من الفنانين التشكيليين السوريين المعروفين في مجال توثيق التراث الشعبي السوري من أسواق وأزقة وحارات ومهن تقليدية بالألوان، حتى عُدّ أحد فناني التراث السوري الجميل، وهو من ورثة الرعيل الفني الأول بمحافظة "حلب".

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "إبراهيم برهان عيسى" بتاريخ 22 آب 2014، وأجرت معه اللقاء التالي:

إن أعمال الفنان "عيسى" تدخل عمق الماضي وتراثه؛ مجسداً الأحياء القديمة بناسها وعاداتها ومهنها المتداولة فيها، وخاصة المهن التي تتجه اليوم في طريقها للانقراض، منتمياً إلى المدرسة الواقعية المنسجمة مع أفكار المتلقي العادي والشعبي في هذه المدينة

  • حدثنا أولاً عن بداياتك الفنية؟
  • زقاق حلبي - من أعماله

    ** بدايتي مع الفن كانت منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي، وتحديداً في العام 1968 حيث تتلمذت بدايةً على يدي والدي الفنان "جاك عيسى"؛ الذي يعد من الرعيل الفني الأول بمحافظة "حلب" وفي "سورية"، وأنا متأثر بأعماله الفنية قبل أن أمارس الرسم وأتابعه، وكذلك فإن عشقي للتراث الشعبي أوصلني إلى ما وصلت إليه الآن.

  • إلى أي مدرسة فنية ينتمي الفنان "برهان عيسى"؟ وبعبارة أخرى ما هي أقرب مدرسة إليك؟
  • تجار الغنم في سوق الأحد - من أعماله

    ** بما أن المدرسة الواقعية هي من أكثر المدارس الفنية التي تنتمي إلى التراث أو ينتمي إليها التراث، فأنا أنتمي لهذه المدرسة، لذا وفي "سورية" أُعتبر من فناني التراث السوري الجميل.

    يستهويني كل ما يخص التراث الشعبي من أزقة وحارات وأسواق وأبواب وشرفات تتميز بالحميمية المطلقة لتشدني إليها، فأقوم بالعمل على توثيقها بريشتي وألواني.

    مهنة المبيض - من أعماله

  • بماذا تحدثنا عن أهم مشاركاتك ومعارضك الفنية؟
  • ** أقمت معارض فردية، وشاركت في معارض جماعية ومشتركة عديدة منذ السبعينيات من القرن المنصرم وحتى العام 2010 داخل "سورية"، وفي عدد من البلدان العربية والأجنبية.

    من أهم المعارض الخارجية التي شاركت فيها: معرض في النادي السوري الإسباني -2001، مشاركات في صالة "موفي آرت" بإيطاليا بين عامي 2003 -2007، معرض جماعي في مدينة "أصفهان" الإيرانية في العام 2006، إضافة لمشاركات عديدة في مختلف المحافظات السورية.

  • كيف يرى الفنان "إبراهيم برهان عيسى" واقع الفن التشكيلي بـ"حلب"؟
  • ** تضم محافظة "حلب" العديد من الفنانين المعروفين والجيدين الذين ينتمون إلى مختلف المدارس الفنية، ولكن الظروف الحالية ألقت بظلالها على واقع الفن التشكيلي بـ"حلب" فأثرت فيها تأثيراً كبيراً، فقد أًصيب بعضهم بنوع من الإحباط كما هجر بعضهم الآخر، عموماً الفن الحلبي من موسيقا وخط وعمارة وفن تشكيلي معروف في العالم كله، ويمتلك ميزة جميلة وحضوراً جمالياً لافتاً وبمختلف المدارس الفنية.

  • في مسيرة أي فنان تشكيلي شهادات تقدير وتكريم لإبداعاته الفنية، ما الجهات التي كرمت الفنان "برهان عيسى"؟
  • ** لقد حصلت خلال مسيرتي الفنية على مجموعة من الشهادات التقديرية والجوائز الفنية في المسابقات الإعلانية والمناسبات الفنية، ومن مختلف الجهات سواء داخل القطر أو خارجه، في الأعوام 1991 -1992 -1993 -1994 حصلت على الجائزة الأولى لملصق معرض سوق الإنتاج الزراعي والصناعي في "حلب"، وشهادة ثناء وتقدير من مجلس الأساقفة الكاثوليك في العام 2000، والجائزة الأولى في معرض فني بـ"خان الشونة - حلب" في العام 2002، وشهادة تقدير من اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في العام 2003، وشهادة تقدير من منظمة الهلال الأحمر السوري في العام 2004، وشهادة شكر وتقدير من الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 2005، وشهادة شكر للمشاركة في معرض أكاديمية "صاريان" ليوبيله الذهبي في العام 2005، وشهادة تقدير من جمعية رعاية المكفوفين في العام 2006.

  • كلمة أخيرة تحب أن تقولها؟
  • ** يحتاج الفن بمختلف أقسامه وخاصة الفن التشكيلي إلى دعم من الجهات المعنية، وعلى المسؤولين أن يعطوا كل ذي حق حقه، وأن يعاملوا جميع الفنانين معاملة واحدة، حيث تكون الإبداعات والنشاطات الفنية هي المقياس لا المحسوبيات والمعارف وغير ذلك، حتى نصل إلى حالة من الكمال في الفن ونعمل معاً على تطوير الفن التشكيلي السوري عموماً وإيصاله إلى العالمية وبقوة.

    الناقد التشكيلي والفنان "إبراهيم داوود" تحدث لمدونتنا حول رأيه بتجربة الفنان "برهان عيسى" قائلاً: «من خلال مشاهداتي لأعمال الفنان التشكيلي "برهان عيسى" أرى أنه يقدم لوحاته ببراعة الفنان المتقن لصنعته، كما أظهرت ولعه وحبه للتراث القديم والمهن المتوارثة والأحياء القديمة، وطيب الناس وعفويتهم من سكان "حلب"، مجسداً كل ما هو جميل في بلده، وأرى أن حميمية مواضيعه وألوانه ستبقى تعطي الروعة لهذا البلد الجميل».

    وأضاف الأستاذ "داوود": «إن أعمال الفنان "عيسى" تدخل عمق الماضي وتراثه؛ مجسداً الأحياء القديمة بناسها وعاداتها ومهنها المتداولة فيها، وخاصة المهن التي تتجه اليوم في طريقها للانقراض، منتمياً إلى المدرسة الواقعية المنسجمة مع أفكار المتلقي العادي والشعبي في هذه المدينة».

    يُذكر أن الفنان التشكيلي "إبراهيم برهان عيسى" من مواليد مدينة "حلب" في العام 1960، وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في "سورية".