خاض الفنان "محمد سالم" رحلته الفنية بطريقته الخاصة من خلال المسرح، وخاصة مسرح الطفل، فهو يجد في عالم الطفل بما فيه من عفوية وبعد عن المصالح والمحسوبيات، المدرسة الأساسية لحياة صحيحة ومريحة.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الأول 2018، التقت الفنان "محمد سالم" ليتحدث عن أعماله الفنية، فقال: «من مسرح "الطلائع" بدأت، فقد كنت مهتماً بمتابعة برنامج هذه المنظمة على التلفزيون، وما تقدمه من أعمال، بما فيها من المسرح الذي وجدت فيه الشيء الجميل المهم والمفهوم، ولاحظت أنه يخاطب عقلية الطفل باحترافية ووأسلوب دقيق ومنسق بعيداً عن الفوضى، وهنا يحضرني تساؤل عن إهمال هذا الجانب الآن، فمن المعروف أن أغلب الفنانين الكبار كانت بدايتهم من مسرح المنظمات الشّعبية من شبيبة وطلبة وعمال، وغيرها.

عملت مع "محمد سالم" في مسرحية "دو ري مي" للأطفال، من إخراج "غسان الدبس"، عرفته شاباً طموحاً وممثلاً ملتزماً، وهو مجتهد يحب عمله، مطواع بيد المخرج، ومريح بتعامله معنا كزملاء، يمتلك (كركتارات) كثيرة متنوعة، يستطيع التّعامل معها ويجهزها بالشكل المميز الذي يغني دوره، ويرسم لها بصمته اللافتة. أتمنى له الفرص الجيدة التي تعطيه ما يستحقه، ويتم اكتشاف عوالمه الغامضة والمبدعة التي لم تظهر بعد

أثناء الدّراسة الثّانوية كنت بين صفوف نادي "المسيرة" الإعلامي، حيث كتبت ونشرت في صحيفته، والتحقت بمجمل دوراته وفعاليّاته الإعلامية التي كان ينظمها، فقد كنت رائداً إعلامياً على مستوى محافظتي تلك المدة، وأردنا أن يكون لهذا النادي فرقته المسرحية كما له فرقه المختلفة من رياضية وعلمية وغيرها، فعلاً انطلقنا لتأسيس هذه الفرقة، واخترنا لها نصاً مسرحياً، ودأبنا على التّدريب و"البروفات"، وقد حظيت هذه الفرقة بالعموم وأنا على الخصوص بالتشجيع الكبير؛ وهو ما أعطاني الدّافع الكبير لأستمر بعد الثّانوية وأيام الدّراسة الجامعية، فتابعت في مسرح "الاتحاد الوطني لطلبة سورية" فرع "حلب"؛ وهو ما أتاح لي فرصة الحضور أمام لجان المشاهدة المتضمنة خيرة فناني "حلب"، مثل: "جوزيف ناشف"، و"غسان مكانسي". وفي عام 2000 تم اختياري لأمثّل في أول عمل مسرحي لمصلحة المسرح القومي في "حلب" من إخراج الراحل "سمير الحكيم"، فوقفت بهذا العمل أمام عمالقة الفن، واستطعت أن أحقق حضوراً معهم، وكان لهذا العمل جوائز كثيرة، وبعد ذلك تتالت العروض عليّ لأعمل في المسرح القومي وأحقّق نجاحاً دعمته بالعمل الدؤوب ليسند الموهبة الحاضرة لديّ، وقد اجتهدت في تطويرها بالمطالعة والقراءة في الفن والمسرح والرّواية والأدب العالمي، وجمعت مكتبة ضمت ما يقارب ألف كتاب، وتتلمذت بهذه المرحلة على أيدي خيرة المخرجين السّوريين، مثل: "كريكور كلش"، فتهذبت مسرحياً وصُقلت موهبتي، وأخذت الخطوط الأولى للفن».

من مسرحية "دو ري مي"

ويتابع عن عمله في مسرح الطفل: «كان المسرح القومي يُعدّ لمسرحية تخص الأطفال بعنوان: "الأعداد السّكرية"، وطلبني المخرج "رضوان سالم" أن أكون أحد الممثلين فيها، فقبلت المشاركة لثقتي بأن المخرج وجد عندي ما يخدمه في عمله، والغريب أن نصيبي كان دور شخصية كوميدية، علماً أن الكثيرين لا يجدون في مظهري هذا القالب، فعملت بجدّ وتعبت لأنجح في هذا العمل، وقرأت الكثير عن عالم الطفل وعلم نفس الطفل لأواكب عقله وأصل إليه بأعمالي، وهو الخامة البيضاء الذّكية التي تتلقى كل ما يدور حولها وتطبعه لتكوّن معارفه وترسم معالم تفكيره».

وتحدثت الفنانة "تماضر غانم" عن رأيها بالفنان "سالم" وأعماله، فقالت: «عملت مع "محمد سالم" في مسرحية "دو ري مي" للأطفال، من إخراج "غسان الدبس"، عرفته شاباً طموحاً وممثلاً ملتزماً، وهو مجتهد يحب عمله، مطواع بيد المخرج، ومريح بتعامله معنا كزملاء، يمتلك (كركتارات) كثيرة متنوعة، يستطيع التّعامل معها ويجهزها بالشكل المميز الذي يغني دوره، ويرسم لها بصمته اللافتة. أتمنى له الفرص الجيدة التي تعطيه ما يستحقه، ويتم اكتشاف عوالمه الغامضة والمبدعة التي لم تظهر بعد».

الفنان رضوان سالم

وتحدث الفنان "رضوان سالم" ما خبره عن الفنان "محمد"، ويقول: «لكون "محمد" ابن أخي، لن يمنعني هذا من الإطراء عليه وعلى عمله، وهو الذي شارك في مسرح الشبيبة، وكان متحمساً ومندفعاً كثيراً للعمل المسرحي، واكتشفت عنده الموهبة ورخامة الصوت. وبما أنني دائماً كنت أبحث عن المواهب الشابة وأعمل عليها، اخترته للعمل معي في أحد عروض المسرح القومي في "حلب"، وتلمست أنه يصلح للشخصيات الكوميدية، فأسندت إليه هذا النموذج، فنجح نجاحاً لافتاً، وتم تقديمه لأول مرة بشخصية كوميدية، وهو الذي بدأ عمله بالشخصيات التراجيدية، فنجح في الكوميديا كما نجح في التراجيديا، واستطاع أن يثبت نفسه، فعزّز صواب رأيي باختياري له، وأثبت حضوره، فانتبه إليه مخرجو "حلب" ليطلبوه للعمل معهم.

"محمد" بوجه عام يمتلك كل مقومات الفنان النّجم من حضور وشكل خارجي وصوت معبّر، ومجموعة الأحاسيس الدّاخلية، إضافة إلى الثقافة الفنية».

الفنانة تماضر غانم

يذكر، أن الفنان "محمد سالم" من مواليد مدينة "حلب" عام 1977، له 25 عملاً مسرحياً لمصلحة المسرح القومي، وعدد من مسرحيات الأطفال، وثلاث مشاركات سينمائية؛ آخرها مع المخرج "نجدت أنزور" بفيلم "ردّ القضاء"، وله مشاركات كثيرة ومتنوعة في الدراما السّوريّة، كما شارك بمهرجانات خارجية متعددة، وحاز فيها بعض الجوائز.