عمل الفنان "أسامة دادا" على تطوير الموسيقا وتدوينها وتعليمها بشكل علمي وأكاديمي، ووضع منهاجاً بتنويط الكثير من الأغاني الفلكلورية، إضافة إلى احترافه العزف على آلة "التمبور"، والاستمرار بالغناء.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تموز 2014، الفنان "أسامة دادا" الذي تحدث أولاً عن البدايات قائلاً: «انطلاقتي الفنية كانت منذ الصغر وتحديداً في العام 1979، حين كنت أستمتع بصوت الفنانين "شفان برور"، و"جوان حاجو"، و"جميل هورو"، فأثّرت أغانيهم في تكوين وإرهاف مشاعري وأحاسيسي الطفولية، لذلك بدأت أداء بعض الأغاني بمفردي، ثم شكل أستاذي الأول الفنان "إبراهيم صالح" من "عفرين" فرقة فنية مؤلفة من أخي "جلال"، وأختي "نسرين"، وأختي "روشين"، وأنا، وبدأنا البروفات والغناء في العام 1982 حيث شاركنا بالعديد من الحفلات والتسجيلات وتصوير الكليبات، وخلال البروفات عشقت عزف الفنان المرحوم "إسماعيل محمد" على آلة "التمبور" وتأثرت به كثيراً لذا قررت أن أتعلم العزف عليها».

كرّمتني وزارة الشباب والرياضة االعراقية في العام 2008 خلال مشاركتي في المهرجان الثقافي الفني الذي أقيم في "بغداد"، وفي "عفرين" كُرمت من قبل موقع "تيريج عفرين" الثقافي المنوع في العام 2010، وأجريت معي لقاءات صحفية على فضائيات kurdsat وmed tv، ومجلة aso وغيرها

وتابع: «في البداية قمت بصنع آلة "تمبور" من الخشب وكانت أوتارها من البلاستيك، وبعدها بسنتين اشترى لي والدي تمبوراً جيداً تركي الصنع بمبلغ 225 ليرة سورية وبدأ عزفي يتطور تدريجياً حيث كنت أعزف في تلك الفترة في مناسبات أعياد الميلاد والأعراس وغيرها، أما الغناء فبقي هوايتي المنزلية. وبعد إنهائي للمرحلة الثانوية في العام 1991 وانتسابي لجامعة "حلب" - كلية العلوم تصاعدت وتيرة تعلقي بالآلة متأثراً في تلك المرحلة بفرقة "برخدان" وبالفنان "عارف صاغ"، فانتسبت إلى فرقة "فرزندا"، ثم قمنا بتأسيس فرقة "نوبلدا" koma Nûpelda في العام 1994، حيث كنا مجموعة من الطلبة الجامعيين فشاركنا في الكثير من الحفلات والرحلات الجامعية وأعياد نوروز في "حلب" و"عفرين" وأعياد المرأة والصحافة وغيرها. ثم في العام 1997 بدأت دراسة الموسيقا ذاتياً قبل انتقالي للدراسة العلمية حينما دخلت "معهد حلب للموسيقا" الذي درست فيه آلة "الجيتار" حتى تخرجي في العام 2002».

الفنان أسامة دادا مع طلابه في حفلته بعفرين - 2014

وأضاف: «في العام 2001 بدأت تعليم الطلاب في البيت وحينها لم يكن للتمبور بشقيه "الساز" و"الباغلمة" أية مناهج دراسية معتمدة، لكن طريقة تعليمها كانت تعتمد على الموهبة القوية والحس السماعي، لذلك قمت بمجهود ذاتي بدراسة آلة "التمبور" أكاديمياً ووضعت منهاجاً طورته مع الزمن وقمت بتنويط الكثير من الأغاني الفلكلورية الكردية والتركية والعربية وبعض الأغاني العالمية. وأعتقد أنني أول من قام بتعليم "التمبور" بفرعيه بشكل أكاديمي وتقني وعلمي في منطقة "عفرين"، إذ بلغ عدد الطلاب الذين درسوا وتعلموا عندي خلال 13 سنة ما يتجاوز 5000 طالب، وساهم عملي هذا في نشر العلوم الموسيقية في منطقة "عفرين" فتطورت فيها الموسيقا بشكل ملحوظ».

وحول تجربة دار "ساز" للموسيقا الذي أسسه خلال مسيرته قال: «بهدف العمل على نشر الثقافة الموسيقية العلمية وتعليم الطلاب بشكل أكاديمي أسست في "حلب" دار "ساز" للموسيقا في العام 2002، حيث كنت أدرّس فيه الآلات التالية: "ساز"، "باغلمة"، كيتار، عود، كمان، والغناء"، ثم قمنا بتأسيس دار "ساز" في "عفرين" في العام 2009 بإشراف الآنسة "دلشان قرجول"، وعندما انتقلت إلى "عفرين" أعدنا بناء دار "ساز" بشكل أقوى وفتحنا فروعاً له في كل من "المعبطلي" بإشراف طالبي سابقاً الأستاذ المبدع "حسن حموتو"، وفي "جنديرس" بإشرافي وإشراف العازف "صلاح خليل"، وفي "راجو" بإشراف الأستاذ "آزاد أوسو" وذلك بهدف نشر المعرفة الموسيقية. وبعد فتح كل هذه الفروع والأقسام انتقلت من المحلية إلى العالمية من خلال فتح مراكز للدار في كل من "عنتاب" في "تركيا"، وفي "هولير" في كردستان – العراق بإشراف الأستاذ "شكري رشيد"».

شهادة تكريم من وزارة الشباب والرياضة في العراق

حول مساهماته في تدوين التراث علمياً وأرشفته قال: «التراث هو عقدة العجز الإبداعي ويجب التعامل معه بموضوعية وعقلانية، ويجب ألا نهمل التراث لأنه يشكل الأساس المتين لثقافتنا، وإن أفضل خدمة نقدمها لأجدادنا حسب رأيي هي

بتوثيق وأرشفة التراث والفلكلور حفظاً له من الضياع ومن التحريف والتشويه. لقد قمت خلال مسيرتي بتوثيق الكثير من الأغاني الفلكلورية الكردية، وفي هذا المجال أصدرت كتاباً باسم "ينابيع الحياة" Kaniyên Jiyan في العام 2008 في مدينة "السليمانية" قمت فيه بتنويط 80 أغنية فلكلورية منها عشرة أغانٍ من فلكلور "عفرين"، والآن أقوم بتنويط العديد من الأغاني لكي أقوم بإصدار منهاج "الساز" و"الباغلمة"، وإصدار كتاب عن أغاني منطقة "عفرين".

الأستاذ حسن حموتو

إنّ أغلب مدرّسي الموسيقا في "عفرين" يعلّمون طلبتهم باستعمال الأغاني التي قمت بتنويطها أنا، ولكي لا يهدر حقي لا أطلب شيئاً منهم سوى كتابة اسمي على الأغنية التي نوطتها».

عن أهم مشاركاته الفنية المحلية والخارجية قال "دادا": «خلال مسيرتي أقمت العديد من الأمسيات الموسيقية وشاركت في مناسبات فنية عدة منها: أمسيات موسيقية في المركز الثقافي بجنديرس - 2005، والقنصلية التركية بحلب - 2006، وأربع أمسيات موسيقية في "السليمانية" بكردستان – العراق في العام 2007، و2008 الأولى بعنوان "ليلة بيضاء"، والثانية أمسية موسيقية شعرية، والثالثة للأطفال المصابين بمرض "التلاسيميا"، وأمسية بعنوان "لقاء تعارف"، وبين عامي 2007-2008 شاركت مع الأوركسترا الإيرانية بالعديد من الأمسيات والأعمال الأوركسترالية التلفزيونية في تجربة مهمة جداً، ثم قمت بجمع الكليبات الفردية والأعمال الأوركسترالية في "بغداد"، وأصدرتها في ألبوم حظي بإعجاب الجمهور.

كما أقمنا في دار "ساز" أمسيتين في "دار الكتب الوطنية" بـ"حلب"، في العام 2010 برعاية "جمعية شمس الغد" لذوي الاحتياجات الخاصة، وفي العام 2011 بمناسبة عيد المرأة العالمي وبرعاية "الحزب الشيوعي السوري".

وفي العام 2014 أقمت مع طلابي في دار ساز أمسية موسيقية ضخمة في "عفرين" بمشاركة 84 عازفاً وعازفة في تجربة صعبة وجميلة بهدف الارتقاء بمستوى الثقافة الفنية وإيصال صوت الطلبة للعالم على الرغم من الظروف الصعبة استطعنا بجهود فردية إنجاز هذا العمل الكبير».

وختاماً، قال: «كرّمتني وزارة الشباب والرياضة االعراقية في العام 2008 خلال مشاركتي في المهرجان الثقافي الفني الذي أقيم في "بغداد"، وفي "عفرين" كُرمت من قبل موقع "تيريج عفرين" الثقافي المنوع في العام 2010، وأجريت معي لقاءات صحفية على فضائيات kurdsat وmed tv، ومجلة aso وغيرها».

الموسيقي "حسن حموتو" وهو مدرس في "دار ساز" بـ"عفرين" قال: «برأيي إن الفنان "أسامة دادا" أحدث ثورة فنية في "عفرين" بتعليم مئات الطلبة العزف بشكل أكاديمي لأول مرة في المنطقة من خلال "دار ساز" الذي أسسها، كما قام بتدوين التراث الفني الكردي وتنويطه ولم يسبقه في ذلك أحد. هو موسيقار بكل معنى الكلمة وله تأثير واضح في تطور الثقافة الموسيقية في المنطقة ومدينة "حلب"، ويملك مشاركات فنية كبيرة محلية وعالمية تعد من تجاربه المهمة كفنان، وله مقطوعات فنية عدة لحناً وتوزيعاً، أتمنى له المزيد من النجاحات في المستقبل».

يذكر أن، الفنان "أسامة حكمت دادا" من قرية "قاطمة" بـ"عفرين"، ولد في "الحسكة" في العام 1972، خريج "معهد حلب للموسيقا"، عضو نقابة فنانين "سورية" وفي نقابة فناني كردستان – "العراق".