تعتبر "موسوعة حلب المقارنة" للعلامة "خير الدين الأسدي" واحدة من أهم المراجع فيما يتعلق بالمجتمع الحلبي؛ ولكيلا تبقى هذه الموسوعة محصورة بيد فئة قليلة بسبب ندرة عدد النسخ الصادرة عنها، قررت جمعية العاديات إصدار نسخة الكترونية عنها حيث قامت مساء يوم الثلاثاء 13/4/2010 بإطلاق النسخة "الالكترونية" منها ضمن مديرية الثقافة في مدينة "حلب".

وتأتي أهمية إطلاق النسخة الرقمية من هذه الموسوعة كما يقول الأستاذ "تميم قاسمو" أمين سر جمعية "العاديات"، ورئيس اللجنتين "الثقافية" و"التراث اللامادي" فيها من كونها تسهل عملية إجراء الأبحاث والحصول على المعلومات ضمن الموسوعة حيث يتابع قائلا:

تعتبر هذه الموسوعة بمثابة تلخيص لكل ما يتعلق بالتراث اللامادي الذي تشتهر به مدينة حلب. ومن ناحية أخرى فإن عملية تحويل هذه الموسوعة من صيغة ورقية إلى أخرى رقمية هي عملية تسهل علمية البحث والأرشفة وتحافظ في نفس الوقت إلى تراثنا الحلبي

«كثيرا ما تحدث الباحثون والكتاب عن أهمية "موسوعة حلب" المقارنة للعلامة الكبير "خير الدين الأسدي"؛ تتألف هذه الموسوعة من سبعة أجزاء من القطع الكبير فيها ما يزيد على /3500/ صفحة. إلا أن من الصعوبات التي كانت تواجه الباحثين وقتها هي صعوبة القيام ببحث يتعلق بمظاهر الحياة في مدينة "حلب" ضمنها. على سبيل المثال، مثلا إذا أردنا البحث عن "هناهين الأطفال" /أي ما كان يقال للأطفال لكي يناموا من قبل الأمهات/ كان علينا فتح آخر كل فصل في كل جزء من الأجزاء السبعة، والنظر إلى فهرسه لرؤية الصفحة التي يذكر فيها هذا الموضوع، أما الآن فيكفي وضع القرص المدمج الذي تتواجد عليه الموسوعة، والبحث عن المفردة كما هو الحال في موقع Google ليأتيك كل ما يتعلق بالموضوع. هذه الطريقة تؤدي إلى أن يتم مراجعة الكتاب في دقائق والتوصل إلى كل المعلومات التي تهم الباحث. أما العامل المهم الآخر فهو إمكانية إرسال هذه الموسوعة إلى كل مراكز الأبحاث في العالم وبالتالي سوف تزيد الأبحاث المتعلقة بالتراث غير المادي لمدينة "حلب" بشكل كبير لأنه أصبح ميسرا للباحثين الحصول على المعلومات وبشكل سهل وهذا الأمر كان أكثر مما يحلم به "الأسدي" في الواقع».

وبعد أن تحدثنا عن فائدة الموسوعة، يحدثنا الأستاذ "تميم" عن فكرة تحويلها إلى صيغة رقمية حيث يقول:

«باشرنا العمل في هذه الفكرة منذ ما يقارب الثلاث سنوات وذلك ضمن لجنة "التراث اللامادي" في الجمعية حيث قام الدكتور "أديب الشعار" رئيس لجنة المعلوماتية في الجمعية بالتصدي لهذا الموضوع. قمنا بعملية تنضيد لكل صفحات الموسوعة التي تصل إلى /3500/ صفحة مع وضع نفس علامات التشكيل التي كان يستخدمها "الأسدي" والتي تجعل من يقرأ الكلمة ـ حتى ولو لم يكن حلبي الأصل ـ يلفظها بنفس الشكل الذي يلفظها به ابن مدينة "حلب". هذه العملية ستفيد حتى علماء الصوتيات واللغويات ومختصي وعلم "الأناسة" /العلم الذي يهتم بتفكير الناس واهتماماتهم ضمن مجتمع ما/ وغيرهم الكثير».

ويختم السيد "تميم" بالقول بأنه سيتم توفير الموسوعة للجميع بسعر رمزي للغاية، كما سيتم وضع نسخة منها على موقع جمعية العاديات ليصار إلى تحميلها بشكل فوري ومجاني من قبل جميع الناس.

أما الدكتور "محمد قجة" رئيس جمعية "العاديات" فيقول بأنه لم تحظ أي مدينة بعمل كالعمل الذي حظيت به مدينة "حلب " عن طريق إعداد هذه الموسوعة حيث يلخص لنا فائدتها بالقول:

«تعتبر هذه الموسوعة بمثابة تلخيص لكل ما يتعلق بالتراث اللامادي الذي تشتهر به مدينة حلب. ومن ناحية أخرى فإن عملية تحويل هذه الموسوعة من صيغة ورقية إلى أخرى رقمية هي عملية تسهل علمية البحث والأرشفة وتحافظ في نفس الوقت إلى تراثنا الحلبي».

وقد قدمت النسخة الالكترونية كما يقول الدكتور "أحمد أديب الشعار" رئيس اللجنة المعلوماتية في جمعية "العاديات" الكثير من الميزات والفوائد منها سهولة الوصول إلى المعلومة وإجراء الدراسات الإحصائية وغير ذلك الكثير ويتابع بالقول:

«ما يميز هذه النسخة الرقمية عن عمليات "الرقمنة" الأخرى التي تتم للمخطوطات والأبحاث، هو أننا قمنا بعملية إعادة إدخالها يدويا بشكل كامل ولم نقم بعملية مسح ضوئي لها بشكل صورة. هذه العملية أدت إلى إمكانية البحث عن أي كلمة أو مفردة فيها وبشكل سريع وسهل. هذه الأمر سيقدم خدمة كبيرة لكل المهتمين بالتاريخ الحلبي حيث سيوفر لهم عناء البحث ضمن الفهارس الخاصة بالموسوعة».

ويختم بالقول بأن الجمعية ستقوم بعدد من الخطوات المستقبلية اللاحقة فيما يتعلق بالموسوعة "الالكترونية" منها إصدار نسخ مستقبلية منقحة نتيجة لآراء من سيطلع عليها من الباحثين والمختصين إضافة إلى إمكانية العمل على مشروع إضافة أجزاء أخرى إليها من قبل الباحثين مع وضع إشارة تفيد إلى اسم الباحث الذي قام بالإضافة.

أدت عملية إطلاق النسخة الالكترونية من الموسوعة إلى توافرها بشكل أكبر لدى كل المهتمين بالثقافة الحلبية من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ عليها بطريقة تجعلها في متناول كل من يرغب في أي زمان ومكان.