في صالة المعارض التشكيلية بمديرية الثقافة في مدينة "حلب" يُقام في الفترة ما بين 1-6/11/2009 معرض تشكيلي للفنان العراقي "حازم محمد الأطرقجي" بعنوان (منمنمات موصلية) يضم مجموعة من لوحاته التي تتحدث عن مدينة "الموصل" وريفها بتفاصيلها العمرانية والطبيعية والتاريخية.

موقع eSyria زار المعرض وهناك أجرى عدة لقاءات مع زوّاره سألهم فيها عن رأيهم بالمعرض، والبداية كانت مع "كواكب ديبو" التي أبدت إعجابها بما رأته عينيها من أعمال فنية حيث قالت:

برأيي الفن التشكيلي السوري وصل اليوم إلى مرحلة متقدمة، وهو توءم للفن العراقي المعاصر وهما فنان متلازمان ويشكل كل واحد امتداد للآخر

«عندما تدخل معرض الفنان المبدع "حازم الأطرقجي" تشعر وكأنك في مدينة "الموصل" وما حولها من قرى وقصبات وقد استطاع بريشته وألوانه أن يختصر مئات الكيلو مترات ليضعك في قلب تلك المدينة العراقية الجميلة وريفها بعمارتها القديمة والحديثة وطبيعتها الرائعة وآثارها الخالدة».

كواكب ديبو -من زوار المعرض

وأضافت: «لا تقف اللوحات عند حد وصف العمران والطبيعة والحارات في "الموصل" بل يتركها فناننا كي تتحدث عن مآسيها وأحزانها العميقة وذلك باستخدامه اللون الأسود كدليل على الغم والحزن، المعرض جميل جداً وأتمنى للفنان "حازم" التوفيق والنجاح في معارضه المقبلة».

أما "بطرس ناصر" وهو تاجر عراقي من مدينة "الموصل" فقد قال: «الأستاذ "حازم الأطرقجي" فنان مبدع في مجال عمله الفني وفي هذا المعرض تجسد لوحاته الفنية تراث وطبيعة "الموصل" الحدباء، قسم من أعماله يوحي بالهدوء وقسم آخر للأحداث المؤلمة والنبرات الحزينة».

الفنان حازم الأطرقجي

«أتمنى لفناننا المزيد من النشاط والإبداع لأعمال قيّمة وجميلة وأبارك له هذا النجاح الذي حققه معرضه في مدينة "حلب" وإلى الاستمرار في العطاءات المبدعة».

ومن الزوّار أيضاً قال "جيكر محمد" -طالب جامعي:

من وحي مدينة الموصل

«معرض منمنمات موصلية من المعارض الفنية الجميلة التي زرتها وهي تعتبر رسالة فنية جميلة تمنح الزائر فرصة التعرّف على مدينة "الموصل" وقراها وكأنه في رحلة سياحية إليها، كما تصوّر له وبأسلوب فني جميل مأساتها وحزنها ومصائبها التي جلبها المحتل لهذا البلد العربي العزيز».

وأخيراً قال: «كل لوحة تحكي جزءاً من تاريخ "الموصل" وحاضرها ولكن أكثر عمل أعجبني هو الذي يجمع المدينة في لوحة واحدة تمثل التآلف والوحدة فيها وذلك بين المسلمين والمسيحيين واليزيدين، يريد فناننا القول من خلالها للعالم أنّ "الموصل" هي مدينة التآخي وستظل كذلك رغم كل الصعاب التي تمر بها وهي نموذج مصغّر للعراق».

بعد هذه اللقاءات أجرى مراسلنا لقاءا مع الفنان "حازم الأطرقجي" تحدث فيه عن تجربته الفنية الطويلة والحافلة بالإبداعات والمعارض التي عرضها في "العراق" وفي بلده الثاني "سورية" وفيما يلي نص اللقاء:

أرجو أن تعطينا فكرة عن معرض منمنمات موصلية؟

** «المعرض هو المعرض الشخصي الثاني لي في مدينة "حلب" ويتضمن /60/ لوحة تتناول مواضيع متنوعة لها علاقة بمدينة "الموصل" الحدباء والتي هي توءم لمدينة "حلب" من حيث الطراز المعماري والأبنية القديمة والدروب، وتعبر عن واقعها الحضاري في مجال العمارة الموغلة في العراقة والقدم وكذلك أطرافها الريفية بكل جوانبها الجمالية والإبداعية».

«هذا المعرض كما قلت هو الثاني لي في "حلب" الشهباء ولكن يختلف عن الأول بأنه يتضمن لوحات تحاكي الظروف التي يمر بها "العراق" حيث تناولت مواضيع متعددة في هذا المجال».

  • المدرسة الفنية التي يمكن القول بأنّ الأستاذ "حازم" ينتمي إليها؟
  • ** «في الحقيقة أنا لا أنتمي إلى مدرسة فنية معينة بل أخاطب أكثر المدارس الفنية معاصرةً ابتداءً من الواقعية الحديثة إلى الانطباعية والرمزية الحديثة البعيدة عن المغالاة في الرموز والأحاجي، كما أنني أحياناً أقوم بالمزج بين أكثر هذه المدارس الفنية للخروج بلوحة يستطيع المتلقي فهمها».

  • هل يمكن أن تعطينا لمحة عن أهم رواد الفن التشكيلي العراقي؟
  • ** «الفن العراقي المعاصر ينتمي لمدارس فنية متعددة وكان للرواد الأوائل الفضل الكبير في وضع البصمات عليها من أمثال الفنان الكبير "جواز سليم" صاحب نصب الحرية الشهير في مدينة "بغداد" والأساتذة التشكيليين "فائق حسن" و"عطا صبري" و"إسماعيل الشيخلي" و"فرج عبو"، ويعتبر الجيل الحالي امتدادا لهؤلاء الرواد».

  • ما الذي تغيّر في اللوحة الفنية العراقية بعد الاحتلال؟
  • ** «لقد انعكست الظروف التي يمر بها البلد بعد الاحتلال من تفجيرات وقتل وتهجير على اللوحة التشكيلية في "العراق" التي راحت تميل إلى الحزن عبر استعمال اللون الأسود والألوان الداكنة فيها».

  • هل يمكن للوحة الفنية أن تصبح لوحة مقاوِمة؟
  • ** «ممكن، لأنها تؤثر بشكل مباشر في المتلقي والمشاهد ففي لوحة من لوحاتي ترى الألوان القاتمة تسود في "الموصل" وهي تصور الكآبة والحزن نتيجة إرهاصات داخلية يعاني منها الفنان العراقي وفي نفس الوقت هي دعوة من الفنان على رفض هذه الظروف المتمثلة بالحزن ومقاومة مسبباته».

  • ونحن في اليوم الثاني، ما رأيك بالإقبال على معرض منمنمات موصلية في "حلب"؟
  • ** «في الحقيقة الإقبال دون المستوى المطلوب وأعتقد أن السبب في ذلك غزارة الأمطار التي حدت كثيراً من حركة الناس، ولكن الجمهور الذي زار المعرض حتى اليوم أبدى إعجابه بالأعمال المعروضة».

  • رأيك بالفن التشكيلي السوري؟
  • ** «برأيي الفن التشكيلي السوري وصل اليوم إلى مرحلة متقدمة، وهو توءم للفن العراقي المعاصر وهما فنان متلازمان ويشكل كل واحد امتداد للآخر».

    * أهم معارضك الفنية؟

    ** «خلال حياتي الفنية الطويلة أقمت العديد من النشاطات والمعارض الفنية وأهمها: المعرض الأول لخريجي معهد الفنون الجميلة في "الموصل" /1956/، معرض الثورة في "بغداد" (جماعة الفنانين الأحرار) /1958/، معرض فناني "الموصل" /1960 -1964/، المعرض الشخصي للسيراميك والحرق على الخشب /1972/، معرض البوستر لجمعية الاقتصاديين العراقيين في "الموصل" ومعرض بيت الفن الموصلي ومعارض الخريف في قاعة الساعة في "الموصل" / 2000 -2002 -15-12-2002-2004/، معرض انظروا إلى مدينتي/2001/، معرض شخصي في قاعة الساعة في "الموصل" /2001/، معرض شخصي في مديرية الثقافة في "حلب" /2007/ معرض شخصي في قاعة جامعة "الموصل" /2008 ».

    يُذكر أنّ المعرض حضره عدد كبير من أبناء "العراق" الشقيق المقيمين في مدينة "حلب"، كما حضره الأستاذ "حازم محمد السهيل" القنصل العراقي في "حلب" والصحفي الموصلي "سعد الدين خضر" ومندوب عن جريدة "الزمان"، إضافة إلى المهتمين بالفن التشكيلي في المدينة.

    والفنان "حازم الأطرقجي" فنان عراقي من مواليد مدينة "الموصل" في العام /1933/ خريج معهد الفنون الجميلة -قسم النحت والرسم في العام /1956/ بدرجة امتياز -خريج دورة دراسية لسنة واحدة في مجال التدريب على أجهزة السيراميك لليونسكو في "بغداد" -مشرف تربوي للتربية الفنية في الفترة بين /1973-1988/ -مسؤول قسم السيراميك في مركز الأشغال اليدوية في "الموصل" لمدة ثلاثة سنوات، كما اتبع دورة تدريبية في مدينة "مومباي" -"الهند" j.j.School of art ، ودورة تدريبية في مدينة "بوتسدام" الألمانية -أكاديمية العلوم التربوية في العام /1973/».