تعدّ المغنية "خناف سعيد" من الأصوات الكردية المتميزة، حيث تستطيع أن تجذب المتلقي بسهولة من خلال صوتها الجميل، وأدائها الجميل، وامتلاكها حسّاً ذا خصوصية يجعلها مختلفة عن غيرها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنانة "خناف سعيد" بتاريخ 11 أيلول 2017، عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، حيث قالت عن البدايات: «أغنية "أنا الثلج" كانت أول أغنية أؤديها بطريقة عفوية وأنا في الثامنة من عمري، ولاقى صوتي وأدائي تشجيعاً كبيراً من الأهل والأصدقاء؛ وهو ما دفعني للمشاركة في احتفالات المدرسة ونشاطاتها، ومنذ ذلك الوقت أدركت أن الغناء هوايتي المفضلة».

أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع وأقدم فناً جاداً وهادفاً، وأشكر كل من شجعني واهتم بصوتي وموهبتي

وعن انضمامها إلى "نوجين" الفرقة العريقة التي غنت للوطن والفلاحين وجمال مدينة "عفرين"، قالت: «انتسبت إلى فرقة "نوجين" عام 1989، وكانت بمنزلة مدرسة فنية بالنسبة لي، وشاركت معها بتسجيل ألبومين فضلاً عن مشاركتي معها في العديد من المناسبات الوطنية، مثل: عيد العمال، وعيد الجلاء، وعيد النوروز، وغيرها».

مع بعض فناني عفرين

كوّنت مع الفنان وعازف الطنبور "جمو سعيد" ثنائياً فنياً جميلاً، حيث يرافقها "جمو" كعازف متميز وملحن من الطراز الرفيع، وبهذا الخصوص، قالت: «ابتعدت عن نشاطي الفني لفترة بسبب بعض الظروف لست بصددها الآن، لكن زواجي من الفنان "جمو سعيد" كان منعطفاً في حياتي العامة والفنية وله دور كبير باستمراري اليوم في الساحة الفنية، إضافة إلى إصراري وحبي لمتابعة الفن، حيث استطعت تسجيل ألبومي الأول بعنوان: "ناريه" من ألحان "جمو سعيد"، وكلمات الشعراء "بريشان، كوندي، بافي بيوار"، كما قمت بتصوير أغنيتين (فيديو كليب) من الألبوم، فضلاً عن أغنية خاصة للأطفال بالتعاون مع الشاعر والفنان "بريشان" عام 2010، وكان لي الشرف بالمشاركة في العمل الفني الجماعي بعنوان: "تيريج عفرين" بأجزائه الثلاثة، وبعد عامين من التحضير والعمل الدؤوب مع الفنان الكبير الراحل "بافي صلاح" تم إنجاز العمل الملحمي "ممي آلان"؛ وهو عمل تراثي لقصة عشق تعود جذورها إلى التراث الكردي القديم».

اهتمت الفنانة "خناف سعيد" بالتراث الغنائي، بل تعدّه جانباً مهماً في حياة الفنان، ومن هذا الجانب قالت: «أغلب الفنانين الكرد استمدوا أعمالهم الفنية من التراث الغني بالملاحم والقصص والأساطير القديمة التي أعطت خصوصية للثقافة الكردية، وتم سرد هذه الملاحم بأسلوب غنائي بأصوات فنانين كبار، مثل: "محمد عارف جزرواي، شاكرو، باقي خدو، كاويس آغا، مريم خان، عيشاشان..."، لذلك أظن أن التركيز والتعمق في التراث وغناءه من أولويات الفنان، للحفاظ على هذا التراث الجميل وتطويره لتأخذ الثقافة الكردية مكانتها بين الثقافات المتنوعة».

مع إحدى الفرق الفلكلورية

تؤكد "سعيد" بأنه يجب على الفنان وخاصة الموسيقي ألا يكون مؤطراً بثقافته الأم فقط، بل عليه الانفتاح على الثقافات الأخرى، حيث قالت: «ومن ناحية أخرى -برأيي- من الضروري أن يكون الفنان منفتحاً على مختلف الثقافات، ومن هنا تأتي مشاركتي المستمرة في مهرجان "قوس قزح سورية" الذي يلقي الضوء على الثقافات السورية، وخاصة أن سوريتنا بلد غني بثقافاته، ولذلك أرى من الضروري أن يبقى هذا المهرجان، بل ويتطور ليعم كل المحافظات السورية؛ لأنه يبين الوجه الحضاري لهذا البلد الجميل».

وأخيراً، قالت: «أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع وأقدم فناً جاداً وهادفاً، وأشكر كل من شجعني واهتم بصوتي وموهبتي».

جمو سعيد

الفنان "جمو سعيد" قال: «استطاعت "خناف سعيد" أن تحجز لنفسها مكانة مميزة في الساحة الفنية الكردية في "سورية" وخارجها، لما تملك من صوت مخملي وعذب، وقد سعت دائماً إلى تطوير أدائها، واليوم تمتلك إمكانات وقدرات فنية عالية، طموحة على الرغم من الصعوبات والعراقيل، والأهم أنها تمتلك رؤية فنية مدعومة بثقافة إنسانية لتجسيد رسالتها، ولا ينقصها سوى المزيد من الدعم والتشجيع من قبل وسائل الإعلام وشركات الإنتاج».

"محمد درويش" من متابعي "خناف سعيد"، قال: «حضرت لها أكثر من حفلة بمجمع دمر الثقافي ودار الأوبرا، وعلى الرغم من حاجز اللغة، إلا أنني استمتعت بأغانيها وأدائها الجميل وإحساسها الرائع، هي فنانة سورية ذات صوت أكاديمي وأداء متميز».

يذكر أن "خناف سعيد" من مواليد "عفرين، حلب" عام 1974، كرّمت في العديد من المهرجانات، منها مهرجان "قوس قزح سورية" الثالث.