بعد يوم مبارك من أيام شهر رمضان، وبعد اجتماع أفراد الأسرة على مائدة شهية تتضمن أطباق مختلفة من المأكولات الحلبية المعروفة، كان لابدّ من تلبية دعوة المركز الثقافي في "باب الفرج" لحضور أمسية طربية حلبية تجسد تراثنا القديم، بصوت الفنان "عبد القادر أصلي" و بين حجارة ساحة المركز التي اعتادت على أجواء الموسيقى والفرح والسهر حيث أقيمت الحفلة..

وبعد انتهائنا من مائدتنا الشهية انطلق eAleppo في تمام الساعة العاشرة والنصف إلى

"حلب" بكل أجيالها تعشق الطرب الأصيل، حتى جيل اليوم من أبناء الأحياء الحديثة لهم أصول تعود إلى الأحياء القديمة، لذلك هناك شيء يمشي في دم أهل "حلب"، حتى أنا مع أنّ عملي هو تصميم الأزياء ولكنه في معظمه مستمد من الطرب الحلبي وكلاهما في النهاية فن

هناك لننقل أجواء الحفلة وأول من التقيناه كان "أديب محمد" وهو شاب يعمل في مجال تصميم الأزياء: «أنا ابن هذا التراث وأسكن في حي من أحياء "حلب القديمة" يقع بالقرب من "الجامع الأموي الكبير" وأعيش هذه الأجواء يوميا، والطرب الحلبي الذي نسمعه اليوم هو عودة لتراثنا وأصالتنا وهناك أشخاص لا يعرفون قيمة هذا الفن لذلك من الضروري إقامة مثل هذه الحفلات وخاصة أنّ جيلنا اليوم فيه الكثير من الاختلاف والفرق عن الأجيال الماضية لذلك يجب العودة به إلى كنوز الماضي».

جانب من الحضور

وعن جيل اليوم وكيف يستقبل الطرب الحلبي يتابع "أديب": «"حلب" بكل أجيالها تعشق الطرب الأصيل، حتى جيل اليوم من أبناء الأحياء الحديثة لهم أصول تعود إلى الأحياء القديمة، لذلك هناك شيء يمشي في دم أهل "حلب"، حتى أنا مع أنّ عملي هو تصميم الأزياء ولكنه في معظمه مستمد من الطرب الحلبي وكلاهما في النهاية فن».

"فواز القاضي" والذي حضر مع عائلته يقول عن سهرات الطرب في رمضان: «لاشك أنّ التجديد مطلوب في حياة الإنسان ولذلك عندما يهلّ علينا شهر رمضان بكل ما يحمل من (جمعة) للعائلة والأهل والأصدقاء، وصفاء الروح بتطبيقنا لعباداته، كلّ ذلك تجده في أمتنا الإسلامية، ويضاف عليه في "حلب" قدودها التي نسهر معها في هذه الليالي الجميلة، واليوم ومع الفنان "عبد القادر أصلي" والذي عوّدنا عند مطلع كل شهر أن يقيم حفلة ويطربنا بصوته الجميل، المكان جميل والأجواء أكثر من رائعة، وكما نرى الكبير والصغير، الشاب مع رفاقه والرجل مع عائلته وأطفاله، الحقيقة أننا بحاجة يوميا في رمضان إلى قضاء ولو ساعة واحدة مع الفن والطرب والأصالة وبالمختصر مع (قدودنا اللي ربينا معها)».

أ. أحلام اسطنبولي

أما السيدة "حميدة" زوجة "القاضي" فتقول: «في رمضان المرأة الحلبية تقضي معظم وقتها في المطبخ وهي تحضر الأطباق المتنوعة، واليوم الذي تكون فيه الوجبة الرئيسية (طبخة حلبية) يجب أن تكون المكافأة في نهاية اليوم سهرة تسلية ومتعة وطرب وفن، هذه هي المرة الثانية التي آتي فيها إلى هنا، وفي كل مرة أحبّ تراثنا وماضينا وبصراحة أنا بنت هذه الأماكن التي عشت وتربيت معها، ومع صعوبة الحياة نجد أنّه من الواجب والمحبب الينا في نفس الوقت أن نتواصل مع البيوت والأجواء القديمة ومع الأستاذ "عبد القادر" ليسمعنا صوته الجميل».

ثم انتقلنا لنتحدث مع "ريم" وهي ابنة "القاضي": «أنا طالبة في السنة الثالثة في كلية "التربية" وحاليا نحن على أبواب عام دراسي جديد بالإضافة إلى أننا في رمضان نعيش أياما جميلة ومميزة ، ولذلك أنا سعيدة جدا وأشعر أنني بحاجة إلى الراحة والاسترخاء قبل العام الدراسي الجديد، وبحاجة أيضا إلى أن أعيش هذه الحالة الرائعة مع التراث والأصالة والطرب الحلبي القديم».

وثم التقينا مع "أحلام استانبولي" مديرة المركز الثقافي في "باب الفرج": «مركزنا جديد العهد ونحرص دائما على إقامة الندوات والمحاضرات والأماسي الشعرية ولكن بصراحة كل هذه النشاطات لاتلاقي إقبالا وحضورا كبيرا كما تلاقيه الحفلات المسائية، كالحفلة التي نحضرها اليوم، وكل بداية شهر لدينا موعد مع الفنان "عبد القادر أصلي" وتقريبا الناس اعتادوا على هذه الموعد وكما تلاحظون هناك تواجد جيد من حيث العدد والنوعية، وإنشاء الله ستكون هناك نشاطات متعددة، وخصوصا أننا نعيش أيام شهر رمضان المبارك، ولذلك لدينا العديد من هذه النشاطات، والبارحة كان هناك حفل تراثي رمضاني مع فناني حلب نظّمه "نادي شباب العروبة" والقادم سيكون أفضل».