ممثل مسرحي موهوب، عمل جاهداً لخوض غمار الفن، رغم يفاعة تجربته؛ إلا أنه أثبت مهارةً في تجسيد مختلف الشخصيات، فتنوع أداؤه بين الكوميدي والتراجيدي، هو النجم الذي ترك "جرابلس" وأتى إلى "دمشق".

"مصطفى المصطفى" هو الفنان السوري الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 أيلول 2014، فحدثنا عن بداياته قائلاً: «حكايتي مع التمثيل بدأت في السادسة عشرة من عمري، أثناء وجودي في نادي الشبيبة في مدينة "جرابلس"، حين أعلنوا عن بدء إقامة مسرحيات تفاعلية، فقررت بدوري المشاركة؛ رغم أنه لم يكن لدي أدنى فكرة أو أي تجربة سابقة في هذا المجال، وأثناء تجربتي الأولى اكتشفت موهبتي الناشئة من دون نواة، تلك الموهبة التي تطورت إلى رغبة شخصية في اعتناق هذا الفن والظهور في عالم المسرح، ولكون هذا المجال باباً من أبواب الثقافة فحكماً سيقدم تطوراً للمجتمع ودافعاً، لذلك اتخذت خطوة جدّية بالدخول في "المعهد العالي للفنون المسرحية" لصقل موهبتي وتحقيق طموحاتي، وأثناء دراستي اكتسبت الخبرة الفنية وعلمني المعهد كيفية توظيف هذه الموهبة وهذه الطاقة بفعل المعرفة والتدريب، وابتدأت مشاركاتي مع طلاب القسم بإقامة عدة مسرحيات فعالية إضافة لمشروع التخرج، وتخرجت عام 2011؛ حيث انطلقت بشكل فعلي في عالم الفن».

"مصطفى" يتميز بشخصيته البارزة والعفوية المعتمدة على الكاريزما الموجودة عنده، ومن خلال معرفتي به منذ الأيام الدراسية وجدت أنه دائماً يسعى للوصول إلى عالم المسرح، وهو الآن بدأ خطواته الأولى في تحقيق هذا الهدف ويثبت جدارته فيه

وحول مشاركاته الملموسة في عالم الفن، يقول: «شاركت في عدة أعمال سينمائية، منها: ثمانية أفلام بمتابعة من السيد "جود سعيد"، فيلم قصير مع المخرج "جمال سلوم"، إضافة للمشاركة في فيلم للمخرج "محمد ملص"، وبالنسبة للأعمال التلفزيونية كانت بدايتي عام 2012 من خلال مسلسل "سيت كاز"، ومن ثم مثلت أدواراً ثانوية في "الولادة من الخاصرة"، إضافة لـ"زمن البرغوت، سن الغزال، صرخة روح، حقائب"، وصولاً لأدوارٍ بطولية في "بقعة ضوء" الجزء العاشر، وأشارك الآن في مسلسل "عناية مشددة" للمخرج "أحمد ابراهيم أحمد"، وأجسد فيه شخصية سلبية من النواحي الاجتماعية والشخصية، لكن تأثيرها سيكون إيجابياً بإيصال رسالة إلى المشاهد، وهناك عمل سينمائي بدور لم يتكون بعد بمتابعة من الأستاذ "جود سعيد"».

المصور بلال قنوع

كما حدثنا عن كيفية مشاركاته وترتيب عمله قائلاً: «لم تأت الفرصة بعد لاختيار أدواري، وبالنسبة لي شخصياً أفضل تجسيد الشخصيات الواقعية والبسيطة وغير المتناغمة على وتيرة واحدة، كما أنني لا ألتفت إلى مساحة الدور بل إلى محوره وتأثيراته، فالممثل الحقيقي يستطيع إثبات حضوره في دور صغير أو كبير ولا يضع نفسه ضمن نمط محدد».

وكان رأيه بالنسبة لتطور الدراما السورية: «الدراما السورية تقدمت من ناحية وتراجعت من نواحٍ أخرى، فالعامل الأساسي للدراما هو الإنتاج ولا يوجد عجلة إنتاج ضخمة تتحمل وتستوعب الكم الكبير من الأعمال، والعامل الثانوي هو أن هناك نقصاً في كتّاب السيناريو، لكن رغم ذلك فإن الممثلين يتميزون بالاحترافية والتطور المستمر، ويجسدون الشخصيات الواقعية، ويصورون الأحداث الاجتماعية».

من أحد أعماله

والتقينا "لوريس قزق" إحدى ممثلات المسرح؛ إذ قالت عنه: «"مصطفى" يتميز بشخصيته البارزة والعفوية المعتمدة على الكاريزما الموجودة عنده، ومن خلال معرفتي به منذ الأيام الدراسية وجدت أنه دائماً يسعى للوصول إلى عالم المسرح، وهو الآن بدأ خطواته الأولى في تحقيق هذا الهدف ويثبت جدارته فيه».

كما كان لنا لقاء مع المصور التلفزيوني "بلال قنوع"، الذي قال عنه: «كانت مشاركاته الفنية ممتازة كبداية له، بدأ إثبات جدارته أثناء مشاركته في بطولة "بقعة ضوء"؛ حيث تسلم ثماني لوحات تمثيلية، وهناك تطور ملحوظ بأسلوبه الفني فهو يعمل جاهداً لإثبات نفسه في هذا المجال، ويتميز بأنه شارك في ثمانية أفلام سينمائية ونحو خمسة أعمال تلفزيونية، وهذا يعد إنجازاً وسرعة في التطور بالنسبة لكونه لم يتخرج إلا من ثلاث سنوات، وقد أثبت نفسه في المجال الكوميدي، أما بالنسبة للدراما فلم تأته الفرصة بعد لتكون أدواره أساسية».

لوريس قزق