بدأ "أحمد شحادة" التمثيل في نطاق الأسرة والقرية وذلك من خلال تقليده للشخصيات، ليُزرع في داخله الارتباط الروحي بخشبة المسرح وكواليسه الخفية..، ليدخل المسرح الشبيبي ممثلا ومن ثم ليكون الرقم واحد في عالم المسرح الشبيبي والمدرسي في مدينة "منبج"...

وللتعرف أكثر على التجربة الشخصية للمخرج "أحمد شحادة" في عالم المسرح الشبيبي ومن ثم المدرسي وكلاهما يندرجان في مسرح الهوة، التقينا به eSyria بتاريخ (7/6/2009)م ليحدثنا عن ذاك الدافع الذي أدخله عالم المسرح، فيقول:

ببساطة ما دفعني للمسرح هو حبي للتمثيل، تعلقي الروحي بهذا الفن الرائع، أشعر بأن التمثيل يسري في عروقي..، أنا أعتبر نفسي ممثلا بالفطرة، والتمثيل يلاصق كل تفصيلات حياتي..

«ببساطة ما دفعني للمسرح هو حبي للتمثيل، تعلقي الروحي بهذا الفن الرائع، أشعر بأن التمثيل يسري في عروقي..، أنا أعتبر نفسي ممثلا بالفطرة، والتمثيل يلاصق كل تفصيلات حياتي..».

مسرحية أهلا جحا..

ويستذكر لنا خطواته الأولى قائلاً:

«بحكم كوني في قرية ريفية لم يكن لي تواصل مع المدينة، وفي الصف السابع قدمنا إلى مدينة "منبج"، وعند وصولي للصف العاشر شاهدني أحد الأشخاص الذي كان يعمل في المسرح الشبيبي ودعاني للانضمام إليهم وفعلا تم ذلك وشاركت معهم في أول مسرحية لي عام /1986/م، ومن ذاك الوقت وأنا أعمل في المسرح الشبيبي، وتابعتُ ممثلا في فرقة المسرح الشبيبي عدّة أعوام واتبعت دورة إعداد ممثل في "حلب" عام /1990/م، وعندما ترك الأستاذ "ماهر حسن" المسرح الشبيبي دُعيتُ لأستلم المسرح الشبيبي خلفا له وكان ذالك سنة /2000/م..».

أحمد شحادة..

ويتابع "شحادة" حديثه عن تطويره لعمله في مجال الإخراج المسرحي فيقول:

«بعد أن أوكلت لي مهمة الإخراج في المسرح الشبيبي كان لا بد من تطوير قدراتي الإخراجية وفق أسس علمية صحيحة، فاتبعت دورتين في الإخراج المسرحي بـ "دمشق" تحت رعاية اتحاد شبيبة الثورة عامي/2001—2002/م، وبحمد الله استطعت إثبات ذاتي في هاتين الدورتين والإفادة منهما كثيرا..».

إحدى مسرحياته..

  • ماذا أضافت لك هاتين الدورتين؟
  • ** «بالنسبة لعملي قبل إتباع هاتين الدورتين كان من منطلق هاوي لتأتي هاتين الدورتين كمرشد أكاديمي للعمل، أعطتني المعلومات المسرحية والخطوط الإخراجية السليمة.

    تعلمت في هاتين الدورتين عملية تحليل النص وكيفية التعامل معه، وأيضا تحليل الشخصيات كيف تفكر؛ كيف تتحرك؛ بالإضافة إلى الإحساس بالآخر واللياقة البدنية وعدّة أمور أخرى. وأنا كنت من الأشخاص الذين يهتمون بأدق التفاصيل مع المدربين، وحاولت أن أطبق هذه التعاليم في عملي الإخراجي فيما بعد..».

  • ألم تجد صعوبة في تطبيق هذه الأفكار مع ممثلين هواة، أغلبهم يمثل للمرة الأولى؟
  • ** «لا بد من وجود صعوبة في بداية أي تجربة، لكني اعتمد على تعاملي الأخوي مع جميع الذين يعملون معي صغارا وكبارا، أحاول أن أزيل الحواجز النفسية بيني وبينهم منذ بداية التعامل لأستطيع الوصول إلى أحاسيسهم الداخلية وذلك من أجل الحصول منهم على الحالة التي أريدها، أصل مع الشخصية إلى حالة تمكنه من إعطاء الشخصية حالتها المسرحية المطلوبة، وبالطبع المثلين كما ذكرتَ جميعهم هواة ليس بإمكان الشاب أن يعطيك الحالة كما هي ولكن إلى حد ما..

    أما أكبر الصعوبات التي كنت أواجهها هي عدم تفرغي للعمل المسرحي بشكل كامل وذلك لأن مهنتي الأساسية هي التعليم، فكنت أواجه صعوبة في أيجاد وقت للبروفات يناسب الجميع لأن ممثلينا كلهم من الطلاب، فكنت أحيانا أجري بروفات للشباب، وبروفات أخرى للبنات لأعمل في وقت آخر على دمجهم مع بعض للوصول إلى روح عمل واحدة، وهذا الشيء بحاجة إلى جهد مضاعف فهو يتطلب كسر الحواجز بين أعضاء الفريق المسرحي لينسجموا مع بعض..».

  • في السنوات الأخيرة انتقلت إلى عمل ربما أصعب ألا وهو التعامل مع الأطفال وذلك من خلال المسرح المدرسي، في أي عام كان ذلك؟
  • **«في العام /2004/م اتبعت دورة بدمشق في مسرح الطفل وبالتحديد مسرح الدمى واختصاراته، وكان التركيز على مسرح الدمى لأنه ليس بحاجة إلى عدد كبير من الممثلين أو الديكور، وكانت هذه الدورة تحت رعاية وزارة التربية. حيث كانت هذه الدورة هي ركيزة عملي مع الأطفال الذي بدأته في العام /2006/م كمتفرغ للعمل المسرحي».

  • التعامل مع الأطفال على ماذا يعتمد؟
  • ** «أولا عليك أن تُشعر الطفل بقيمته، لا تجعل الطفل ينفذ فقط بل يجب إشراكه بالعمل والمناقشة وعليك أن تُشعره بأنه جزء أساسي من العمل وأن تجعله يقترح أشياء تقوم بتصحيحها له، أي بمعنى تجعله يتبنى الفكرة وكأنها فكرته.

    أنا أعتبر نفسي صديق للأطفال في المسرح وفي الشارع وفي كل مكان، أحاول أن أتقرب من الطفل لأفهمه وأوصل له أن المسرح قيم وأخلاق، ونافذة لتنمية المدارك..».

  • كانت لك عدّة مشاركات تلفزيونية، غلبت عليها الدراما التاريخية، ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
  • ** «بالنسبة للتلفزيون كان لي العديد من المشاركات مثل (صقر قريش، الناصر صلاح الدين، أبو زيد الهلالي..)، وعلى الرغم من أن أدواري كانت قصيرة في هذه المسلسلات إلى أنني أعتبرها مشاركات مهمة ومفيدة وأضافت لي الكثير، وهنا استذكر الأستاذ "عبد الباري أبو الخير" مخرج مساعد مع الأستاذ "حاتم علي" الذي كان له دور في اختياري لهذه الأدوار.

    وأيضا كان لي مشاركة مسرحية مع فرقة "الرحابنة" أثناء تقديمها إحدى عروضها المسرحية "أبو الطيب المتنبي" في دمشق عام /2001/م، وآخر المشاركات كانت في مسرحية "البحث عن الوردة" التي حصلت على منحة من دمشق عاصمة الثقافة العربية كمخرج مساعد مع الأستاذ "حسام حمود"..».

    * كلمة أخيرة..

    **«أحب أن أشير إلى صديقي الدائم في العمل المسرحي وهو الأستاذ "شعبان العيدو" الذي يرافقني دائما في كل أعمالي المسرحية كمخرج مساعد، وأعتمد عليه كثيرا في أمور الموسيقى والديكور.

    ومن ناحية أخرى أرجوا أن يكون لدينا مسرح في "منبج" نعمل ضمنه، وأن تتجذر الثقافة المسرحية بين أهالي المنطقة ويفهموا تماما دور المسرح في الحياة ورسالته السامية؟؟».

    بقي أن نذكر أن الأستاذ "أحمد شحادة" من مواليد "مجرى وسطاني" منطقة "منبج" يعمل مديرا للمسرح المدرسي في "منبج" ومخرجا فيه وفي المسرح الشبيبي..