من نعومة أظفاره إلى المرحلة الجامعية، لم تكن اللغة العربية بالنسبة له مادة دراسية أو اختصاصاً؛ إذ إن الشاعر "آرا مطافيان" عشق اللغة العربية وكأنها حبيبته.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاعر "آرا مطافيان" بتاريخ 26 أيلول 2017، حيث تحدث عن بداياته في كتابة الشعر وقال: «كنت أعشق اللغة العربية منذ صغري، وكنت حريصاً على تطوير نفسي بإتقانها،

ما قرأته في دواوينه لن يكون إلاَّ شهادة من الشهادات الكثيرة التي تعبّر عن إبداعات جيل الشباب؛ لأنهم الشاهد الأهم على عصرهم، وأتمنى لشاعرنا السير في طريق الشعر بكل ثقة واقتدار

كانت محاولاتي الأولى خجولة جداً، لكن مع مرور السنوات والتعمق أكثر في بحر اللغة ودرر كلماتها تحسّنت كتاباتي يوماً بعد يوم.

علي سلطان

أغلب كتاباتي تتركز على رقة ونعومة الأنثى، خاصة في قصائدي الوطنية وخواطر الحب».

وعن مصدر إلهامه، أضاف "مطافيان": «اللغة العربية معبدي الخاص، وحُماتها أعمدة إلهامي، وأبرزهم الشاعر "نزار توفيق قباني"، ويظهر في كتاباتي جلياً مدى تأثري به، خاصة في وصف حب الوطن والحياة. برأيي جميع الناس لديهم إلهام، لكن عشقك للغة يعطيك أسمى الكلمات وأرقى المشاعر.

غلاف "وكذلك يموت الحب"

الطبيعة، المدرسة، والأهم "سورية" مصدر إلهامي. ولولا تشجيع الأهل والأساتذة لما وصلت إلى ما أنا عليه الآن؛ إذ تكللت المحاولات الخجولة بشهادات جامعية ودواوين شعرية، وتزداد الدواوين كلما تعمقت في اللغة والحياة في آن واحد.

إن بواعث أعمالي تتجلّى في عوامل كثيرة، أهمها الحب بمختلف أنواعه، سواء للوطن، أو الربّ، أو الحبيبة، أو لغتي العربية، كذلك نظرتي التشاؤمية إلى الحياة وثقتي بنفسي جعلاني أتجول بمخيلتي في عالم الشعر لأكوّن صوراً جديدة وجميلة.

وعن أعماله، قال: «بعد جمع عدد كبير من الدواوين قرّرت توحيدها في كتاب، حيث أصدرتُ كتابي الأول بعنوان: "وكذلك يموت الحب" عام 2010؛ وهو كتاب يتضمن دواوين بعناوين ومواضيع مختلفة، كالحب والمدح والتشاؤم والأمل والوطن. الحرب السورية وخاصة الأوضاع الاقتصادية الرديئة في "حلب" لم تسمح لي بطباعة كتب جديدة، لكنني كنت أعمل على جمع الدواوين وتخزينها في المصنفات إلى أن قررت طباعتها؛ فأنا بصدد إطلاق كتابين، وهما: "شيزوفرينيا النساء"، الذي يعبر عن تجاربي في الحب، و"لن تُبيدَني مرتين"، الذي يتحدث عن القضية الأرمنية. أعمالي لم تقتصر على الدواوين، بل كانت لي تجربة في كتابة مسرحية "صرخة حياة" التي كانت تحكي أيضاً عن القضية الأرمنية ودور "سورية" في حمايتها، وأعمل على كتابة مسرحيات جديدة في الأيام المقبلة، إضافة إلى مشاركتي في عدة أمسيات أدبية وشعرية مع عدة جهات حكومية وثقافية».

إلى جانب كتاباته الأدبية يعمل في مجال التدريس، وبهذا الخصوص أضاف "مطافيان": «بعد الانتهاء من المرحلة الجامعية، دخلت مجال التدريس ليس فقط كوظيفة يومية، بل أعدّ التدريس رسالة لنقل حب اللغة العربية من جيلي إلى الجيل الجديد. لا أدرّسهم اللغة العربية فقط كمادة، بل كعنصر أساسي في حياتهم اليومية، وأداة للتعبير عمّا يختلج بداخلهم».

ومن ديوان "الحياة" اختار لنا:

"سجدَ القمرُ لبهائكِ فارفقِ

بحالِ سماءٍ أنتِ فيهِ ملاكْ

استحالتْ النجومُ أنْ تضيءَ مثلكِ

فواللهِ ما تفارق الدّجى حتى تراكْ

روعةُ وجهكِ قداسة ٌ فما

أجملكِ يا آنستي وما أبهاكْ

يرتفعُ البحرُ إلى السماءِ لتباركي

السموات والثرى ومن سِواكْ

نورُ لؤلؤتيكِ تنيرُ دروبي

فأينما حللتُ وأبصرتُ إني أراكْ

خلتكِ وردةً حمراءَ خجولة

فأيقنتُ أنَّ في روحي تفشَّى شذاكْ

اصبري عليَّ فإنِّي شاعرٌ

غرقَ في حسنكِ حين تبعَ هُداكْ"

الأستاذ "علي سلطان" من أوائل مشجعي الشاعر "آرا مطافيان"، قال عنه: «ما قرأته في دواوينه لن يكون إلاَّ شهادة من الشهادات الكثيرة التي تعبّر عن إبداعات جيل الشباب؛ لأنهم الشاهد الأهم على عصرهم، وأتمنى لشاعرنا السير في طريق الشعر بكل ثقة واقتدار».

يذكر أنَّ الشاعر "آرا مطافيان" من مواليد "حلب"، عام 1991.