كثير من الرياضيين تسرقهم الغربة بدافع تأمين الأمور الحياتية، "عماد حداد" لاعب سابق بنادي "الاتحاد" على الرغم من غربته الطويلة إلا أنه على تواصل دائم مع عشقه الرياضي نادي "الاتحاد".

يعرفنا "عماد حداد" على تاريخه الرياضي بالقول: «لابد لي أن أعترف بأنني لم أعط الرياضة حقها كلاعب ولا أعتبر عشقي لنادي "الاتحاد" من هذه البوابة أصلاً وربما يعود السبب في ذلك لوالدي "عبد المجيد حداد" رحمه الله حيث كان لا يفضل وجودي بين لاعبي فئة الناشئين وهو إداري الفريق آنذاك مع المدرب "بكري سنو" منعاً لأي تأويل رغم أني أفتخر بأنني دافعتُ عن القميص الأهلاوي يوماً ما، ولذلك تدربت بضعة أشهر فقط بإشراف الكابتن "خلدون ختام " بعام 1984 في قواعد نادي "الاتحاد".

رغم تواجد الكابتن "عماد حداد" في المغترب إلا أنه يأبى إلا أن يتابع أخبار نادي "الاتحاد" شخصياً عبر تصفحه لمعظم المواقع الإلكترونية الرياضية التي تخص النادي بشكل يومي حتى إنه يكون على اتصال مباشر معي ومع بعض الأصدقاء لمعرفة مستجدات ناديه وهو من بين الكثيرين الذين عاشوا على عشق "الأهلي" وهاموا به

وبعدها التزمت عشقي لنادي "الاتحاد" من على المدرجات كمشجع واقتصرت ممارستي لكرة القدم على المدارس والأحياء الشعبية للدورات المصغرة (الخماسيات) كانت تقام في حي "صلاح الدين" بفريق اسمه "المجد" وكان يشرف عليه والدي "عبد المجيد حداد"، وفي الفترة التحضيرية لموسم 1987 – 1988 التحقت مباشرةً بفريق الشباب بنادي "الاتحاد" ويعود الفضل لله ومن ثم للمدربين "ياسين طراب" ومساعده "جمال هدله" وتم انتقائي بعد أن أثبتُ نفسي ووضعتُ اسمي بين اللاعبين الذين شاركوا بالدوري موسم 1987 – 1988، شاركت بأول لقاء لي على المستوى الشخصي في خامس مباراة من عمر الدوري وفزنا على شباب نادي "الفتوة" في "حلب" بنتيجة كبيرة 5 – 0، علماً أن الفريق كان يضم خيرة لاعبي "سورية"، وأحرزنا بطولة الدوري للناشئين 3 سنوات متتالية وحوالي 6 لاعبين "محمد العبد الله، ياسر السباعي، أحمد رابعة، هيثم نجار، عدنان خليفة، جودت العقلة" كانوا في عداد منتخب ناشئي "سورية" تحت إشراف المدرب "محمد ختام" وكما كان هناك الكثير من النجوم الذين أعطوا للكرة "الاتحادية" و"السورية" أمثال "خالد الحلو، أنس صابوني، محمد علي حموي، حسان دبش، هشام بني، محمد طاووس، محمد ديب سواس، عبد الهادي طعمة، حافظ مصري، زكريا داندي، والمرحوم زاهر مزيك"، والجدير ذكره أنه بتلك الأيام كان هناك دائماً تخمة في المواهب والنجوم بدءاً من القواعد وانتهاءً بفريق الرجال حيث لا يتأثر أي فريق مهما كان هناك نقص ولأي سببٍ كان وبالتأكيد كل من عايش تلك الفترة يعرف ذلك وكان مثلي الأعلى من اللاعبين "جهاد أشرفي" والذي أكن له كل المحبة والاحترام».

عماد حداد بمباراة الاتحاد الحرية عام 1988

يتابع "حداد" حديثة عن مشواره الرياضي: «في موسم 1988 – 1989 انتقلت لفريق الرجال بنادي "الاتحاد"حيث تم ترفيع اللاعبين من مواليد عام 1968 لفريق الرجال الذي كان يدربه "جمال هدله" الذي عمل بتفان وكان يساعده الكابتن "أحمد عاصي" وطُعم الفريق ببعض النجوم الصاعدين أمثال الحراس "بكري كنيفاتي، طلال أنيس ومصطفى جبقجي" واللاعبين "مجد حجار، عمار غزال، أحمد شبابات، بكري حموي، علاء الشوا، محمد شحرور"حيثوا كانوا سنداً قوياً للفريق الذي كان متخم باللاعبين ورغم ذهاب أفضل اللاعبين في أواخر الدوري لمنتخب الشباب كالحارس "محمد العبد الله" و"ياسر السباعي"، ورغم قوة المنافس إلا أننا استطعنا التفوق على منافسنا فريق "الكرامة" في مدينة "حمص" بنتيجة 2 – 1 وأحرزنا البطولة عن جدارة ولا أنسى أنه تعاقب على الفريق مدربون في مرحلة الذهاب كان "جمال هدله" وفي الإياب "فاتح ذكي" وكان مساعده المرحوم "زاهر مزيك" حيث وافته المنية إثر حادث أليم تعرضت له الحافلة التي أقلّت فريقنا حين العودة من "دمشق" بعد ملاقاة فريق شباب "الشرطة" المركزي في الموسم الذي يليه وتكريماً له سُميت أول دورة رمضانية في نادي "الاتحاد" باسمه، وبعدها تمرنتُ بفريق الرجال المملوء بالنجوم آنذاك على يد المرحوم "زكي ناطور" لفترة بسيطة لا تتجاوز الشهر وأكملت بعدها دراستي في الدبلوم التخصصي بالتربية الرياضية وهجرتُ الرياضة كلاعب واتجهتُ للمغترب كي أجد مستقبل أفضل».

عن حياته في المغترب تحدث "حداد" قائلاً: «سافرت للمملكة العربية "السعودية" حيث عملت مديرا ومدرباً في نادي "البودي ماسترز" المختص باللياقة البدنية وتخفيف الوزن لمدة خمس سنوات، وبعدها هجرت الرياضة وانتقلت للأعمال التجارية وعملت مندوب مبيعات، وبعد ذلك أصبحت مدير مبيعات وفي النهاية وبتوفيق وفضل من الله أصبحت مختصاً في مجال تصنيع مطابخ الألمنيوم والأجهزة الكهربائية، وعلى الرغم من غربتي الطويلة التي امتدت لأكثر من 20 عاماً إلا أنني على تواصل مع إخوتي وأصدقائي في نادي "الاتحاد" ومطّلع على أخبار النادي أول بأول من خلال زيارتي للمواقع الإلكترونية والاتصالات الهاتفية، فأنا أشعر بأن نادي "الاتحاد" هو بيتي الثاني الذي أتمنى له كل الخير ولا أنسى تلك الأيام التي رافقت بها الفريق الاتحادي لدولة "الكويت" في المباراة النهائية لكأس الاتحاد الآسيوي حينها كانت الفرحة كبيرة لكل "سورية" بإنجاز لا مثيل له بالحصول على الكأس بجهود كل محبي النادي».

شباب الاتحاد عام 88/ عماد حداد بجانب جمال هدلة من الزاوية العليا اليمنى

"مجد حجار" لاعب سابق ومدرب حالي بنادي "الاتحاد" حدثنا عن "عماد حداد" قائلاً: «كان "عماد حداد" بنادي "الاتحاد" في زمن كثرت فيه المواهب "السورية" بكرة القدم، وكان لاعباً ملتزماً وأخلاقياً جداً استمر عدة سنوات بالملاعب وعندما ترفع لفريق الرجال بنادي "الاتحاد" قرر السفر للمملكة "السعودية" ليطّور من وضعه، وهو كمعظم اللاعبين المميزين الذين لم تحالفهم الفرصة ليتابعوا بممارسة كرة القدم، وأوجه له كل التحية على متابعته الدائمة لناديه "الاتحاد"».

"جمال هدله" لاعب ومدرب سابق بنادي "الاتحاد" تكلم عن ذكرياته مع "عماد حداد": «المعروف أن أبناء المرحوم "عبد المجيد حداد" قد خدموا نادي "الاتحاد" فكان المهندس "علي حداد" عضو مجلس إدارة وقبله "عماد حداد" لاعباً بالنادي فكان مهذباً يحترم مدربه وصاحب إمكانيات جيدة بأرض الملعب، وشغل مركز الظهير الأيمن والأيسر، وأتذكر أنه بموسم 1988 – 1989 تعرضتُ لضغوط لكيلا يلعب "عماد حداد" بإحدى المباريات إلا أنني لم أستجب لها لأنني كنتُ واثقاً بقدراته، بالعموم "عماد" شخص مخلص لناديه وأعلم أنه يسافر ليتابعه بمعظم المباريات التي تكون بدول الخليج العربي».

عماد حداد بمباراة الاتحاد و منتخب حلب 1990

بدوره "سامر حريري" إداري موقع "قلعة الأهلي" تحدث عن تواصل "عماد حداد" الدائم لمتابعة أخبار نادي "الاتحاد" وقال: «رغم تواجد الكابتن "عماد حداد" في المغترب إلا أنه يأبى إلا أن يتابع أخبار نادي "الاتحاد" شخصياً عبر تصفحه لمعظم المواقع الإلكترونية الرياضية التي تخص النادي بشكل يومي حتى إنه يكون على اتصال مباشر معي ومع بعض الأصدقاء لمعرفة مستجدات ناديه وهو من بين الكثيرين الذين عاشوا على عشق "الأهلي" وهاموا به».