"الحديقة العامة" في "حلب" هي أشهر حديقة في المدينة ومن أبرز معالمها الحضارية والبيئية حيث تحتوي على مساحات خضراء واسعة إضافة إلى نوافير مياه ومناطق مخصصة للعب الأطفال والعديد من التماثيل الفنية التي أبدعها فنانون سوريون.

بتاريخ 5/6/2011 قام موقع eAleppo بجولةٍ في الحديقة التقى خلالها عددا من زوارها الذين تحدثوا حول أهمية هذه الحديقة لدى الحلبيين وحضورها في حياتهم الاجتماعية والصحية، والبداية كانت مع السيد "محمد إبراهيم حمو" من حي "الشيخ مقصود" الذي قال: «تكمن أهمية "الحديقة العامة" في حياة الحلبيين في أنها المكان الأمثل الذي يحتضنهم وتفتح صدرها لهم وخاصة خلال فصل الصيف حيث الجو الحار الذي لا يُطاق في "حلب"، فمنذ ساعات العصر والمساء تأتي الحدائق أفواج من الأسر الحلبية ومن مختلف الأحياء والحارات بحثاً عن البرودة المنعشة والهدوء والابتعاد عن ضوضاء المدينة وصخبها.

"الحديقة العامة" بحلب هي من أجمل وأكبر الحدائق التي عرفتها وهي بذلك تؤمن لسكان المدينة مكاناً جميلاً ومناسباً لقضاء أجمل الأوقات وأمتعها بين هذه المساحات الواسعة من المروج الخضراء. أكثر ما يلفت النظر في الحديقة هو هؤلاء الأطفال الذين يقضون وقتاً رائعاً في السباحة في "نهر قويق" القادم من "بحيرة الأسد"– "نهر الفرات" ليضفي على حياة الناس وخاصة الأطفال المتعة والألفة والمحبة

في الحديقة الرطوبة والبرودة متوافرة بشكل دائم ولذلك فإنها تكون خلال فصل الصيف المكان الأفضل لقضاء أجمل السهرات والتي تستمر حتى ساعات الفجر الأولى تتخللها الرقصات والغناء والفرح».

محمد إبراهيم حمو

"شكري جمعة" من "حي المشهد" قال: «أنا سائق تكسي عمومي في مدينة "حلب" وتزعجني كثيراً مشكلة التلوث البيئي الذي تحدثه السيارات في المدينة، إضافةً إلى أنّ قيادة السيارة لمدة لا تقل عن 12 ساعة في فصل الصيف أمر متعبا جداً، ولذلك فقد تعودت منذ سنوات أن أرافق أسرتي يومياً في فترة المساء في الذهاب إلى إحدى حدائق المدينة لاستنشاق الهواء النظيف والاستمتاع بالجو المنعش و"الحديقة العامة" هي أول وأشهر هذه الحدائق.

"الحديقة العامة" هي أكبر متنفس طبيعي لسكان "حلب" حيث يؤمه يومياً الآلاف هرباً من الجو الحار ومن التلوث المروري، كما يأتيه كل يوم العشرات من الموظفين وذلك لقضاء وقت ممتع بين الأشجار والنباتات والأزهار المتنوعة والحصول على الراحة النفسية والجسدية بعد ضغط يوم في العمل الوظيفي».

إدريس خليل

"جنكين مصطفى" عسكري، تحدث حول أهمية الحديقة بالقول: «"الحديقة العامة" هي استراحة مثالية للمسافرين ولزوار مدينة "حلب" ففيها يتواعد المسافرون قبيل السفر إلى باقي المدن وخاصة العسكريين وفيها أيضاً يأخذ زوار المدينة قسطاً من الراحة وتناول وجبات سريعة قبل استئناف الأعمال التي جاؤوا من أجلها.

في الحديقة يرى الزائر كل ما تشتهيه نفسه فمن جهة المروج والأشجار والأزهار تسر النظر ومن جهة أخرى فإنّ زقزقة آلاف العصافير تطرب الآذان، وبين هذا وذاك تنتشر في أرجاء الحديقة عشرات التماثيل الفنية التي أبدعها فنانون سوريون ليضفوا بذلك المزيد من الشاعرية والانتعاش والرومانسية على جو الحديقة من أهمها تمثال "أبو فراس الحمداني"».

جانب من الحديقة -تمثال أبو فراس الحمداني

السيد "إدريس خليل" من حي "الأشرفية" قال: «للحديقة وظيفة اجتماعية مهمة في حياة الناس في مدينة "حلب" فهي ملتقى الأحباب والأصدقاء وبالتالي تساهم في تعزيز أواصر الصداقة والمحبة بين الناس، فعلى ضفاف "نهر قويق" الذي يعبرها من الشمال إلى الجنوب وفي ظلال الأشجار المتنوعة يجتمع الأحباء في جو اجتماعي جميل ورائع ليتبادلوا مختلف الأحاديث والأخبار والقصص.

هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإنّ الحديقة هي أنسب مكان لممارسة الرياضات الصباحية من قبل الناس وخاصة النساء فمنذ الصباح الباكر تمتلئ شوارعه وساحاته بالعشرات من الرجال والنساء وهم يمارسون رياضة المشي الصباحي ليحافظوا بذلك على صحتهم ورشاقتهم ويفتتحوا نهارهم بكل همة ونشاط».

وأخيراً قال "عبدو أحمد" من مدينة "عفرين": «"الحديقة العامة" بحلب هي من أجمل وأكبر الحدائق التي عرفتها وهي بذلك تؤمن لسكان المدينة مكاناً جميلاً ومناسباً لقضاء أجمل الأوقات وأمتعها بين هذه المساحات الواسعة من المروج الخضراء.

أكثر ما يلفت النظر في الحديقة هو هؤلاء الأطفال الذين يقضون وقتاً رائعاً في السباحة في "نهر قويق" القادم من "بحيرة الأسد"– "نهر الفرات" ليضفي على حياة الناس وخاصة الأطفال المتعة والألفة والمحبة».

يُذكر أنّ مساحة "الحديقة العامة" بحلب تبلغ حوالي 17 هكتاراً وتقع بين حيّي "العزيزية" و"الجميلية" وفي الجهة الشمالية لساحة "سعد الله الجابري" وذلك داخل مناطق سكنية وتجارية وتُستعمل كمنطقة عبور بين عدة أحياء.