احتفاءً بأعياد نيسان حيث تتفتح الزهور فرحاً بالحياة المعبرة عن الأمل والتفاؤل الجديد لمرحلة قادمة من النشاط والعمل..

قدمت جمعية أصدقاء مركز فتحي محمد للفنون التشكيلية أربعة فنانين هم: الدكتور علي سرميني- ظافر سرميني- عبد المحسن خانجي- وحيد قصاص، وذلك ضمن معرضها التشكيلي الثاني في صالة الخانجي للفنون الجميلة بحلب.

ضم المعرض والذي افتتحه السيد عبد القادر المصري أمين فرع حلب للحزب حوالي 50 لوحة قدم فيها الفنان الدكتور علي السرميني ألوانه الراقصة على إيقاع الرقص بدفقات متلاحقة من الألوان الأنثوية الزهرية والأزرق والأصفر، وكانت لوحاته وألوانها المائية أشبه بالإيماءات المتدفقة التي تشكل في مجموعها الطبيعة ببيوتها وأشجارها وشخوصها، في حين قدم لنا الفنان ظافر سرميني وبأسلوبه الانطباعي المعروف ولمساته القوية الطبيعة بتكوينها الجميل من خلال تناثر الألوان بين الأخضر والبنفسجي في صراع متلاحم ما بين الحياة والعشق، والفنان عبد المحسن خانجي وعبر متابعته لحالات الوجد الصوفي والتحليق السماوي للرقص المولوي، وحالة العشق الإلهي قدم لوحات جميلة للمولوية، بالإضافة إلى الزهور التي تعبر عن حالة الفرح التي يعيشها، أما الفنان وحيد قصاص، فأضاف على جمال الوجوه الناعمة جمال الألوان عبر ألوانه المنسابة بشكل أنيق ومتناسق.

الفنان الدكتور علي السرميني

eAleppo تواجدت في المعرض ورصدت الآراء التالية:

الفنان الدكتور علي السرميني عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية قال: نيسان يعني الربيع والورود والحرية، نيسان الشفافية والأمل وهو الروعة، وبنفس الوقت نيسان الجلاء والحرية والتخلص من الاستعمار، وأشارك في هذا المعرض بمجموعة من اللوحات وهذه اللوحات هي نوع من المخزون الفكري لدى الفنان، وهذا المخزون يتألف من عدة عوامل وهي الموهبة والتأهيل الأكاديمي والثقافة النظرية والعملية، إضافةً إلى عوامل تكوين الفنان الأخرى، وقد عكست هذا المخزون عبر هذه اللوحات، كما عكست رؤاي إلى النتيجة التي توصلت إليها في أعمالي الفنية المرسومة بمادة الألوان المائية، علماً أنني رسام زيتي ورسام مائي وأكروليك، والمتحف الوطني في دمشق يضم الكثير من أعمالي في الزيتي والمائي والأكروليك، وأعمال في التقنيات الجدارية الكبرى، ولي أعمال جدارية في دمشق تعتبر من أكبر الأعمال الجدارية الموجودة في سورية.

الفنان التشكيلي عبد المحسن خانجي

ويقول الفنان التشكيلي وحيد قصاص وهو خريج كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1982 ويمارس التدريس والعمل الفني: أشارك في هذا المعرض بعشرة لوحات بالتلوين الزيتي جسدت فيها البيئة التي أعيش فيها وحاولت أن أظهر الإنسان والعمارة كذلك، واستخدمت الألوان الناعمة المتدرجة ما بين البنفسجي النظيف والأوكر (الأصفر الترابي)، وعن الفنان التشكيلي السوري يقول قصاص: مستوى الفنان السوري جيد وهو في الصفوف الأولى لأنه ملتزم وابن حضارة تاريخية موغلة في القدم، ولكن يجب الاهتمام أكثر برعاية الفنانين والفن التشكيلي السوري.

أما مدير صالة الخانجي والفنان التشكيلي عبد المحسن خانجي فيقول: في كل فترة يعمل الفنان بجو جديد ويفرض هذا الجو وجوده على الفنان، ومع قدوم الربيع وأعياد نيسان قدمت أعمالاً تُناسب مع حالة الفرح هذه، فالزهور والمولوية فيهما فرح، لأن المولوية فيها روحانية وصفاء وصدق، وفيها حالة سمو كبيرة، أما الزهور والورود فكلنا يعرف عن ماذا تعبر، لذلك جسدت في لوحاتي العشر التي عرضتها العلاقة بين هذين الأمرين، وإنشاء الله يُعجب المعرض الحضور لأن التجربة جديدة نوعاً ما.

الفنان التشكيلي ممدوح عباس

وعن المعرض بالإضافة إلى مشاركته يقول الفنان التشكيلي ظافر سرميني: للعام الثاني تقوم جمعية أصدقاء مركز فتحي محمد بنشاطاتها وقد أقيم هذا المعرض بمناسبة أعياد نيسان وقدوم الربيع وضم أربعة فنانين ضمن مدارس فنية متنوعة، وكما نلاحظ ضمن الأساليب والرؤى التشكيلية الموجودة في هذا المعرض بأن لكل فنان أسلوبه الخاص، وأنا أعمل ضمن مجال المدرسة الانطباعية لذلك حاولت إسقاط الرؤى البصرية من خلال زياراتي للطبيعة الموجودة في حلب، وفي إسبانيا وهي شبيهة بالطبيعة الموجودة عندنا تماماً بالخضرة والمياه والأماكن الموجودة في قرطبة تشعر بأنها في حلب، أو في دمشق لذلك حاولت أن أبرزها وأنقلها للمتلقي عبر الألوان الزاهية التي تعمل على التحريض الذاتي من الداخل.

وعن رأيه بالمعرض يذكر الفنان التشكيلي ممدوح عباس: المعرض يضم مجموعة من الأعمال الجميلة والرائعة في مجال الطبيعة والبورتريه، والفنانين المشاركين هم أعلام في الفن التشكيلي وهم رواد في هذا المجال، وكان الحضور راقياً وعلى مستوى هذا المعرض.