من المصاعب التي لحقت بالإعلاميين الحلبيين رؤية الجميل وسط الأنقاض والخراب، فالإعلامي "فؤاد أزمرلي" حاول أن يُظهر الحياة وسط الموت؛ بنقله صوت وصورة الفن في "حلب" طوال فترة الأزمة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الإعلامي "فؤاد أزمرلي" بتاريخ 2 آب 2017، فتحدث عن بداياته بالقول: «لم أتوقع يوماً أنني سأدخل مجال الإعلام والصحافة، حيث أنهيت المرحلة الجامعية، وحصلت على إجازة في الهندسة الإلكترونية، وأعمل في مجال الهندسة حتى الآن».

لم أتوقع يوماً أنني سأدخل مجال الإعلام والصحافة، حيث أنهيت المرحلة الجامعية، وحصلت على إجازة في الهندسة الإلكترونية، وأعمل في مجال الهندسة حتى الآن

بمصادفة غريبة دخل مجال الإعلام بعد سنوات طويلة من عمله كمهندس، حيث أضاف: «ذات يوم طُلِبَ مني تجهيز استوديو كامل في المركز الإذاعي والتلفزيوني في "حلب"، وبعد أن قمت بتصميم إلكترونيات المركز تم تعييني مدير مركز من عام 2004 إلى عام 2010. بعد سنة من عملي كمدير مركز بدأت أيضاً العمل كإعلامي معتمد من قبل التلفزيون السوري».

فؤاد أحمر

وعن الأعمال الإعلامية التي قدمها، أضاف: «قمتُ بتوثيق معالم "حلب" جميعها. ومن أهم الأفلام الوثائقية التي قمت بإعدادها: "حلب وأصفهان عاصمتا الثقافة الإسلامية". قدمتُ أيضاً برنامجاً بعنوان: "صباح الخير يا حلب"، الذي كان يعرض مرة في الأسبوع، ومؤخراً أقوم بتقديم النشاطات والفعاليات التي تقام في "حلب" ضمن برنامج "المراسلون"».

إلى جانب عمله كإعلامي يهتم "أزمرلي" بالشباب الذين يمتلكون الشغف ليصبحوا إعلاميين وصحافيين، وبهذا الخصوص يقول: «أشجع القوى الشبابية عامة والإعلامية خاصة، لأنني أؤمن بأن لدى الشباب إصراراً وحماسة للقيام بعمل يفيد المجتمع، كما أنني أتوّجه بنصيحة إلى جميع الشباب الذين يحبون الإعلام؛ أن يكونوا قريبين من المجتمع؛ فهو سرّ نجاح كل إعلامي متميز ومبدع».

قام بإطلاق (هاشتاغ): "بكرا أحلى" على صفحته الشخصية على "الفيسبوك" ناشراً من خلاله الأمل الموجود لدى الحلبيين في ظل الحرب والأزمات، حيث قال: «هاشتاغ "بكرا أحلى" ليس له أي علاقة بعملي الإعلامي، إنما هو مجرد تعبير عن الأحاسيس التي تنتابني حين أرى معاناة الشعب بسبب الحرب، وكيف يقومون بنفض غبارها بعد كل الذي يتعرضون له. وكما قلت سابقاً إن نجاح الإعلامي يأتي من علاقاته المتينة بالناس ومدى تحليه بالروح الاجتماعية».

إلى جانب عمله كإعلامي عرف بتشجيعه للمواهب سواء في الطرب أو المسرح أو الرسم. النجم الحلبي "فارس أحمر" كان ضيفه عدة مرات، حيث قال عنه: «قبل الحديث عن "فؤاد" كإعلامي لا بد من الحديث عنه كإنسان خلوق واجتماعي جداً؛ فهو أحد أهم المشجعين لأكمل مسيرتي الفنية في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها "حلب"، ليس أنا فقط، إنما كل المثقفين والفنانين يعرفون مدى احترامه للمواهب المحلية وتشجيعه لهم بكافة الوسائل، وأهمها الإعلام».