الفنان "أصلان معمو" صاحب تجربة فنية متميزة بدأها بإبداع مجموعة من الأعمال الفنية لعالم ما تحت البحار وأعماق المحيطات.

موقع eAleppo التقى الفنان "أصلان معمو" وسأله في البداية عن بدايات علاقته بالفن وتطورها فأجاب قائلاً: «في طفولتي المبكرة ظهرت لدي الميول الفطرية نحو فن الرسم وعشق الألوان والريشة، وفي المرحلة الابتدائية كنت مشاركاً فاعلاً في معارض الطلائع والمعارض المدرسية، ولاحقاً في المرحلة الإعدادية بدأت بالتحول والانتقال من مرحلة تعلقي بالرسم كهواية إلى مرحلة الحرفنة وامتهانها كمهنة، وبما أنني تركت الدراسة في المرحلة الإعدادية /الصف التاسع/ فقد بدأت بدراسة الفن دراسة ذاتية وشخصية وذلك بهدف صقلي موهبتي وتعميق معارفي الفنية».

في هذه المرحلة التي أعتبرها التأسيسية لتجربتي الفنية الحقيقية رحت أبحث عن الكتب الفنية الجامعية وغيرها والمجلات التشكيلية المتخصصة وزيارة مختلف المعارض الفنية التي كانت تشهدها الصالات الفنية في "حلب" وغيرها للاطّلاع على مختلف التجارب والأساليب الفنية المحلية وقد ساهم كل ذلك كما قلت بتعميق ثقافتي الفنية وتواصلي مع الحياة التشكيلية

وأضاف: «في هذه المرحلة التي أعتبرها التأسيسية لتجربتي الفنية الحقيقية رحت أبحث عن الكتب الفنية الجامعية وغيرها والمجلات التشكيلية المتخصصة وزيارة مختلف المعارض الفنية التي كانت تشهدها الصالات الفنية في "حلب" وغيرها للاطّلاع على مختلف التجارب والأساليب الفنية المحلية وقد ساهم كل ذلك كما قلت بتعميق ثقافتي الفنية وتواصلي مع الحياة التشكيلية».

من أعماق البحار

وحول مسيرته الفنية وتطورها قال "معمو": «إنّ تجربتي الفنية سارت ضمن مسارين رئيسيين هما: الأول هو تجربة النسخ /أو كما يُسمى الكوبي/ حيث كنت أقوم وبناءً على طلب الزبائن برسم لوحات منسوخة عن لوحات فنانين عالميين كبار وذلك كباب رزق ومعيشة والحصول على المال فقد رسمت العديد من الأعمال، ولا شك أنّ هذه المرحلة ساعدتني كثيراً في التعرف على أساليب فنانين عالميين وعلى المدارس الفنية وخصائصها وتقنيات اللون وغيرها بالرغم من كل تلك الأعمال كنت أرسمها بهدف البيع للزبائن ولم أقدمها في معرض فني، أما المسار الثاني فو يمثل تجربتي الفنية الحقيقية ومساهمتي في الحركة التشكيلية وقد أنجزت خلالها العشرات من الأعمال الفنية التي قدمتها في معارض مشتركة وفردية.

لقد أقمت حتى الآن ثلاثة معارض فردية مثلت تجارب متميزة لي، وأول معرض فردي لي كان في صالة "سرمد" بحلب في العام 2005 بعنوان /التلاقي والتلاشي/ قدمت فيه 20 عملاً تمثل تجربتي الأولى والتي تدور حول الأجواء والطبيعة في أعماق البحار التي أراها امتداداً للطبيعة من حولنا فلماذا لا نرسمها ونهتم بها؟ وهذه التجربة كانت نتيجة تراكمات قديمة في ذاكرتي التي تعود إلى أيام طفولتي حيث كنت عاشقاً لعالم أعماق البحار وذلك من خلال متابعاتي المستمرة للبرامج العلمية التي كانت تعرض في التلفزيون.

الاعمال الحبرية

وفي المعرض الفردي الثاني لي والذي أقيم في صالة "الخانجي" بحلب في العام 2007 قدمت تجربة جديدة هي مجموعة الأعمال التي قمت باستخدام قلم الحبر في رسمها فيما سُميت بالمجموعات الحبرية وقد ركزت خلالها على العلاقة التبادلية بين الإنسان والطبيعة مستخدماً في انجازها تقنية قلم الحبر وهي تقنية صعبة في الرسم، أما في معرضي الثالث والذي أقيم في صالة "الأسد" للفنون الجميلة بحلب في العام 2008 -2009 فقد تضمنت أعمالي موضوعاً أساسياً هو الإنسان وذلك باستخدام الألوان الزيتية مع استعمال تقنية فنية جديدة ظهرت في القرن العشرين هي الكلاج وذلك من خلال لصق قصاصات الجرائد ضمن اللوحة لتشكل بعداً آخر فيها وتصبح جزء من العمل الفني العام».

وحول أهمية المدارس الفنية في تجربته الفنية قال: «الفنان بشكل عام وخلال مسيرته الفنية يرسم وفق قواعد مختلف المدارس الفنية وهذا مفيد لأن ذلك يمنحه الفرصة للتعرّف على مختلف الأساليب والقواعد الفنية ولكنه يصل في مرحلة معينة من تجربته الفنية إلى تكوين بصمته الخاصة وأسلوبه المميز بحيث تكون بمثابة توقيعه على اللوحة يتعرّف عليها المهتمون مباشرة، طبعاً أنا جزء من هذه القاعدة حيث رسمت خلال مسيرتي الواقعية والتكعيبية والتعبيرية والرمزية وغيرها، وبشكل عام فإنّ محور أعمالي تدور حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة من خلال الأجواء الخيالية والضبابية السائدة واللون والتكنيك فيها الخاصين بي».

الكلاج.. لصق قصاصات الجرائد

أخيراً وبالنسبة للمعارض التي شارك بها قال: «أهم هذه المعارض هي: المعارض الفردية فقد ذكرتها سابقاً أما المعارض الجماعية فهي: معرض في المركز الثقافي الروسي في بيروت -2000، وفي قصر الأونيسكو في بيروت -2001، معرض فنانين من "حلب" في "حلب" 2002، مهرجان خان الحرير بحلب -2004، المعرض السنوي لمتحف "طه الطه" في الرقة -2004، معرض جماعي في المركز الثقافي العربي بجنديرس -2005، معرض ربيع "حلب" -2009 و2010، معرض الربيع السنوي بدمشق -2009 و2010 مهرجان المحبة في اللاذقية 2010 وأخيراً ملتقى الخريف بين "حلب" واللاذقية في "حلب" 2010».

وحول معرضه الفردي الثالث الذي أقامه في صالة "الأسد" 2008-2009 يقول الناقد الفني "إبراهيم داوود": «أعمال الفنان "أصلان معمو" لا تدع مجالاً للشك في أنه كان بين منطلقاته جانب إنساني وحس حضاري وأنه لا يفتقر إلى المقدرة التقنية لأنه يعمل بدأب على تطوير موهبته ووعيه الإبداعي فلا يمكنك فصل الفنان عن محيطه والمؤثرات التي تدور من حوله ومن الموروثات كطفل عندما يستحضر خيال الإنسان في الخط والتصور ويضيفه على الموروث الذي يسعى إليه لجعله موروثاً شخصياً فنراه مقدماً مفردات شديدة الخصوصية تظهر أساطيرها متناغمة مع ذاكرته الشعبية ومع أشكالها وألوانها.

في كثير من الأعمال يعتمد الفنان "أصلان معمو" على المساحات اللونية الكبيرة التي ترتبط ببعد نفسي ذاتي فاللوحة هي مجال مفتوح يتسع لكافة الأشياء المخزنة في الذات ولا حدود لها».

يُذكر أنّ الفنان التشكيلي "أصلان معمو" هو من مواليد "حلب" في العام 1978 وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب ويقوم حالياً بالتحضير لإقامة معرض فردي له في مدينة اسطنبول التركية.