افتتح في صالة دار كلمات للفنون والنشر معرض الفنان الدكتور (علي السرميني) وذلك في (25/6/2008)، ضم المعرض ثمانية عشر لوحة من أعمال الدكتور السرميني المتنوعة، وقد غصت صالة العرض بالحضور منذ اللحظات الأولى للعرض لما لأعمال الدكتور علي السرميني من مكانة عند متذوقي الفن.

على هامش الافتتاح التقينا (عدنان الأحمد) مدير دار كلمات للفنون والنشر وحدثنا عما تمتاز به أعمال الدكتور (علي السرميني) فقال:"أعمال الدكتور علي تتمتع بخصوصية تشكيلية مهمة في التشكيل السوري، بعد عودته من ألمانيا إلى سورية حاملا معه دكتوراه في الفنون التشكيلية والتطبيقية، نجد أن أغلب أعماله متأثرة بالمدرسة الوحشية الألمانية، ويتحرك بحرية مطلقة وكبيرة بمساحات لونية جميلة وأخاذة، كما نجد المجاميع البشرية والسكانية والسكنية للمدينة تتحرك داخل لوحة الدكتور سرميني بحرية، وهذه المجاميع تتداخل ضمن إطار اللوحة-العقل-اللون، كما نجد دفء العلاقة بين المجاميع السكانية والسكنية في هذه المدينة التي ينشئها د.سرميني ضمن لوحته".

وأضاف: "للدخول إلى عالم الدكتور السرميني لا تحتاج لأن تمعن النظر وتحقق في ماهية هذه الكتل اللونية المتصارعة أمامك، وبكل بساطة تكتشف المجاميع الإنسانية في لوحة علي السرميني لفكرة المدينة الحية على لوحة الرسم، وحكايات هذه المدن وهؤلاء الناس بصياغتها البصرية النهائية التي نتلقاها كمشاهدين ونتواصل مع حركة سكانها، ويأخذنا إلى عمق هذه التجربة اللونية التي تتمحور صياغتها الفلسفية وتمتزج تفاصيله الشخصية بتفاصيل شخوص وناس العمل، فالمدينة عند السرميني كائن حي ينفعل ويتفاعل في حركة دورية لاتنتهي على حدود مساحة اللوحة".

كما التقينا الدكتور (علي السرميني) الذي حدثنا عن معرضه قائلا: "هذا المعرض هو المعرض 30 بالنسبة لي،حيث أقمت سابقا 29 معرضا شخصيا خاصا بي، هذا المعرض يضم مجموعة من الأعمال لمراحل مختلفة بين الانطباعية والتعبيرية والتعبيرية التجريدية والتجريدية، ويختلف هذا المعرض عن معارضي السابقة بالإضافات الجديدة ولاسيما التحول باتجاه التعبيرية التجريدية".

وعن الدكتور علي السرميني وأعماله قال الدكتور(محمود شاهين) نائب عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق: "ينشغل الفنان الدكتور علي منذ البدايات الأولى لتجربته الفنية في التشكيل السوري المعاصر، منذ ستينات القرن الماضي، على صيغة فنية توفيقية جمعت بين الواقعية المبسطة والمختزلة وبين نزعة تعبيرية نضجت وتعمقت أثناء احتكاكه بالتعبيرية الألمانية خلال دراسته لفن الرسم والتصوير المتعدد التقنيات، فالمتابع لتجربته يجد أنه اختط لنفسه اتجاها فنيا لم يغادره إلا نادرا، فـ علي بارع في تقديم الجمال بأثمال الواقع العادي والسكون في حضن الشغب والوداعة في جلباب الصخب والوسامة المترفة بين ثنايا الحشد التشكيلي واللوني الكثيف، بمعنى آخر تفيض لوحة علي بكل ما يعتمل داخله من إرهاصات متباينة الماهية والدرجة وهي لديه بشكل دائم تتسرب إلى سطح لوحته بنوع من التلقائية النادرة المصاغة بلغة فنية مواكبة لا تضحي حتى بأوهى الرعشات الشعورية والعاطفية، بدليل تلون هذه الصياغة واختلافها من مرحلة إلى أخرى وأحيانا من لوحة إلى أخرى أيضا في تجربته الواسعة الأطياف والتحولات، هذه الخصوصية المدهشة التصقت بتجربة علي وباتت قرينة من قرائن وجودها الأساسية، ذلك لأن علي وحتى تاريخه يواجه خراب الروح وبشاعة الواقع باستنهاض الطفل فيه والاتكاء عليه ليسعفه في انجاز لوحته الدائمة التحول إنما ضمن الملامح العريضة لشخصيته الفنية المتفردة".

يذكر أن الدكتور علي السرميني هو من كبار الفنانين التشكيليين فمدينة حلب،تخرج من كلية

الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام /1968 /م، وفي عام /1980/ حصل على الدكتوراه في علوم الفن والرسم من ألمانيا لدى البروفيسور الفنان الكبير فالتر فوماكا، شغل عدة مناصب في جامعتي حلب ودمشق وهو الآن عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلب، أقام أكثر من (25)معرض،وشارك في عدة بيناليات عربية ودولية، واقتنيت لوحاته لدى عدة جهات رسمية ومتاحف عالمية، كرم في موسكو عام /2007/م، بمناسبة وصول قيمة لوحته القنيطرة إلى مليون دولار,كما كرم في سورية أيضا.