تجربة طفولية موسيقية رائدة للطفل "شكري نجار" ابن الأربعة عشر ربيعاً تدهش المستمع لعزفه المتميز على آلة "التمبور" بحرفية ومهارة الكبار؛ على الرغم من أنه فقد نعمة الرؤية منذ طفولته المبكرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الطفل "شكري نجار" بتاريخ 4 أيلول 2015، فقال: «أنا من مواليد عام 2001 في قرية "عين دارا - عفرين"، درست حتى الصف الثالث الابتدائي قبل مغادرة المدرسة بعد أن فقدت بصري، أحببت الموسيقا كثيراً وحلمت بتعلم العزف على "التمبور"، ولتعويض تركي الدراسة قررت متابعة الموسيقا من خلال تعلم العزف وبأسلوب علمي من دون الاكتفاء بالعزف السماعي الذي تعلمته قبل دراستي، فاخترت الأستاذة "دلشان قره جول" التي تعلمت على يديها الكثير، ثم في "دار ساز" للموسيقا.

كانت حياة ابني "شكري" تسير طبيعية حتى بلغ التاسعة من العمر عندما أصيبت إحدى عينيه في المدرسة أثناء لعبه مع رفاقه، وبعد مدة زمنية فقد الرؤية نهائياً، وبعد انقطاعه عن الدراسة ظهرت لديه ميول نحو الموسيقا والعزف وخاصة على آلة "التمبور"؛ الآلة الموسيقية الأكثر انتشاراً في مجتمعنا المحيط، في البداية كان عزفه بسيطاً وعادياً، ثم بدأ يتطور يوماً بعد يوم وقررنا تشجيعه في المنزل ومساعدته ليصبح عزفه أكاديمياً وعلمياً وليس عزفاً سماعياً فحسب، وليكتسب الخبرة اللازمة ليكمل مسيرته الفنية ويتحرر من موضوع الخجل خلال مشاركته مع زملائه في الأمسيات والحفلات

خلال هذه المدة حققت تقدماً كبيراً في مجال العزف وبطريقة علمية وأكاديمية من خلال تعلم العلامات الموسيقية والعزف بموجبها، ثم كانت المشاركة في الأمسيات الموسيقية في المنطقة إلى جانب زملائي الأطفال في "دار ساز" الذي يضم عشرات الدارسين من الشباب والأطفال، ومن هذه الأمسيات تلك التي أقامها الدار في مدينة "عفرين" بتاريخ 4 أيلول 2015، وقد حصلت في نهايتها على شهادة تقدير وشكر.

الطفل شكري نجار مع والدته

إن هذا التكريم منحني المزيد من الثقة بنفسي وسيكون حافزاً لي لتطوير موهبتي مستقبلاً، وأشعرني بأن الإبداع في متناول جميع الناس؛ لكن يجب توافر الإرادة والصبر والمثابرة لدى الشخص».

أما والدته "سوزان نجار" فقالت: «كانت حياة ابني "شكري" تسير طبيعية حتى بلغ التاسعة من العمر عندما أصيبت إحدى عينيه في المدرسة أثناء لعبه مع رفاقه، وبعد مدة زمنية فقد الرؤية نهائياً، وبعد انقطاعه عن الدراسة ظهرت لديه ميول نحو الموسيقا والعزف وخاصة على آلة "التمبور"؛ الآلة الموسيقية الأكثر انتشاراً في مجتمعنا المحيط، في البداية كان عزفه بسيطاً وعادياً، ثم بدأ يتطور يوماً بعد يوم وقررنا تشجيعه في المنزل ومساعدته ليصبح عزفه أكاديمياً وعلمياً وليس عزفاً سماعياً فحسب، وليكتسب الخبرة اللازمة ليكمل مسيرته الفنية ويتحرر من موضوع الخجل خلال مشاركته مع زملائه في الأمسيات والحفلات».

أستاذه حسن حموتو

وحول تجربة الطفل "شكري" ومميزاتها تحدث إلينا الموسيقي "حسن حموتو" وهو مدير "دار ساز" للموسيقا بالقول: «"شكري نجار" طفل مثابر ومجتهد ومبدع بكل معنى الكلمة؛ فقد استطاع خلال سنوات قليلة لا تتجاوز الخمس التحول من شخص لا يعرف العزف إلى عازف أكاديمي على الرغم من فقده حاسة الرؤية الضرورية جداً لدراسة الموسيقا، لكن بإرادته الصلبة وتصميمه استطاع التغلب على هذه العقبة؛ حيث أصبح يتعلمها بأذنه وروحه وأحاسيسه فحقق الكثير مما طمح إليه؛ ليصبح خلال مدة قياسية من أمهر العازفين بين زملائه في الدار.

وبالنسبة لي فقد كان تعليمه متعباً وشاقاً، لكن إصراري على مساعدته ليحقق طموحاته سهّل علي المهمة كثيراً، فصرت أدرّسه بطريقة مختلفة عن باقي الطلاب؛ حيث كنت أقرأ له العلامات الموسيقية بينما هو يستمع بإصغاء لأن دماغه بات كورقة النوتة بالنسبة إليه، كما رحت أعلمه طريقة عزف العلامات الموسيقية وتوزيعها على الآلة حتى تعلمها وأتقنها».

تكريمه من قبل دار ساز الموسيقي