"خسى الجوع" حملة نظمتها جمعية "ساعد" في "دمشق" لإطعام المحتاجين في شهر رمضان، ثم انتقلت إلى "حلب" وتطوع فيها 70 شاباً وصبية تلقوا التدريب في العاصمة وعادوا إلى مدينتهم.

مدونة وطن "eSyria" التقت المتطوعين والمنسقين في المطبخ الرئيس للحملة في منطقة "باب الحديد"، بتاريخ 5 حزيران 2017، وقال منسق الحملة "ملهم طحان": «بدأت الحملة تنفذ في "دمشق" أول أيام شهر رمضان، وانضم فريق "حلب" إلى الحملة لتلقي التدريبات والنصائح في كيفية توزيع وفرز الوجبات والتعامل مع المستفيدين. ومن أصل 500 متطوع، سبعون متطوعاً من "حلب" عادوا إليها للمباشرة بتنفيذ الحملة وفق التعليمات والتدريبات التي حصلوا عليها.

اخترنا منطقة "باب الحديد" كمقر رئيس للحملة، لكونها منطقة عاشت مأساة إنسانية لمدة طويلة، وأغلب سكانها يمرون بظروف عصيبة جداً

وعلى الرغم من التدريب الذي تلقيناه في "دمشق"، إلاَّ أنَّ الظروف في "حلب" تختلف كثيراً، لكن بفضل المتطوعين وزملائي المسؤولين على الحملة نجحنا في إنجاز العمل».

الملصق الإعلاني للحملة

وعن سبب اختيار الحملة لمنطقة "باب الحديد" شرقي "حلب"، التي خرجت منذ مدة من عباءة الحرب، أوضح "طحان": «اخترنا منطقة "باب الحديد" كمقر رئيس للحملة، لكونها منطقة عاشت مأساة إنسانية لمدة طويلة، وأغلب سكانها يمرون بظروف عصيبة جداً».

لكونها الحملة الأولى من نوعها في "حلب"؛ كان لدى القائمين على العمل مخاوف من عدم توفر السلع والمواد الغذائية المطلوبة لتحضير الوجبات، مسؤولة التوزيع في الحملة "سناء الهنداوي"، قالت: «عندما كنا في "دمشق" لاحظنا أن تفاعل الناس والمتبرعين مع إدارة الحملة كان قوياً جداً، فالحملة لم تكن الأولى من نوعها في "دمشق"، وهي تعتمد بوجه أساسي على تبرعات الناس وتعود إليهم، لكن في "حلب" كان لدينا مخاوف بأن تكون عكس ذلك، إلاَّ أننا وبعد ثلاثة أيام من الحملة تفاجأنا بعدد المتبرعين الكبير».

سناء الهنداوي

وبازدياد عدد الوجبات التي تقدمها الحملة، كان لا بد من ازدياد عدد المتطوعين أيضاً، وهنا كانت المفاجأة الثانية بعد حجم التبرعات، وهي شغف شبان وشابات "حلب" بالتطوع والانضمام إلى الحملة، وهنا أضافت "هنداوي": «زيادة عدد المتطوعين في الحملة، جعلنا نستطيع تجهيز أكبر عدد ممكن من الوجبات التي وصل عددها إلى 1500 وجبة يومياً يعمل على تجهيزها أكثر من 200 متطوع من شبان وشابات "حلب" توزعوا إلى مجموعات، قسم منهم للتعبئة، وآخر للفرز إضافة إلى التوزيع».

وتابعت "هنداوي": «هدف جمعية "ساعد" من تنظيم حملة "خسى الجوع" إيصال الوجبات إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، لذلك اتخذت إدارة الحملة إجراءات أخرى إلى جانب توزيعها للوجبات في المطبخ الرئيس في جامع "الحدادين"، حيث تم اتخاذ جامع "سعد" في حيّ "الفرقان" مركزاً آخر لتوزيع الوجبات، وإضافة إلى المتطوعين داخل المطبخ، لدينا متطوعون يستقلون دراجاتهم الهوائية ويقومون بتوزيع الوجبات على المارة ضمن حملة توزيع "يلا ع البسكليت". كما نقوم بإيصال الوجبات إلى منازل محتاجين نحن نعرفهم على امتداد المناطق الشرقية في "حلب"، والمسنين الذين لم يتمكنوا من القدوم إلى المطبخ للحصول على الوجبة».

ملهم الطحان

وقال مسؤول العلاقات العامة "ماروت الصوفي": «نعلم أن هناك بعض الانتقادات والتشكيكات حول العمل، والسبب عدم وجود صور لعملنا، لكن هذا الأمر لن يؤثر في عمل الحملة، وسنبقى مصمّمين على قاعدة عدم تصوير المستفيدين، وهذا الأمر تؤكد عليه جمعية "ساعد" الخيرية، لسبب بسيط، هو أن كرامة المستفيد من كرامتنا».