السنجق مادة غذائية لذيذة يتم تصنيعها من قبل الريفيين في مناطق مختلفة من ريفنا السوري الجميل وذلك ليتم تناوله خلال فصل الشتاء الطويل أو لأغراض تجارية حيث يتم بيعه في أسواق المدن.

وللتعرّف على طريقة صنع وإعداد هذه الأكلة التقليدية والتراثية التقى مراسل موقع eSyria في منطقة "عفرين" بالمزارعة "حورية موسى" التي قالت: «السنجق أكلة ريفية عريقة ولذيذة وتُعتبر من الحلويات الطبيعية في الريف حيث يتم تناولها في فصل الشتاء بشكل خاص وذلك عندما يجتمع أفراد الأسرة حول مدفأة الحطب أو موقد النيران».

في مدينة "حلب" يعرف السنجق باسم "ملبن" وهي مأخوذة من الكلمة التركية "جوق ملبن" ولا أعرف معناها، وهي صناعة ريفية ويدوية /100%/

وأضافت "حورية": «تمر صناعة السنجق بمراحل عديدة كما تُستعمل في إعدادها مواد طبيعية متنوعة لتكون في النهاية مأكولاً طبيعياً ريفياً /100%/، ولإعدادها نقوم أولاً بتكسير حبات الجوز المحفوظة في البيت وإخراج قلوبها وتقسيمها إلى أربعة حزوز أو بإخراج قلب اللوز ومن ثم نقع هذه القلوب في الماء حتى تصبح مرنة وطرية وبالتالي تسمح لمرور الإبرة والخيط فيها، وفي العادة نقوم بتمرير الخيط من خلال أربعة أو خمسة من حزوز حبات الجوز أو قلب اللوز، وبعد كل قطعة نمرر الخيط عبرها نقوم بعقد الخيط».

غطس خيوط الجوز في عصير العنب المغلي

وتابعت حديثها بالقول:

في سوق السقطية

«بعد الانتهاء من هذه العملية نقوم بتعليق كل عدة خيوط مع القلوب -من أربعة إلى ستة خيوط- على عود مع وضع مجموعة كبيرة من الأعواد على سكة خشبية وذلك في فناء الدار وذلك حتى ينشف الجوز أو اللوز تحت أشعة الشمس».

«وفي هذه الأثناء نقوم بإعداد المادة الأساسية أو المزيج اللازم لصناعة السنجق ويتألف من الطحين والنشاء وعصير العنب المغلي، ويُستعمل مع كل تنكة من العصير المغلي للعنب /2/ كيلو من الطحين و/3/ كيلو من النشاء، وبعد خلط هذه المواد وذلك في قدر كبير نقوم بغليها مطولاً وذلك حتى يأخذ قواماً كثيفاً، بعدها نقوم بغطس خيوط الجوز أو اللوز التي نشفت تحت الشمس في السائل وذلك بالتناوب من بدايته حتى نهايته لخمس مرات».

التاجر ديبو نصري

وأخيراً قالت: «بعد عملية غطس الخيوط في المزيج تُعلّق الخيوط على السكة من جديد وذلك بهدف تجفيفها تحت الشمس حيث تأخذ حينها شكلها المطاطي المعروف، مع العلم بأنّ أفضل فترة للعمل في صناعة السنجق هي فترة الصباح حين تكون الحرارة لطيفة لأنّ العمل يطول ويكون تحت أشعة الشمس في أيام الصيف الحارقة وكذلك فإنّ العمل يكون بالقرب من النار حين إعداد المزيج الذي يحتاج شخصاً خاصاً مهمته وضع الحطب تحت القدر لتبقى النار مشتعلة بشكل متواصل».

وفي سوق "السقطية" بمدينة "حلب" القديمة التقى مراسلنا بصاحب إحدى المحلات التجارية فيها وهو "ديبو نصري" وسأله عن أنواع السنجق التي يتاجر بها فرد بالقول: «في مدينة "حلب" يعرف السنجق باسم "ملبن" وهي مأخوذة من الكلمة التركية "جوق ملبن" ولا أعرف معناها، وهي صناعة ريفية ويدوية /100%/».

وأضاف: «توجد لدينا أنواع للسنجق تختلف بحسب المواد الداخلة في تصنيعه وبالتالي تختلف أسعاره، فهناك نوع سعره 250 ليرة "سورية" للكيلو وهي مصنّعة في ريفنا السوري وخاصّة في منطقة "عفرين" المشهورة في هذا المجال منذ القديم، كما يوجد نوع أرخص سعره لا يتجاوز /100/ ليرة ويستخدم في صناعته قلب الجوز أو اللوز الرخيصين وكذلك عصير التمر أو ما شابه، وأيضاً نبيع في محلنا نوع مستورد يأتينا من "تركية" وسعره /400/ ليرة "سورية" للكيلو».

وحول الإقبال على شراء السنجق -الملبن- قال السيد "ديبو":

«الإقبال على شرائه كبير من قبل الناس وخاصّةً في فصل الشتاء لأنه يُعتبر من أكثر الحلويات الشعبية تناولاً في هذا الفصل، وكذلك يتم إرساله للأهل والأقارب والأصدقاء في الخارج وخاصّةً في دول "الخليج العربي"، أما بالنسبة للسياح فهم يشترون الملبن بشكل كبير لتناوله أو أخذه معهم لبلدانهم».