«إن أسلوب اللوحات تعبيري جديد يمزج الواقعية والفطرية، حيث إن الفنان يعمل بإحساس فطري.

وآمل بأن يبقى في مساره حتى ينجز ويبدع أكثر من ذلك، وأعماله ستلقى رواجاً حتمياً لأنها اتسمت بالعقلانية وتعتبر رائدة من حيث الطرح والمضمون»، هذا هو رأي الفنان "عبد الرحمن مهنا" بأعمال الفنان التشكيلي "عايش طحيمر".

الفنان "عايش طحيمر" يحمل ذكريات كثيرة استطاع أن يطرحها وأن يبوبها بأعمال جميلة للغاية، ولديه تجربة جيدة جداً وهي مخضرمة وناضجة، وقد أتحفنا بعدة أعمال عن "دمشق القديمة" ووجوه وأبواب وحارات، فالعمل التشكيلي بالنسبة له هو عشق وهو عبارة عن تعبير داخلي يمده بطاقة قوية، وعلى الرغم من أن تقنية العمل صعبة فقد استطاع أن يعطينا ضمن هذه التقنية صورة جميلة

وتعتبر تقنية اللون والنحت النافر في اللوحة من الأمور التي تحتاج أثناء تجسيدها إلى مهارة أسلوبية عالية ومقومات فنية رفيعة، ونلاحظ أن حضور هذه اللوحات نادر نظراً لصعوبة تنفيذها ودقتها واحتياجها إلى جهد ووقت، وقد قدم الفنان "طحيمر" من خلال تجربته الفردية أسلوباً واقعياً بسيطاً ومقروءاً مع إدخال الألوان عليه ليصبح مندمجاً مع الرسم.

واتسمت الألوان في لوحات "طحيمر" التشكيلية بالتعتيق والقدم في تصويره الحارات الشامية القديمة، وكان الفنان حريصاً في نقل المشاهد الحياتية اليومية في "دمشق القديمة" بطريقة جديدة ومبسطة، لذا نجد أن المتأمل للوحات المعرض مغرق في حالة انسجام وتفاعل مع مكونات اللوحات المعروضة.

eSyria التقى الفنان التشكيلي "عايش طحيمر" بتاريخ 18/11/2008 في صالة "الخانجي" للفنون الجميلة في "حلب" فقال:

«يأتي المعرض من باب الوفاء لـ"حلب" فمنذ حوالي عشر سنوات أقمت معرضاً في نفس الصالة، و"حلب" مدينة عزيزة علي لكوني درَّست فيها خلال فترة الثمانينيات، وقد تضمن المعرض 43 لوحة فنية من قياسات مختلفة جسدت فيها العديد من الموضوعات الإنسانية عبر أسلوب واقعي تعبيري بتقنيات مختلفة حيث مزجت الرسم مع النحت فشكلت منها لوحة نافرة تتداخل فيها تكوينات لونية منسجمة مع عناصر فن النحت».

وعن رؤيته للفن يقول "طحيمر": «إن الفن ليس إعادة تصوير المرئي بل يجب أن يظهر الأشياء، فالبعض يرى الفن معرفة بينما يعتبره الآخرون نوعاً من الإحساس والشعور، ومن جهتي أرى الاثنين معاً فهو يملك القدرة على التعبير عن الحقيقة، وعلى الفنان أن يكون شجاعاً ليحقق ما يصبو إليه، وبما أن الفن ليس آلياً ولن يكون كذلك فهو يعانق الفكر ويلامس رؤيته للوصول إلى إبداع متكامل ومنسجم، والفن يحمل صراعاً إنسانياً حياً ومستمراً، غايته القصوى تحرير الإنسان والإحساس بآدميته».

الفنان التشكيلي "صلاح الدين خالدي"

أما عن أسلوبه في تنفيذ لوحاته فيذكر: «هذه المرحلة الأصعب التي واجهتني في بداية رحلتي، فكانت مقترنة بالبحث الدؤوب للوصول إلى سمة فنية مميزة وأسلوب أكثر تطوراً في أعمالي، والأسلوب يتضمن حب التميز عندي لأن من الصعب على أي فنان أن يقدم مثل هذه اللوحات، وتأتي الصعوبة من كون اللوحة تمر بعدة مراحل وتحتاج لكثير من الصبر، وهذه التجربة التي أعرضها الآن بدأت فيها عندما كنت أعيش في "قبرص" وأيقنت أنه لا بد أن أقدم شيئاً جديداً مختلفاً عما يقدمونه، فأقمت أول معرض لي في "نيقوسيا" ولاقى إقبالاً واسعاً، وأحضِّر في الفترة القادمة لتجربة أيضاً غريبة نوعاً ما وهي عبارة عن فسيفساء لونية ولكن بطريقتي الخاصة».

ويبدي الفنان التشكيلي "صلاح الدين خالدي" رأيه بالمعرض فيقول: «الفنان "عايش طحيمر" يحمل ذكريات كثيرة استطاع أن يطرحها وأن يبوبها بأعمال جميلة للغاية، ولديه تجربة جيدة جداً وهي مخضرمة وناضجة، وقد أتحفنا بعدة أعمال عن "دمشق القديمة" ووجوه وأبواب وحارات، فالعمل التشكيلي بالنسبة له هو عشق وهو عبارة عن تعبير داخلي يمده بطاقة قوية، وعلى الرغم من أن تقنية العمل صعبة فقد استطاع أن يعطينا ضمن هذه التقنية صورة جميلة».

يذكر أن الفنان التشكيلي "عايش طحيمر" من مواليد "سكوفيا" في "الجولان المحتل" عام 1959، تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق 1992، وعمل في مجالات مختلفة، وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين بسورية، وعضو شرف نقابة فناني القطر اليمني الشقيق، وله مشاركات فنية محلية وعربية ودولية، وأعماله مقتناة في كل من: "رئاسة الجمهورية- المتحف الوطني بدمشق- معظم الوزارات- تركيا- معظم دول الاتحاد الأوروبي- إيران- الإمارات- الكويت- السعودية- اليمن- ليبيا- مصر".