من خلال إصراره على النجاح وسعيه المستمر إلى تطوير تقنيات العلاج الحديثة لتوظيفها في معالجة المصابين، حصل الطالب السوري "عبد الله أبو بكر" على أول درجة ماجستير في تخصص العلاج الطبيعي لأمراض الجهاز العضلي الهيكلي من جامعة "الدمام"؛ ممثلة بكلية العلوم الطبية التطبيقية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 15 تموز 2016، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع الطالب "عبد الله أبو بكر"؛ ليحدثنا عن مسيرته الأكاديمية، وبدأ حديثه بالقول: «رحلتي الدراسية بدأت في "السعودية"، حيث حصلت على شهادة "البكالوريا" بدرجة تفوق، وبعدها التحقت بالمعهد التقاني الطبي بجامعة "حلب"، وحصلت على دبلوم في العلاج الفيزيائي عام 2004، هنا بدأت مسيرتي المهنية، فعملت في المستشفيات والفرق الرياضية أيضاً كفني علاج فيزيائي (طبيعي) لمدة ثلاث سنوات، وخلال عملي بدأت تراودني رغبة كبيرة وعارمة في إتمام دراستي للحصول على شهادة البكالوريوس لتحسين مهاراتي العلاجية وتقديمها في علاج المصابين والمرضى، إضافة إلى تقديم خدمات طبية علاجية مبنية على البراهين والدراسات الطبية العلمية، ولتحقيق رغبتي التحقت ببرنامج بكالوريس العلاج الطبيعي والتأهيل الطبي في المستشفيات الخاصة، في كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة العلوم والتكنولوجيا "إربد" في "الأردن" عام 2007، وتخرجت عام 2010 بتقدير ممتاز، وحصلت على المرتبة الثانية من أصل 91 طالباً في الدفعة».

قمت بإعطاء العديد من المحاضرات، وتدريب الممرضين واختصاصيي العلاج الطبيعي بعلاجات الحالات الحرجة في العناية المركزة وتطبيق تقنيات العلاج التنفسي عليهم، كما كنت مساعداً لمحاضرين متميزين لتأهيل العاملين بتخصص العلاج الطبيعي في تقنيات عديدة لعلاج آلام المفاصل. أسعى في الوقت الحالي إلى القبول في برنامج الدكتوراه الإكلينيكية في العلاج الطبيعي للمتابعة، والحصول على الدكتوراه

يتابع: «تابعت مسيرتي العملية، وبقيت لدي رغبة في زيادة العلم وتعميق الخبرات العملية وتحسين الخبرات العلاجية؛ إلى أن استحدثت جامعة "الدمام" برنامج ماجستير العلوم في تخصص العلاج الطبيعي لأمراض الجهاز العضلي الهيكلي، وكنت من أوائل الطلبة المسجلين فيه، وبعد إجراء المقابلة تم قبولي بالبرنامج كأول طالب غير سعودي في هذا التخصص، ومع مطلع العام الدراسي 2013 بدأت برنامج الماجستير المكون من سنتين دراسيتين؛ الأولى تركز على مواد دراسية متقدمة ومتخصصة تناقش محاور العلاج الطبيعي المتقدم، وكيفية التشخيص المفارق لمعظم المشكلات العضلية والعظمية والعصبية المصاحبة لمفاصل الجسم كافة، إضافة إلى التدريب العملي بإشراف أساتذة متخصصين ومرموقين من داخل وخارج المملكة، وأيضاً ممارسة مهنية وتدريبية ما يقارب العشرة أسابيع للتدريب في المستشفيات التخصصية الموجودة في "السعودية"».

وعن فكرة رسالة الماجستير، يقول: «خلال عملي قبل التقدم للماجستير كنت قد التحقت بالعديد من الدورات المتخصصة في علم الشرائط الطبية اللاصقة المستخدمة في علاج الإصابات العضلية؛ كآلام الظهر والرقبة والمفاصل المتعددة في جسم الإنسان، وتمتد استعمالاتها على منع الإصابات الرياضية في الملاعب، ومثلها كمثل أي طريقة طبية جديدة تحتاج إلى الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية لمعرفة مدى نجاح استخدامها لتأخير الجهد العضلي، طرحت الفكرة على الدكتور "قاسم بن إبراهيم المعيدي"؛ وهو من رموز مهنة العلاج الطبيعي والمهتمين بالطب الرياضي وطرائق الوقاية والتخفيف من الإصابات الرياضية خلال المواسم والفعاليات الرياضية؛ فلاقت استحسانه وقبوله، وبدأنا وضع استراتيجية الشروع في البحث والطريقة المتبعة في إجرائه، مع بداية السنة الثانية للماجستير بدأ العمل الدؤوب في تجميع المشاركين المتطوعين (العينة المطلوبة من المشاركين)، وعمل الطريقة العلاجية المرادة لهم وإنجازها في المعامل الخاصة للأبحاث في جامعة "الدمام"، تلتها مرحلة التحليلات الإحصائية لمعرفة النتائج التي حققها استخدام الشرائط الطبية اللاصقة، في تأخير الجهد العضلي وزيادة القدرة العضلية أثناء أي مجهود عملي، ومناقشتها مع المشرف، ثم مرحلة كتابة الرسالة والانتهاء من تصحيحها لغوياً وعرضها على العديد من أساتذة العلاج الطبيعي قبل تسليمها للجنة المنوطة بمناقشتها، نوقشت الرسالة بتاريخ 21-1-2016، ومنحت درجة الماجستير في العلوم كأول طالب يحصل على هذه الدرجة من جامعة "الدمام"».

ويضيف: «قمت بإعطاء العديد من المحاضرات، وتدريب الممرضين واختصاصيي العلاج الطبيعي بعلاجات الحالات الحرجة في العناية المركزة وتطبيق تقنيات العلاج التنفسي عليهم، كما كنت مساعداً لمحاضرين متميزين لتأهيل العاملين بتخصص العلاج الطبيعي في تقنيات عديدة لعلاج آلام المفاصل.

أسعى في الوقت الحالي إلى القبول في برنامج الدكتوراه الإكلينيكية في العلاج الطبيعي للمتابعة، والحصول على الدكتوراه».

الدكتور "قاسم المعيدي" رئيس الاتحاد السعودي للطب الرياضي، ورئيس قسم العلاج الطبيعي بجامعة "الدمام" المشرف على المشروع، أبدى رأيه وإعجابه بالطالب "عبد الله أبو بكر" بالقول: «يعدّ من الطلبة المتميزين، فهو أول طالب يحصل على درجة الماجستير في تخصص الجهاز العضلي الهيكلي من جامعة "الدمام"، كنت سعيداً وفخوراً بجديته وحرصه الشديد على إكمال دراسته التي تهدف إلى دراسة تأثير اللاصق الطبي في العضلات وتحمل الإنسان في الوقت المحدد من دون أي تأخير، وبتميز كبير جداً، وتكمن أهمية الدراسة بالنتائج المهمة جداً التي توصلت إليها؛ فقد بينت الأثر الإيجابي للاصق الطبي بتحمل العضلات للجهد، وبالتالي التقليل من تعرض اللاعب للإجهاد والإصابة، إن هذه النتائج تعدّ إضافة علمية بالغة في الأهمية لهذه الوسيلة الطبية الحديثة التي يثار حول أهميتها العديد من التساؤلات، وسيتم نشر البحث قريباً في المجلات الطبية المتخصصة العالمية لكي يسهل الاطلاع على النتائج، ودعم هذه الطريقة العلاجية الحديثة».

أما الأستاذ "علي اليامي" زميل "أبو بكر" في جامعة "الدمام"، فحدثنا عن طموح النجاح والإنجاز العلمي الذي تحلى به زميله، ويقول: «تعرفت إلى زميلي وصديقي "عبد الله" في عام 2011، وقابلته المرة الثانية عام 2014 أثناء قيامه بتجميع العينات الخاصة بالبحث، وهو نعم الأخ والصديق والمعلم الناصح والمخلص في عمله، وتجلى إخلاصه بوضوح خلال وجودنا في معمل جامعة "الدمام" عند قيامه بفحص المشاركين في البحث من ناحية الحرص على سلامة إجراءات البحث والمشاركين، والمثابرة في إنهاء عدد كبير يومياً مع الحفاظ على جودة العمل، حيث بلغ عدد المفحوصين نحو 15 مشاركاً في يوم واحد فقط من مجموع 70 مشاركاً لإجمالي الدراسة؛ وهو ما جعله يتفوق ويقدم أطروحته المفيدة للوسط البحثي والعلمي والمعتمدة كأول رسالة ماجستير، ويسبق الدفعات التي سبقته في الدخول إلى الجامعة، تجلى طموحه وكفاحه بتكفل جميع الأعباء والتكاليف الدراسية، حيث اضطر لترك عمله وعائلته ليسكن السنة الأولى في "الدمام"، أما السنة الثانية، فكان مرابطاً في معمل الجامعة لإجراء الفحوصات وكتابة الرسالة بالتوازي للانتهاء بمدة قياسية جداً، وكان يزور أهله في "الطائف" كل مدة عن طريق السفر براً، متكبداً عناء السفر، فهو بين طموح النجاح والإنجاز العلمي وتحدي المسؤولية التي فرضت عليه للاطمئنان والحفاظ على أسرته».

يذكر أن الطالب "عبد الله أبو بكر" ابن مدينة "حلب"، من مواليد عام 1984.