استضاف المركز الثقافي العربي في "جرابلس" كل من الشعراء "مصطفى البطران"، "علي صالح الجاسم"، و"حسن النيفي" في أمسية شعرية قدم من خلالها الشعراء المشاركون نماذج من أعمالهم الأدبية. وذلك مساء الثلاثاء 22/11/2011.

شكل الوجدان العنوان الأوحد لقصائد الشعراء الذين حاولوا من خلال قصائدهم محاكاة الهم الإنساني والقومي للمجتمع منطلقين من رؤى شعرية تحاكي النفس والوجدان، وتبحر بعيداً في ملامسة الهم الاجتماعي والواقع العربي.

علاقتي مع الكلمة والشعر علاقة صديقين حميمين لا يسئ إليها تقدم الأزمان، بل يرسخها ويعطيها لمحة جمالية، أعتقد أني بعد 20 سنة أصبحت علاقتي مع الكلمة ذات رونق أشبه بعلاقة حبيب مع حبيبه. ما أريده ربما لا يحدث الآن ولا بعد عدة سنوات، ما يريده كل شاعر بأن يُخرج أمته من ظلمات القهر إلى سمو الحرية، وأعتقد أن الفجر قادم وأن الأمة لن تظل هكذا في سراديب المجهول وأنا دائماً متفائل بهذا الفجر الذي سينطلق

eAleppo حضر الأمسية وكانت لنا لقاءات مع الشعراء المشاركين. فتحدث الشاعر "مصطفى البطران" عن مشاركته قائلاً: «القصائد التي اخترتها تدور في فلك الواقع، هي وطنية عموماً ولكنها تمس الجانب الإنساني في هذا الوطن وذلك من خلال قصيدتي (وطن الأطياب) حلقت في جنبات الوطن من خلال الانتساب لهذا الوطن، ومن خلال شاعر كبير هو "عمر أبي ريشة" من خلال قصيدة (قراءة في ألواح شاعر)، أما قصيدة (عتاب) فهي قصيدة إنسانية عامة تمس الجانب الوجداني والواقعي في الإنسان.

الشاعر مصطفى البطران

وعن الحالة الشعرية التي تلازمه كشاعر عند ولادة القصيدة وهو يعيش إرهاصات البوح، قال "البطران": «هذه القصائد قد تعيشنا فترة طويلة من الزمن، وخلال هذه الفترة تكون القصيدة في ذاكرتي وتعيش معي في دمي ومشاعري لتكتمل شيئا فشيئاً، وحينما أحس أن الفكرة قد نضجت والمشاعر أينعت عندها يبدأ القلم بترجمة هذه المشاعر إلى قصيدة. لو جئت لأجزئ هذه القصائد إلى أجزائها لما عرفت كيف اجتمعت هذه الأجزاء، وإن كان الشعراء يقولون "عبقر والجن" فأنا لا أنكر.

الشاعر دائماً في حالة تطور مستمر دائما يضيف لشعره أشياء جديدة تمس ذات الشاعر أولا وتمس الوطن الذي يعيش فيه. ولا يمكن للشاعر أن يتجرد من واقعه، ولا بد أن يترجم هذا الواقع في شعره».

الشاعر علي صالح الجاسم

ومن جهته الشاعر "علي صالح الجاسم" قال عن مشاركته: «قدمت في هذه الأمسية ثلاث قصائد، الأولى (وقفة على أطلال الأربعين) هذه القصيدة شاركت بها في مسابقة التوحيد على قناة المستقلة، أتحدث فيها عن مرحلتين من العمر مرحلة اللهو والشباب والتي كنا بعيدين فيها عن الله وغمرتنا هموم الحياة، وفي المرحلة الثانية الوقوف مع الذات ومراجع النفس. قصيدتي الثانية (غدا ستندم) أتحدث فيها عن تجربة عاطفية مررت بها منذ سنوات وكانت نتيجتها الفشل وكتبت هذه القصيدة مخاطباً الحبيب غداً ستندم لأنك غدرت بي. والقصيدة الثالثة شاركت فيها في مهرجان "عمر أبي ريشة" وهي تتحدث عن :عمر أبي ريشة" صاحب التجربة الكبيرة في الوطن العربي، وهو رمز من رموز الشعر العربي، والقصيدة تتحدث عن شاعريته ومواقفه من معاصرته للواقع العربي».

وحين سألنا الشاعر "الجاسم": هل لازالت العلاقة بينك وبين كلماتك كما في البدايات؟، أجاب: «علاقتي مع الكلمة والشعر علاقة صديقين حميمين لا يسئ إليها تقدم الأزمان، بل يرسخها ويعطيها لمحة جمالية، أعتقد أني بعد 20 سنة أصبحت علاقتي مع الكلمة ذات رونق أشبه بعلاقة حبيب مع حبيبه.

الشاعر حسن النيفي

ما أريده ربما لا يحدث الآن ولا بعد عدة سنوات، ما يريده كل شاعر بأن يُخرج أمته من ظلمات القهر إلى سمو الحرية، وأعتقد أن الفجر قادم وأن الأمة لن تظل هكذا في سراديب المجهول وأنا دائماً متفائل بهذا الفجر الذي سينطلق».

وبدوره الشاعر "حسن النيفي" تحدث عن مشاركته قائلاً: «قرأت في هذه الأمسية قصيدتين، الأولى بعنوان (بروق نيسان) التي تتحدث عن مفارقة تبدو غريبة تتناول الشأن العراقي أصور فيها كيف كان الاحتلال البغيض للعراق وكيف ظل الشعب العراقي وحده من يقاوم، وكيف غدر به أقرب أقربائه. وأستطيع أن أقول بتواضع جم أنني كنت واحد من الذين استشرفوا ما سيؤول إليه الواقع العربي، أي أن الدول التي ساهمت وشاركت في العدوان على العراق وتدميره هي من تأتي الآن تحت وطأة العدوان الغربي عليها.

القصيدة الثانية (لك القصائد ضاقت) أهديتها للشاعر "عمر أبي ريشة"، استنطق بها أفكار "عمر أبي ريشة"، وأجعل من أبياتها تناصات عن بعض أفكاره وفقاً لما أراها.

وعن محاكاة الهم الوطني الذي يظهر في جل قصائده قال "النيفي": «الهم الوطني هو الوقود الأساسي لهذه القصائد، وهذه القصائد ما كانت لولا هذا التفاعل مع هذا الهم الوطني، وأنا مرتاح لقصائدي. منذ عقود من الزمان كنا نتحدث كشعراء عن الطغيان والهيمنة وكنا نستشف ما سيؤول إليه الواقع. الشأن الشعري هو جزء من الشأن الثقافي، ونحن نعيش في زمن الثقافة فيه تكاد تنحصر في جزء محدود من الناس، ذلك لأن الثقافة دائما تواكب القيم والقيم بحالة انحسار وبالتالي فإن الثقافة في حالة انحسار أضف إلى ذلك تقنيات وسائل الإعلام الحديثة».