«إذا مررت بجانب سينما "حلب" وتقدمت قليلاً لتواجه استوديو المصور "شاهينيان" سوف ترى في واجهة هذا المحل صورة لطفلين صغيرين لا يزيد عمر أكبرهما عن العاشرة وهما يعزفان على آلة الكمان».

بهذه الكلمات الدافئة بدأ الأديب "مأمون الجابري" قصته الأولى خلال الأمسية الأدبية التي أقيمت في دار الكتب الوطنية بـ"حلب".

إن عذوبة الكلام تأتي من عذوبة الروح، وإن الإحساس الصادق المتدفق يأتي من المعاناة الحقيقية، وإن نجاح الأديب والشاعر يكون من حضوره الملفت

شارك في هذه الأمسية الكاتب "مأمون الجابري" الذي قدم من خلالها قصتين قصيرتين، كانت القصة الأولى بعنوان (الموسيقار العالمي "نجمي السكري" في دروشة دافئة)، وهي قصة مهداة إلى الموسيقار "نجمي السكري" الذي عرفه الكاتب معرفة جيدة، أما القصة الثانية فكانت بعنوان (الحاجز)، و هي قصة طريفة تدور أحداثها حول شاب يجلس عند الحاجز الحديدي المنصف لأحد المقاصف ويجلس على طاولة صغيرة قرب شاب وفتاة جميلة يدور بينهما حوار حاد

وخلافات عميقة، وعندما يشتد النقاش يتدخل هذا الشاب لنصرة الفتاة ليكتشف أنهما زوجين يؤديان مشهداً مسرحياً لأنهما يعملان في مسرحية واحدة.

أما القاصة "سليمى محجوب" فقدمت قصة طويلة بعنوان (تجليات الأمنيات) تتحدث عن فتاة تحب رفيقها في العمل و ما يرافق هذا الحب من مشاعر وعواطف.

على هامش هذه الأمسية eِAleppo التقى الأديب و المسرحي الكبير "منير داديخي" الذي قال عن هذه الأمسية وعن القصص التي ألقيت فيها: «لأول مرة وبحق نسمع أستاذا أدبياً ينطلق من الواقع دون خيال زائد أو إشارات بعيدة من غمز ولمز، بل قدم أفكاره و معانيه بكل وضوح، قد يظن البعض أن عواطفي هي التي تتكلم، لكن لا إن قلبي هو الذي يتكلم، فالأديب "مأمون الجابري" يرسم القصة رسماً واقعياً كما يفعل أي أديب من كبار الأدباء الغربيين، ومن يقرأ قصصه الطويلة مثل (باب الحارة) و (بيت محب) يدرك كيف يرسم هذا الأديب الحارة بشوارعها و أناسها وزواياها كأنه مصور عقلاني، أما الأديبة "سليمى محجوب" فكانت مثالاً للعطاء الأنثوي دخلت بنا الزوايا الدقيقة جداً في المشاعر لأبطالها ونقلتهم رويداً رويداً من قفزة إلى أخرى حتى وصلت إلى العمق الكبير وأعطت صورة واضحة لفكرتها، وهذا دليل على مدى أبعادها الأدبية والإنتاج الأدبي الذي مارسته خلال فترة طويلة من الزمن».

كما التقينا"خالد النائف" مدير دار الكتب الوطنية بـ"حلب" فحدثنا عن القصص التي ألقيت من خلال الأمسية قائلاً: «القصص التي ألقيت اليوم قصص واقعية و صور من مجتمعنا، رصدت القصة الأولى للأستاذ "مأمون الجابري" شخصاً عرفه جيداً في حياته هو أحد الموهوبين في مجال الموسيقى اسمه "نجمي السكري" تحدث من خلالها عن جوانب نفسية واجتماعية وإنسانية حميمية، أما "سليمى محجوب" فقد تحدثت في قصتها الطويلة عن إنسانة تعيش حالة حب مع أحد زملائها في الوظيفة ووصفت الحالات النفسية والشعورية التي كانا يعيشانها، بشكل عام أبدع الأديبان اليوم بقصصهما وهما غنيان عن التعريف».

وكان لنا اللقاء التالي مع "محمد داية" (عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون) فحدثنا عن هذه الأمسية قائلاً:

«إن عذوبة الكلام تأتي من عذوبة الروح، وإن الإحساس الصادق المتدفق يأتي من المعاناة الحقيقية، وإن نجاح الأديب والشاعر يكون من حضوره الملفت ».

أقيمت الأمسية على مسرح دار الكتب الوطنية بـ"حلب" في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الخميس29/10/2009 وحضرها عدد من الأدباء و الشعراء والمهتمين بالحركة الأدبية.