بعدد قليل، إنما بتفاعل كبير؛ كانت تلك ما ميز أمسية الترانيم الدينية التي أقامها الشابان "جرجس طويل" بصوته المميز، و"عابد صراف" بعزفه الفريد على آلة "الجيتار" يوم السبت 11/4/2009 ضمن "Art River" ذاك المكان الهادئ الجميل المعروف بنشاطاته الثقافية المتنوعة.

كلمات جميلة وتأملات فريدة تتحدث عن أجواء العيد في أمسية تقام على غير العادة في مكان خارج الكنيسة الأمر الذي أكسبها وضعها الخاص المميز الذي أثبت أن التواصل مع الله يمكن أن يتم في أي مكان والاحتفال بأجواء العيد يمكن أن يتم حتى خارج الكنيسة، تقول الشابة "ندى" ممن حضروا هذه الأمسية:

أحضر الترانيم عادة في الكنائس مثل كنيسة "ديمتريوس" وما يميز هذين الشابين أنهم استطاعوا خلق أجواء الكنيسة في مكان غير مكان الكنيسة

«أحضر الترانيم عادة في الكنائس مثل كنيسة "ديمتريوس" وما يميز هذين الشابين أنهم استطاعوا خلق أجواء الكنيسة في مكان غير مكان الكنيسة».

المرتل "جرجس طويل" و العازف "عابد صراف"

أما عن رأيها في الترانيم و التراتيل بشكل عام فتقول:

«تجعلنا هذه الترانيم نفكر أكثر في الأشياء الدينية التي تغيب عنا عادة في زحمة الحياة اليومية ومشاغل الحياة، وهي فرصة لنا للعودة إلى الدين وأتمنى أن تتكرر».

**أول مرة

تأثر الجميع بصوته الجميل وتفاعلوا معه، يقول المرتل "جرجس طويل" عن تاريخه مع التراتيل الدينية:

«أنا أرتل منذ زمن طويل التراتيل الدينية، حيث قد شاركت في عدد من الجوقات والفرق مثل فرقة FDG، جوقة "البربارة"، وفرقة اسمها "OPM" وهي جوقة تقدم ساعات سجود عبر مدينة "حلب" وحتى خارجها مثل "القامشلي" و"دير الزور" مثلا».

أما عن الفرق ما بين التراتيل في هذا المكان عن الكنيسة، فيقول:

«الفرق بين الترتيل هنا اليوم والترتيل في الكنيسة هو في إيصال الفكرة للناس بأنه لا تقوم التراتيل فقط في الكنيسة، بل يمكن أن تكون في أي مكان وتتواصل مع الله وتصلي له. أما الأمر الآخر الجيد فهو تلاقي الناس والتعرف على بعضها البعض في هذه الأماكن والإحساس بالله».

أما عازف آلة "الجيتار" الموهوب "عابد صراف" فيقول أنها المرة الأولى التي يعزف فيها خارج الكنيسة حيث يقول:

«هذه أول مرة أقوم بالعزف فيها للترانيم الدينية في مكان خارج الكنيسة، اعزف التراتيل الدينية منذ الفترة التي تمكنت فيها من إجادة العزف على الجيتار. وتعتبر التراتيل هي الأمر الوحيد الذي أعزفه حيث هو أقوم بهذا كشكر للرب على ما قدمه لنا، ومحاولة مني للقيام بالعمل الصالح مثلما ذكر في "الكتاب المقدس"».

**بدأنا الأمسيات الثقافية حديثا...

هو مكان عائلي يديره كل أفراد العائلة فيما بينها، تلك العائلة التي توسعت مع القادمين إلى هذا المكان من مرتادين الأمر الذي زاده الأنشطة التي كانت تقام به والتي يقول عنها السيد "سغاتيل باسيل" أحد أفراد العائلة التي تدير المكان:

«قدمنا منذ فترة عدة أمسيات ثقافية منوعة حيث كان منذ فترة أمسية أقمناها بمناسبة عيد ميلاد الشاعر "سمير طحان" بحضور عدد من أصدقائه منهم السيد "سمير كويفاتي" وزوجته الفنانة "ميادة بسيليس" وغيرهم. وقد أقمنا أمسيتين أخريتين لفرقة "شغف" والتي هي فرقة من الشباب تتألف من /4/ موسيقيين، وشاعر هو "باسل طه" يقوم في كل فترة باستضافة شعراء شباب يقدمون أعمالهم بمشاركة الفرقة. أما المرة الرابعة فكانت منذ فترة قريبة، وهذه هي الخامسة».

والمكان قد افتتح منذ أمد بعيد، إلا أن النشاطات الثقافية فيه بدأت منذ فترة قريبة حيث يقول عنها:

«بدأنا منذ فترة قريبة بإقامة هذه الأمسيات الثقافية على اعتبار أننا قد قمنا بتوسعة المكان. نخطط هنا لأن يكون هذه المكان في المستقبل من أجل تشجيع الثقافة والأمسيات الثقافية. وعادة ما تجري هذه الأمسيات بمعدل مرة كل 20 – 25 يوما».

مع احتفالات الطوائف المسيحية بأعياد الفصح المجيدة، تغدو هذه الترانيم وسيلة للتقرب من الله والتواصل معه وتذكر نعمه على الإنسان. وفي نفس الوقت تقدم عملية الترتيل في أماكن غير الكنيسة الفرصة لكثيرين لاستشعار القيمة الجميلة لها حتى ولو لم يكن من مرتادي الكنيسة. بقي أن نهنئ الطوائف بأعياد الفصح ونتمنى لهم مناسبة سعيدة.