في لوحاته بحث متجدّد عن حداثة الشكل وثبات الخطّ وتوازن اللون؛ سعياً إلى إيجاد فضاء حرّ ضمن مكونات اللوحة بعمل محايد.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان "ظافر عزوز" بتاريخ 12 كانون الثاني 2017، حيث يقيم في "ألمانيا، دورماغن"، وعن تجربته الفنية حدّثنا: «اهتمامي بالرسم بدأ منذ الصغر، كنت أرسم الكثير من الصور والوجوه والطبيعة الواقعية، وأقوم بنسخ الأعمال الفنية العالمية من باب التعلّم، في المدرسة كان اهتمامي واضحاً، وأغلب الأوقات كنت أكُلّف بإنشاء مجلات الحائط إلى جانب النشاطات الفنية والتطبيقية، اهتمت عائلتي بموهبتي الفنية من دون رغبة منها بالاحتراف والتفرّغ، لكني عملت بإصرار على ألا يقتصر الرسم على كونه هواية؛ فانتسبت إلى معهد الفنون، قسم الغرافيك والتصوير».

مشاركتي في أي معرض تثري تجربتي من خلال اطلاعي على تجارب الفنانين الزملاء والأساتذة ومناقشة كل الآراء والأفكار، والرسالة التي أريد إيصالها هي ارتقاء الإنسان وارتقائي أنا شخصياً، أنظر إلى الحياة بكل عفويتها من خلال الفنّ والعمل الفني، وأسعى إلى إيجاد رابط بيني كفنان وبين الشخص المتلقي بحوار بسيط من خلال العمل الفني

بماذا يفكر وهو أمام لوحة بيضاء قبل أن يحوّلها إلى بعد فني يطبعه الحسّ التشكيلي؟ يجيب بالقول: «بعض الأحيان أعمل بالاعتماد على دراسة مسبقة أو "سكتش"، وأغلب الأحيان أعمل مباشرة، وبكلا الحالتين أقوم بتغيير ما بدأته بالخطوط الأولى، أحب التجريب في العمل الفني، وأحب فك ارتباطي بالخطوط الأولى بهدم وإعادة بناء تكوين جديد، الموضوع الأهم عندي هو التكوينات الإنسانية بما تحمله من تعبير وجداني وتعبيرات نفسية، ويمكنني الغوص فيها بحرية أكثر من الموضوعات الأخرى، ولا يوجد عندي لون بذاته، المزاجية هي التي تلعب دوراً في بروز لون معين، وبالتأكيد لكل عمل شخصيته وألوانه، معتمداً المدرسة التجريدية التعبيرية التي أعدّها الأقرب إلى وجداني ودواخلي النفسية».

بعض تراتيل وحكايات الخريف

متى يغمض الفنان عينيه للّوحة؟ ومتى تغمض عينيها له؟ يوضح: «المسألة مسألة مزاج وحالة نفسية، عندما لا أستطيع متابعة العمل وتتشتّت قدرتي على إكماله، أبعده أو أدمّره، وأبدأ عملاً جديداً إذا بقيت رغبتي ونشاطي بذروته، وبعض الأحيان أبتعد عن اللوحة والمحترف؛ وهذا يفيدني في إعادة توازني البصري. في تجربتي الفنية أحب تطوير حواسي الوجدانية والجمالية، وأحبّ أن أشاركها مع المجتمع والمتلقي، وتطوير الحسّ الفني، ثم تطوير الحسّ الإنساني والعاطفي، وإن العمر الفني يثري تجربة الفنان، ويطوّر أدواته، ويجعله متمكّناً منها».

وعن أهم معارضه ومشاركاته، أضاف: «كانت لي مشاركات بمعظم معارض وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين، ومنها: "معرض الشباب السنوي"، و"الخريف السنوي" بـ"دمشق"، ومعرض "الربيع" السنوي، وآخر فردي في "حلب". وقد أسّست مع بعض أصدقائي في بداية مشواري الفني تجمّعاً أسميناه "تجمع الفن واللون"؛ تجوّلنا فيه بمعارض ضمن المحافظات، وحالياً وأنا في بلاد المغترب كانت لي مشاركة بمعرض مشترك في مدينة "دوسلدورف" الألمانية، وأحضّر لإقامة معرض فردي، وقد تم تكريمي من قبل الدولة بعدة معارض من النقابة ووزارة الثقافة وجهات أخرى، وأعدّ التكريم مكافأة غير مادية عن إنجاز ما يفيد المجتمع؛ وهو دليل اهتمام الجهة المكّرمة بالفنان وعمله؛ فهذا التكريم دافع للعطاء والإبداع وإرضاء للنفس».

من لوحاته

له حضور مميز في العديد من المعارض العربية والعالمية، عمّا أضاف ذلك إلى تجربته يقول: «مشاركتي في أي معرض تثري تجربتي من خلال اطلاعي على تجارب الفنانين الزملاء والأساتذة ومناقشة كل الآراء والأفكار، والرسالة التي أريد إيصالها هي ارتقاء الإنسان وارتقائي أنا شخصياً، أنظر إلى الحياة بكل عفويتها من خلال الفنّ والعمل الفني، وأسعى إلى إيجاد رابط بيني كفنان وبين الشخص المتلقي بحوار بسيط من خلال العمل الفني».

ويختتم حديثه بالقول: «إلى جانب هوايتي الفنية، لدي تجربة أدبية نثرية بسيطة أمارسها كاستراحة بعد عمل تشكيلي، وأنا في بلاد المغترب أحاول تطوير تجربتي الحديثة، من خلال مجموعة من المشاريع المستقبلية، أهمّها التفرّغ المطلق للفنّ، وإثراء تجربتي فيه؛ لأنني لم أصل إلى الكثير من الإجابات الفنية، والفنّ عندي حاجة وجدانية وتعبير عن شخصيتي وعن العالم بلغة إبداعية مهما كانت أدواتي، وباعتقادي فإن حاجة الإنسان النفسية لا يمكن أن تخرج إلى العلن إلا من خلال الفنّ والشعر وكافة الفنون».

التشكيلي "بشار برازي"

عنه قال التشكيلي "بشار برازي": «واثقاً يقف أمام معضلة الفراغ وأبيض القماش، ينتقي ألوانه ويفرشها بنشاط هادئ، لا يهتمّ بظلال الأشكال والشخوص التي تولد في لوحته، بل يعالجها بخطوط رشيقة، في أغلب أعماله التعبيرية التحررية تقاوم الشخوص إطارات رسخها، ينفلتُ جزء من الجسم أحياناً، وفي بعض الأعمال تبقى أسيرة حزينة خاوية غير مقاومة، وعلى الرغم من التغيرات في اللون والتشكيل في أعماله، إلا أنّها تحمل بصمته، وأسلوبه في التعبير يختلف عن غيره من الفنانين التشكيليين».

وأضاف التشكيلي "سلام أحمد": «يتميز بأسلوب تعبيري استطاع من خلاله تكثيف موضوعات لوحاته بتكوينات مختزلة لكنها تبقى محافظة على جذورها الواقعية، يعمل على الذاكرة البصرية، وتارة تجد المرأة بجمالها، تظهر من قبب اللوحة وجوه طافحة باللون وبراءة الشخوص، فنان شفاف الأحاسيس والمشاعر، ينتمي إلى جيل الفنانين الشباب، ويحاول مجتهداً أن يطوّر قدراته وتجربته المميزة».

يذكر أنّ التشكيلي "ظافر عزوز" من مواليد "حلب"، عام 1972.