بمشاركة عدد من أدباء مدينة "حلب" وشعرائها المعروفين أُقيم على مدرج صالة المحاضرات في مديرية الثقافة بالمدينة مهرجان شعري وقصصي حضره عدد من الإخوة المواطنين من متذوقي الشعر والقصة إضافةً إلى بعض الشخصيات الرسمية والأدبية في المدينة.

قبيل انطلاقة الفعالية التقى مراسل موقع eSyria بالأستاذ "أحمد محسن" مدير الثقافة في "حلب" وسأله عن سبب إقامة هذا المهرجان فأجاب بالقول:

أعتبر المهرجان ناجحاً بامتياز والسبب هو التزام المشاركين بالوقت وتقديم نتاجات إبداعية جيدة

«طبعاً المناسبة هي عبارة عن مهرجان شعري وقصصي يشارك مجموعة من الأدباء في إحيائها وذلك بالتعاون بين مديرية الثقافة وفرع "حلب" لاتحاد الصحفيين وتأتي بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد التشرينين وبمناسبة "القدس" عاصمة أبدية للثقافة العربية».

الأستاذ أحمد محسن -مدير الثقافة

«وبهذه المناسبة أشكر جميع المشاركين فيها من الأدباء والمواطنين، إضافةً إلى الشخصيات الرسمية والحزبية التي أضفت مزيداً من الألق على المهرجان».

ومن المشاركات في المهرجان قالت الشاعرة "ليلى مقدسي" لمراسلنا: «تتضمن مشاركتي اليوم مجموعة من القصائد التي تحمل عنوان تحية إلى "القدس" التي تُذبح كل يوم بأيدي الصهاينة وخاصّة بعد المجازر التي حدثت في المسجد الأقصى فالأديب والشاعر مثلنا لا يملك سوى الدعاء والحروف وأنا اليوم أقدم دعائي وحروفي لمدينة "القدس"».

الشاعرة ليلى مقدسي

وحول أهمية المهرجان قالت: «هو تعريف بدور الأديب وإيصال صوته وكلمته لكافة الجهات وهو فرصة له للتعبير عن مشاعر القهر والألم لما يحدث في "غزة" و"فلسطين "من مجازر وآلام، والمهرجان أخيراً هو نوع من التوعية للحضور والمشاركة الوجدانية مع الشعب الفلسطيني».

أما الأديبة "بيانكا ماضية" وهي قاصة ومسؤولة الصفحة الثقافية في جريدة "الجماهير" فقد قالت عن مشاركتها: «أشارك في المهرجان بقصة قصيرة تحمل عنوان (من يوميات نائب مدير) وهي باختصار تدور حول علاقة نائب المدير بمديره وكشفه بعضاً من سرقاته وتجاوزاته».

الأديبة بيانكا ماضية

وأضافت: «طبعاً المهرجان هو فرصة للتواصل واللقاء بين الأدباء والأديبات وفرصة ليطّلع الحضور على بعض النتاجات الأدبية الخاصة بمدينة "حلب" وبأدبائها».

وبعد انتهاء المهرجان كانت لنا وقفة نقدية لمجموعة الأعمال القصصية والشعرية التي قُدمت وذلك مع الشاعر والناقد "محمد زينو السلوم" الذي قال في بداية حديثه: «أعتبر المهرجان ناجحاً بامتياز والسبب هو التزام المشاركين بالوقت وتقديم نتاجات إبداعية جيدة».

«بالنسبة للقاصة "ضياء قصبجي" فقد ألقت اليوم قصة غاية في الجمال ومفتوحة وفيها وجهات نظر متعددة طرحتها من خلالها، أما الشاعر الصحفي "سفر هنداوي" فقد ألقى مقاطع من قصائد وطنية جميلة من الشعر العمودي الذي يبقى شعراً تقليدياً وكلاسيكياً ولكن شاعرنا أجاد فيما ألقاه بشكل عام».

«أما الشاعرة "ليلى مقدسي" -والكلام ما زال له- فهي شاعرة الإنسانية والحب لها صوت ولون مميزين في هذه المدينة شاركت في العديد من النشاطات وصدرت لها العديد من الإصدارات وأنا شخصياً لو أقرأ نصاً لها ودون معرفتي باسم صاحبها وكانت للشاعرة "ليلى مقدسي" لعرفت ذلك مباشرة، هي تكتب قصيدة النثر المليئة بالانزياحات اللغوية والدلالات الجديدة».

«"بيانكا ماضية" قاصة متميزة ومجتهدة كانت تكتب الشعر في البداية وقد استطاعت اليوم كما لاحظت أن تتخصص بالقصة وهو مطلوب، بالنسبة للقصة التي قدمتها اليوم فقد شعرت بتكرارها وطولها وهناك الكثير من الأمور كانت تستطيع اختصارها فالقصة بدت مفهومة فلماذا الإطالة والتكرار؟».

وأخيراً تحدث حول الشاعرة "غالية خوجة" وما ألقتها اليوم قائلاً: «كما قلت سابقاً هي حداثية وتطمح لكتابة شعر ما بعد الحداثة، وبالنسبة لشعرها فلا تستطيع أن تسألها عنه فقد لا تفهم هي ماذا تقول، ولكنها أيضاً تعمل وتشتغل على قصائدها وقد لاحظت اليوم مزجها بين الديني والإبداعي وكان لها بعض الإشارات التي أصبحت تصل للمتلقي والذي بات يفهمها بسهولة أما سابقاً فكنا نحن الأدباء والشعراء ومدرّسو اللغة العربية لا نفهم شيئاً مما تقرأها من نصوص وقصائد وكأنها تجمع من صحيفة كلمة من هنا وكلمة من هناك وترصفها في بنيان معين لتصبح قصيدة».

يُذكر أنّ المهرجان حضره كل من الأستاذ "محمد حاج حميدي" عضو قيادة فرع الحزب في مدينة "حلب" والأستاذ "بكور حلاق" رئيس فرع "حلب" لاتحاد الصحفيين والأستاذ "أحمد محسن" مدير الثقافة وعدد من شعراء وأدباء المدينة ومواطنيها.