية متعددة المعاني والرؤى، ومن خلال لوحاتي جسدت الفلسفة اللونية في الحياة، وقدمت لوحة تشكيلية لونية لحالات الإنسان المتنوعة، كما أنني أستخدم الألوان حسب الحالة التي تعيشها اللوحة، فاللون الأحمر يرمز إلى الحب والحياة، ويضفي على اللوحة صفاء ونقاء، وأضفت اللون الأبيض إلى العديد من لوحاتي؛ لأنه يرمز إلى النقاء والسكينة والسلام؛ وهذه رسالتي إلى العالم رسالة سلام وأمان جسدتها بلوحات تبعث الفرح والسكينة والهدوء في نفوس من يشاهدها».

التشكيلي "نضال صابر" حدثنا عن التشكيلي والمصور "جهاد حسن" بالقول: «اتخذ الفنان "جهاد" طابعاً حيادياً في أعماله التي يلخص فيها ثورة اللون في العالم النفسي، فقد أيقن أن معايير التشابه الذي ما يزال يقود حكم العامة كبيرة وبكثرة، لكي يخلق فناً أصيلاً يعبر فيه عن مكنونات النفس البشرية، وهناك حالات خاصة وعامة يترجمها إلى أيقونات فنية رائعة؛ فتارة نجده يضع على سطح اللوحة ألواناً دافئة تعبّر عن حبه وحنينه إلى الوطن، وتارة أخرى يستخدم ألواناً باردة يشجب فيها مرارة الواقع الأليم، فهو ذو حس مرهف جداً يتعامل مع اللون بكل شفافية وشغف، ويسير نحو فن جديد ومفاهيم جديدة في علم النفس من خلال اللون؛ لأنه يؤمن بأن الفن ليس آلة للنسخ، بل قوة في التعبير من الداخل، فالجمهور المثقف قادر منذ الآن على أن يتجاوز تلك المعايير السهلة معايير التشابه والآيديولوجية والتقنيات الحديثة، الفنان "جهاد حسن" امتلك نظرته الخاصة في اللون والتعبير، كما أنه على الصعيد الشخصي محب للناس والخير، ويقول دوماً إن محبة البشر أسمى ما في الوجود، ويعمل جاهداً ليلامس من خلال أعماله قلوب البشر، وأنا كمتلقٍ أدخل في تفاصيل أعماله وعمقها وأرى أشياء كثيرة تلامس وجداني، ولا تفتقد أعماله إلى العنصر الجمالي كلوحة فنية رائعة».

من أعماله التشكيلية

يذكر، أن الفنان "جهاد حسن" من مواليد "حلب" عام 1967. أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية بمجال التصوير الضوئي والفن التشكيلي داخل "سورية" وخارجها.

من تصويره بالأبيض والاسود