تعد "الأغنية الشعبية الحلبية" شكلاً من أشكال التعبير الشعبي قوامه الكلمة واللحن وغالباً ما تكتب باللغة المحكية، وهي جزء من شخصيته الروحية والثقافية والفنية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 تموز 2014 الباحث والأديب "خالد الحسين" الذي قال: «يعود الفضل في الحفاظ على الكثير من أغانينا الشعبية التراثية إلى النساء، لأنهن يتناقلنها ويغنينها في الأعراس والحفلات، وبعد فشل الأغاني الجديدة في امتلاك أسباب البقاء عادت الأغنية الشعبية إلى الازدهار برؤية لحنية أخرى وتوزيع موسيقي جديد، وقد أدرك أرباب الغناء أن هذه الأغاني تمتلك في كلماتها البسيطة وألحانها وصورها ونقلها للحياة العاطفية واليومية في نبضها الحي ودفئها المحبب ما لا تمتلكه الأغنية الجديدة».

بعض الأغاني الشعبية تأخذ شكل القصة الشعرية أو تأخذ شكل الحوارية يؤدي المغني الصوت الأول ويؤدي الكورس الصوت الثاني، ومنها: "عاليانا اليانا من غرامن يانا... ياعيون حبيبي من السهر دبلانة أبوك الورد والقرنفل أمك... والفل خالك والبنفسج عمك إلي زمان وأنا موعود بشمك... ما ترق لحالي وأنا الحيرانا"

ويضرب "جمعة" بعض الكلمات منها:

الباحث عبد الفتاح قلعه جي

"يا ويل ويلي قصتو... شعرا البنية قصتو

راحت لبوها وصتو... شايب ما ريدو يجهل

ياويل ويلي منهن... أكثر بلايا منهن

بالسيف لاخذ بنتهن... وارحل على ديرة هلي".

ويشير الباحث "عبد الفتاح قلعه جي" في كتابه "دراسات ونصوص في الشعر الغنائي" بالقول: «لكل شعب أغانيه الشعبية الخاصة وهي جزء من شخصيته الروحية والثقافية والفنية، ونظم هذه الأغنية مستمر عبر العصور، وكثيرة هي الأغاني التي تنظم وتغنى لكن بعضها فقط هو الذي يثبت قدرته على البقاء عبر العصور والشيوع فيصبح ملكاً للشعب تتناقله الأجيال، تطرأ إضافات على مقاطع الأغنية إلا أن اللازمة والمقاطع الأولى غالباً ما تظل محفوظة مع تغييرات طفيفة، وقد دفع بقاؤها وسيرورتها الشعراء إلى نظم موشحات وقدود على ألحانها لتحظى بسيرورتها:

"تحت هودجها وتعالقنا... صار سحب سيوف يا ويل حالي

ما قتلني غير أبو المشلح... ياذهب يلمع فوق المذبح

قلت لا يا حلوة قومي نسبح... قالت ما استرجي بغرق حالي".

ويضيف: «تنظم الأغنية الشعبية على أوزان خفيفة تلائم الغناء كالزجر والمتدارك، ومنها ما لا له وزن إلا الغناء، وغالباً ما تكون مؤلفة من لازمة "مذهب" ومقاطع "أغصان"، وتقوم المجموعة بترديد اللازمة بين الأغصان، وكما تختلف أوزان هذه الأغاني تختلف أشكالها أيضاً، كلمات الأغنية الشعبية هي بسيطة مما يتداوله الناس في حديثهم لكنها تكتسب إيحاءات خاصة بالغناء وباستعمالها في معان مما يلامس اهتمامات الناس، وغالباً ما يجنح الشاعر إلى التصوير الحسي ويميل إلى شيء من الجنون كقوله على لسان امرأة:

"يابو حطاطة بيضا... زتا لا غسلّك هيه

وإن كان بتريد لك بوسة... بالهوا برسلك هيه"».

ويتابع: «بعض الأغاني الشعبية تأخذ شكل القصة الشعرية أو تأخذ شكل الحوارية يؤدي المغني الصوت الأول ويؤدي الكورس الصوت الثاني، ومنها:

"عاليانا اليانا من غرامن يانا... ياعيون حبيبي من السهر دبلانة

أبوك الورد والقرنفل أمك... والفل خالك والبنفسج عمك

إلي زمان وأنا موعود بشمك... ما ترق لحالي وأنا الحيرانا"».

ويختم "قلعه جي": «شاعر الأغنية الشعبية أقل تصرفاً في الكلمات لأن الغاية لديه الإطراب وليس إظهار المقدرة في النظم المطرز بفنون البديع وخاصة الجناس:

"يا لدن يا لدن يا لداني... يا هويدلك يا سيدي آه يا عيني

أمسى عليك الخير يابو غازي... يا باشة العربان أمان أمان".

تتناول الأغنية الشعبية الموضوعات العاطفية والاجتماعية الناقدة وتصور مشاهد طريفة من الحياة اليومية، وتكشف عن الطبيعة الإنسانية وسلوك الفرد والجماعة:

"يا ويل ويلي سمسمة... أكلي وشربي سمسمة

ياطير ياللي بالسما... سلم على ديرة هلي"».