في ثاني نشاط يقام ضمن "الخزان الأيوبي" بعد الأمسية التي أقامتها فرقة "كوميداس" في شهر آذار من العام /2009/ والتي نشر عنها موقع "ٍeSyria" خبرا عنها آنذاك، وتم تقديم مقطوعات موسيقية غربية ضمنها، أقيمت أمسية موسيقية تراثية وعن الأغاني الشرقية والطرب الأصيل يوم الخميس 4/6/2009 أداها كل من السادة "عبود بشير" و"عمر سرميني" والذين هم من عمالقة الطرب في مدينة "حلب"، إضافة إلى الفنانة "وعد بو حسون" الفنانة السورية الشابة في واحدة من إطلالاتها القليلة في مدينة "حلب".

تم في هذه الأمسية غناء عدد من القصائد والموشحات والقدود العربية التراثية الأصيلة في أمسية متميزة بحضور عدد من المهتمين بالتراث الشرقي والطرب الأصيل.

على اعتبار أنني أغني قصائد قديمة وموشحات وقدود في هذا المكان الذي يعتبر من الأماكن الأثرية القديمة، ويرمز إلى حضارتنا ومكانتنا، فقد أدى ذلك إلى امتزاج بشكل قدم عملا متميزا بالشكل والمضمون

وكان التفاعل متميزا وكبيرا من الجمهور تجاه الأغاني التي قدمت. هذا التفاعل يقول عنه السيد "عمر سرميني":

«من بين الأماكن التي غنيت بها كان لهذا المكان وقعه الخاص والمميز في نفسي على اعتبار أن موقعه مختلف عن بقية المسارح عربية كانت أم عالمية خصوصا أن معظمها يكون إما على سطح الأرض، أو مع انخفاض طفيف جزئي أو بسيط عن سطح الأرض، ما يميز هذا المكان هو انخفاضه بمقدار /80/ درجة تحت الأرض الأمر الذي أدى لأن يحدث ضغط كبير بسبب العمق، هذا الضغط أحسست به وأدى لأن يحدث معي صعوبة في الأداء نوعا ما».

ويضيف بأن هذه هي زيارته الأولى الخزان، إنما كان لديه فكرة عنه قدمها له الأستاذ "عدلي القدسي" رئيس مجلس إدارة "جمعية أصدقاء قلعة حلب" الذي أطلعه على عمليات الترميم والصور لما كان يجري فيه وما كان يستجد، ويختم بالقول بأن العمل الذي تم فيه كان مميزا ويستحق الثناء والتقدير.

أما الفنانة الشابة "وعد بو حسون" فتقول بأن تواجدها في هذا المكان يعني لها الكثير والسبب كما تقول:

«على اعتبار أنني أغني قصائد قديمة وموشحات وقدود في هذا المكان الذي يعتبر من الأماكن الأثرية القديمة، ويرمز إلى حضارتنا ومكانتنا، فقد أدى ذلك إلى امتزاج بشكل قدم عملا متميزا بالشكل والمضمون».

وحول السؤال فيما إذا كان عدم وجود مسرح أو ميكرفونات أو الجلسة التي كانت فيها الجمهور قريبا منها قد أدى إلى تفاعل أكبر، فإنها تجيب:

«في مثل هذه الظروف، يظهر الفنان ومصداقيته التي يقدمها، إضافة إلى التواصل الخاص بالفنان مع الجمهور الأمر الذي يقدم تأثيرا كبيرا. عندما يكون الفنان قريبا من الجمهور بهذا القدر ويغني بدون أجهزة صوتية، يعطيه هذا شعورا مميزا خصوصا وأنه يستطيع معرفة ردود فعل الجمهور مباشرة».

أما عن مشاريعها المستقبلية فتقول عنها:

«خلال فترة الصيف، سيكون عندي حفل مع الأخوين "بنيانا" في "اسبانيا" سأقدم فيها قصائد "لابن عربي" و"ابن زيدون"، إضافة إلى حفلة ستكون في مهرجان "أصيلة" في "المغرب"، وأخرى ستكون على مسرح "الجنينة" في دولة "مصر" في رمضان القادم، كما أنني سأتواجد ضمن حفلة في "مرسيليا" في "فرنسا" خلال الشهر العاشر».

وتختم بالقول بأن وجودها في مدينة "حلب" كان متميزا وتتمنى أن يتم ثانية في المستقبل القريب.

وهذه الأمسية كانت هي الأمسية الثانية التي تتم في "الخزان الأيوبي" إنما لم يكن الهدف منها هو تقديم أمسية موسيقية بقدر ما كان تعريف الناس بالقلعة وذلك كما يقول السيد "عدلي القدسي" رئيس مجلس إدارة الجمعية والذي يضيف:

«هدفنا هو لفت الانتباه لهذه القلعة حيث لدينا عدد من الأنشطة الأخرى التي تؤدي هذا الغرض مثل اللقاءات مع الجمعيات الأخرى والحملات التي تقام لتعريف الناس بأهمية القلعة والتحسينات التي تشهدها حاليا. كما نهدف أيضا إلى أن يشارك المجتمع المحلي في عملية إكمال ما بدأته مؤسسة "الآغا خان" سواء من عمليات الترميم، أو عن طريق المحافظة على ما تم. نعمل مع عدد من الجهات الأخرى مثل المحافظة أو المدينة القديمة أو مديرية الآثار للقيام للقيام بمشاريع ترميم جديدة. ونحاول حاليا ضم عدد من المنتسبين الجدد إلى الجمعية ولا نعتبر أنفسنا قد وصلنا إلى الدرجة التي نطمح لها إلا أننا ما زلنا نسعى إلى ذلك».

تعتبر هذه الأمسية من بين الأمسيات التي جمعت ما بين تراث المكان وتراث الغناء من خلال تقديمها لأمسية كانت متميزة بمن فيها من مطربين ضمن مكان كان متميزا بحيث كانت الرسالة التي وصلت جميلة وأخاذة بكافة المقاييس.