تعد آلة "البزق" من الآلات الموسيقية المشهورة من تراث منطقة "عفرين"، وحين قرر "عارف سليمان" العزف عليها كان قرار الاحتراف الهدف الذي سعى إليه؛ ليصل إلى مكانة موسيقية أهلته ليغني ويعزف ويقوم بالتدريس.

هو عازف البزق "عارف سليمان" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 شباط 2014، فحدثنا عن تجربته الموسيقية بالقول: «حين كنت طفلاً كانت الموسيقا شيئاً أساسياً في حياتنا الاجتماعية في القرية، وبالتحديد آلة البزق التي تعد من تراث منطقة "عفرين"، ومن الطبيعي أن يكون كل أفراد الأسرة يتقنون العزف عليها، وحين أصبحت في الصف الثامن أحببت الخوض عملياً في تعلم العزف فبدأت بمفردي محاولة استكشاف الآلة وعزف الأغاني سماعياً، وبقيت على هذا الحال إلى أن وصلت إلى مستوىً جيد جداً مستفيداً من استماعي للفنان "سعيد يوسف" وهو أحد العازفين المشهورين على مستوى المنطقة، وحين نلت الشهادة الثانوية في السنة التالية انتقل سكن عائلتي من منطقة "معبطلي" إلى مدينة "حلب"، حيث علمت بوجود معهد للموسيقا وهو المعهد المتوسط لإعداد المدرسين فتقدمت إليه وتم قبولي طالباً لأفاجأ بوجود منهج تدريسي وقواعد علمية للموسيقا لم أكن أعرف عنها؛ نظراً لاقتصار خبرتي آنذاك على الموسيقا الشعبية، الأمر الذي تطلَّب مني جهداً مضاعفاً لأعيد صياغة ما تعلمته وأقولب موهبتي ضمن نطاق أكاديمي، إلا أن تتلمذي على يد الأساتذة الكبار: "محمد قدري دلال، عاطف خياطة، نوري اسكندر، وصلاح شيخ الكار"، كان له كبير الأثر في تسهيل ذلك».

للأستاذ "عارف" دور كبير في رفع مستوى خريجي المعهد وذلك من خلال تعامله الأبوي مع الطلاب، إضافة إلى ثقافته الموسيقية العالية التي يشهد له بها كل من عاصره طالباً أو زميلاً، إضافة إلى أنه داعم أساسي لآلة البزق والأغنية الكردية

لم يكتفِ "عارف" بنيله لقب مدرسٍ للموسيقا عقب تخرجه في العام 1988، بل دخل عالم الفن الاحترافي، وعن ذلك يخبرنا متابعاً: «قبل دخولي إلى المعهد كنت أغني في الحفلات الشعبية وأعراس القرية، وفي العام 1989 سجلت أول كاسيت خاص بي تضمن تسع أغانٍ من كلماتي وألحاني باللغة الكردية، وتكررت التجربة في الأعوام 1993،1997،1998 بتسجيلاتٍ من كلماتي وألحاني أيضاً، وفي العام 1999 انتقلت لدراسة الدبلوم في مدينة "حمص" ما أبعدني عن جو الغناء الكردي وأدخلني في مرحلة جديدة بدأت فيها الغناء باللغة العربية المحكية، ما أثمرعن عدة أغانٍ أذكر منها: "لو نويت عالرحيل"، "أنسى عذابي"، "صرت أسهر الليالي"، وتلك الأغاني قادتني للتعاون مع المطربة "فريدة نوري" التي كانت مقيمة في الإمارات العربية المتحدة فسافرت إليها، وبدأت العمل هناك كعازف لمدة ثلاثة أعوام أصدرنا خلالها هذه الأغاني في ألبوم مستقل، وتم تصوير أغان أخرى بطريقة الفيديو كليب في "تركيا"، وفي العام 2003 عدت إلى "سورية" ولحنت أوبريت "هي سورية" التي قدمت في حفل عيد الطالب العربي السوري».

في معهده

"قمر باروتجي" وهي طالبة تقول: «كنت طالبته في معهد إعداد المدرسين إذ كان خير معين لنا كطلاب، في رصيده كم كبير من المعلومات النظرية والعملية وخاصة في مجال تنظيم الكورال والغناء الجماعي، والأستاذ "عارف" من المدرسين الذين تركوا بصمة حقيقية في نفوس طلابه ومن الصعب نسيانها».

المدرس "محمود زينب" زميل الأستاذ "عارف" ومدرس آلة "الأكورديون" قال بدوره: «للأستاذ "عارف" دور كبير في رفع مستوى خريجي المعهد وذلك من خلال تعامله الأبوي مع الطلاب، إضافة إلى ثقافته الموسيقية العالية التي يشهد له بها كل من عاصره طالباً أو زميلاً، إضافة إلى أنه داعم أساسي لآلة البزق والأغنية الكردية».

على آلة العود

يذكر أن الأستاذ "عارف سليمان" من مواليد منطقة "معبطلي" عام 1962، وهو مدرس في معهد إعداد المدرسين في "حلب"، في رصيده ما يقارب 60 أغنية باللغة الكردية، و20 أغنية باللغة العربية.

غلاف ألبوم: ارتجالات البزق