بحضور نخبة من رواد الفن التشكيلي في مدينة "حلب" وعدد كبير من مهتمي ومتذوقي الفن افتتح في صالة "الأسد" للمعارض معرض فني للفنان "بشير بشير" الذي ضم /27/ لوحة رسمها بأسلوب فني جديد وهي المساحات التجريدية ذات البناء الهندسي المعماري وقام بتوظيف الحروف فيها بطريقة مميزة تمثل هوية خاصة لفنه.

الفنان "بشير بشير" قال خلال لقائه مع موقع eSyria: «عملت في البداية على رسم لوحاتي التي مثلت "دمشق" القديمة ثم انتقلت إلى الطبيعة وبعدها حاولت التغيير ورحت أعمل على توظيف الحرف في لوحاتي على شكل غصن مع تكوينات هندسية ومعمارية بشكل فني كما قمت بإدخال الخط العربي المقروء (رغم أنني لست بخطاط) إلى اللوحة، وذلك من خلال رسمها بشكل عفوي وبالتالي الوصول إلى لوحة مميزة وغايتي دائماً هي الخروج من الشكل التقليدي للوحة والحرف والدخول إلى أجواء جديدة وبالتالي طرح تجربة جديدة في الفن التشكيلي».

الكثير من الفنانين عملوا باستخدام الحروف المقروءة في لوحاتهم ولكن تبقى تجربة استعمال الحروف غير المقروءة وتوظيفها في اللوحة بشكل هندسي ومعماري تجربة خاصة بي

وأضاف: «وفي المرحلة التالية أدخلت الحرف بالوجه الإنساني وذلك بطريقة مميزة، وتجربتي الحالية تقوم على طرح جديد وهو توظيف الخط والحرف العربيين بشكل غير مقروء في لوحاتي الفنية، وبإزالتها من العمل الفني (أي الخط والحرف) تبقى اللوحة مجرد ألوان ».

الفنان بشير بشير

«الكثير من الفنانين عملوا باستخدام الحروف المقروءة في لوحاتهم ولكن تبقى تجربة استعمال الحروف غير المقروءة وتوظيفها في اللوحة بشكل هندسي ومعماري تجربة خاصة بي».

وأخيراً تحدث عن بطاقته التعريفية ومعارضه الفنية بالقول: «طبعاً أنا من مواليد العام /1961/ وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، وعضو اتحاد الفنانين العرب، وعضو الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي، وعضو لجنة التحكيم الدولية لطلائع البعث، وقد درست الفن على أيدي فنانين كبار، لي مشاركات عديدة في المهرجانات والفعاليات الرسمية والخاصة من خلال معارض فردية وجماعية وقد حصلت خلال حياتي الفنية على العديد من شهادات الشكر والتقدير».

الفنان سعد يكن

كما التقى مراسلنا بالناقد الفني "محمود مكي" وسأله عن رأيه بهذه التجربة الفنية الجديدة فأجاب: «المعرض تجربة جديدة في الفن التشكيلي السوري وتعتمد على تشكيل الألوان والحروف حيث تخلط بين الحروف لتظهر اللوحة بتكوينات جديدة وتصميم منسجم ومتزن من خلال مجموعات الألوان وخاصّة الأحمر القرمزي والذي جاء بتقنيات مدروسة أكثر من أن تكون انتقائية أو عشوائية».

وأضاف "مكي": «الفنان "بشير بشير" له تجربة طويلة في هذا الأسلوب حيث يقوم باستخدام اللون الأسود برسم الحروف ويأخذ حريته في امتداداتها حتى يشكّل أشكال اللوحة ومن ثم يضع الألوان بين الحروف وبشكل هندسي مدروس فيها التصميم الهندسي أكثر من الفن التشكيلي باعتباره مهندس».

الناقد التشكيلي محمود مكي

أما الفنان "سعد يكن" فقد قال: «إنّ فكرة خوض تجربة حروفية لا يقل صعوبة عن الخيارات الأخرى وهذه المغامرة قدمها الفنان "بشير" بشحنة من المحبة للحرف جعلته يتميز في لوحته عما هو مطروح في ساحة التشكيل هنا، فلم يعد الحرف ملك للكلمة والكلمات أسيرة المعنى فقد تمردت الحروف على المعنى في التشكيل لتصير غاية متكاملة بحد ذاتها، الأحرف تتداخل وتتشابك في رغبة لتقديم صياغات بعيدة عن المعاني المباشرة في تشكيل بصري خاص ورؤية فنية تقترب من التعبيرية دون الحاجة لأشكال منفعلة».

وأخيراً قال الفنان "جبران هدايا": «إنّ أبجدية "بشير بشير" غجرية تعشق الترحال مسافرة في كل الاتجاهات تحمل بطاقة دخول إلى كل الأماكن تستقبل بالورود والزغاريد لأنها تحمل في جعبتها الحب والعشق والجمال وتبحث عن عوالم (الجمال فيها السيد اما الحب فهو لغتها)».

وختم بالقول: «أول ما يشدني في لوحات الفنان "بشير" هذا التكوين المدروس بعناية فائقة وإحساس مرهف فالحروف عنده هي المفردة التي تشكل المخطط الأول في اللوحة تتجمع أحياناً وتفترق وتتعانق لتنام في النهاية على خلفيتها، سريرها هندسي الشكل ومريح وقد أخذ تكويناته من وحي "دمشق" القديمة وتمايل الأغصان أما لونه فقد اختير بعناية فائقة يسمح بأحلام صوفية فيها الصفاء ومحاولة جادة للبحث عن الخلاص بأحلام إن انتهت بدأت بحلم آخر».

يُذكر أنّ معرض الفنان "بشير بشير" افتتحه المهندس "علي أحمد منصورة" محافظ "حلب" وبحضور عدد من الفنانين التشكيليين ومن المهتمين بالفن في مدينة "حلب" وريفها .