لعبت البيئة التي نشأ فيها الفنان "فادي حجازي" دوراً بتنمية الحسّ والذائقة الفنية لديه، تأثر بالمدرستين التعبيرية والانطباعية، وهو في بحث دائم عن سطوح لونية منسجمة تعبر عن موسيقا الحياة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 آذار 2017، مع التشكيلي "فادي حجازي"، الذي تحدث عن طفولته وعلاقتها بالفن، فقال: «ولدت في مرسم فنان تشكيلي، وكان هذا الأمر مهماً لتعلقي بهذا المجال وعشقه، فمنذ الطفولة كنت أرى أبي وهو يمزج الألوان، وكيف تتناغم عيناه مع أعماله الفنية، كان ذلك مشرباً للفن ودوراً مهماً لاهتمامي وتوجهي الفني. كانت أولى تجاربي الجدية بمركز الفنون للأطفال في "حلب" عام 1999، كما كان لوالدي دور كبير في اهتمامي بالفن؛ فقد بذل جهده ليكوّن شخصية الفنان بداخلي، وأذكر أن أول عمل بسيط قمت به حمل عنوان: "البراق"».

تجربته الخاصة فريدة من نوعها، بدأ العمل الفني قبل الدراسة الجامعية، وما زال مستمراً بمشروعه الفني التشكيلي، وصل إلى صيغة بصرية جميلة بطريقة تعاطيه للون، التعبيرية موجودة في أعماله، سطوحه جميلة، وعنده معالجة تشكيلية قوية

ويضيف عن رؤيته للّون وكيفية توظيفه بالعمل الفني: «اللون مادة لها تعبيرها الحسي، كل شيء في الوجود يحمل لوناً وله تعبير وحضور، فعندما نتمعن بهذه العلاقات اللونية نرى أهمية اللون ودلالاته التعبيرية والرمزية. إنني أرى اللون بحثاً عميقاً وجدياً له دلالات وإيحاءات لا متناهية، فاللون الأبيض في اللوحة مثلاً، يوحي أو يغري الفنان في التعبير وكأنها مرآته التي يعبر بها عن أحاسيسه ومضمونه، وهذه النصوص البصرية هي من مكنونات الفنان ومن صدق تعبيره.

إحدى لوحاته بعنوان صمت

علاقة الفنان باللوحة عميقة، فهو يتحكم بها كي يرى هذا العالم. وفي بحثي المتواصل بالعلاقات اللونية والعلاقات الوجودية، أبحث عن سطوح لونية منسجمة تعبر عن موسيقا الحياة، وعلاقات البشر بعضهم ببعض بصورة محسوسة ليس لها شكل ملموس، وإنما أعبر عنها بحسّ الحال؛ فالحب مجرد».

ويتابع: «في هذا الوقت أصبحت كل المدارس الفنية متداخلة ومترابطة، أتابع كل المدارس لأنها تحمل فكراً مميزاً وعالماً لا متناهياً من الإبداع، وهناك جديد في مدارس الفن لأن الوجود لا نهاية له، والإبداع ليس محدوداً. كان اهتمامي بالمدرسة التعبيرية والانطباعية وحسيتهما ورؤيتهما للوجود وبساطة الإحساس والتعبير الصادق».

من منحوتاته

ويضيف: «الفن هو رؤية الفنان للعالم بألوانه وعلاقاته بأحاسيسه وانفعالاته، والطبيعة هي أكبر ملهم للفنان، ومنها يستقي موضوعاته، الفن لا يعرف العمر ولا الاسم، واللوحة بقيمتها لا تحمل إلا جمال الحال إذا كانت تحمل قيمة فنية مهمة، ولا يهمّ إذا كانت لطفل صغير أو فنان مخضرم، المهم هو صدق الحال، وانسجام العمل».

ويقول عن العلاقة المتبادلة مع اللوحة: «أراها عندما أغمض عيني لأصدق أمام عملي، وأبوح له بكل ما يحمل صدري من تعابير وانفعالات، فاللوحة هي مرآتي، وأصدق علاقة هي علاقتي بها؛ لأنها نابعة عن أحاسيسي، فأراها تشبهني إلى أبعد حدّ، حتى وإن لم تستوفِ الشروط الفنية، وأعدّ لوحتي "داليا" أهم لوحة رسمتها في حياتي».

التشكيلي عقيل أحمد

أما عن أهم مشاركاته ومعارضه الفنية، فيقول: «شاركت بمعارض كثيرة، مثل: معرض مركز الفنون "حلب" 2005، ومعرض جماعي "البقاع الغربي" 2005، ومعرض جماعي "غاليري أيام دمشق" 2008، ومعرض المركز الثقافي "أبو رمانة" 2011، ومعرض كلية الفنون الجميلة "حلب" 2011، ومعرض "ربيع حلب" 2012، إضافة إلى ذلك أعدّ مشروعي الجديد الذي يحمل عنوان: "متيمة"، وهو من أهم مشاريعي المستقبلية».

عن تجربته في مجال النحت، يضيف: «تجربتي مع النحت بدأت عام 2005 في مركز الفنون إلى جانب الرسم والتصوير الزيتي، كان اهتماماً متعلقاً بالكتلة وتكوين التعبير مع الفراغ الحسي، وقد استفدت من هذه التجربة بإسقاطها على تجربتي في أعمالي الفنية، وتناول بحثي مفهوم البعد الثالث بمنطلق السطوح عن طريق الألوان والشكل».

عنه قال التشكيلي "صلاح الساس": «هو مثال حيّ وواضح عن الإخلاص للفن التشكيلي والتصوير، من تعامله مع تداعيات مخيلة سطح اللوحة، فلسطح لوحة كل فنان مخيلة خاصة بها قد يهملها الفنان بحثاً عن مكاسب ما، فتأبى إلا أن تظهر بقهرها وكبتها، هو فنان يخلص لهذه المخيلة ذات الإمكانيات الهائلة، لا يمكننا بسهولة رصد شعور واضح في لوحاته، لكننا نلمح ببساطة العنوان الرئيس لها وهو الحساسية تجاه اللون والأدوات والذاكرة؛ وهذا يعطي لوحاته طاقة خلاقة واضحة».

وقال التشكيلي "عقيل أحمد" عن "حجازي": «تجربته الخاصة فريدة من نوعها، بدأ العمل الفني قبل الدراسة الجامعية، وما زال مستمراً بمشروعه الفني التشكيلي، وصل إلى صيغة بصرية جميلة بطريقة تعاطيه للون، التعبيرية موجودة في أعماله، سطوحه جميلة، وعنده معالجة تشكيلية قوية».

يذكر أنّ التشكيلي "فادي حجازي" من مواليد "حلب" عام 1990، خريج "مركز الفنون الجميلة" عام 2005، وكلية "الفنون الجميلة والتطبيقية" بـ"حلب" عام 2011.