يتمتع مشروع التوسع في زراعة وتطوير شجرة الفستق الحلبي والزيتون الذي يُنفّذ ضمن برنامج التعاون الإقليمي السوري التركي -المرحلة الثالثة بأهمية فائقة كون هاتين الشجرتين تعانيان من مشاكل كبيرة تعيق تطوّرهما وتحد من التوسع في زراعتهما في محافظة "حلب".

ولمعرفة المزيد حول هذا المشروع قام مراسل الصحيفة الإلكترونية eSyria بزيارةٍ إلى كلية الزراعة في جامعة "حلب" حيث التقى بالدكتور "محمد كردوش" منسّق المشروع وأجرى معه اللقاء التالي، وكانت البداية لمحة عن هذا المشروع: ** «تُعتبر أشجار الزيتون والفستق الحلبي من الثروات الطبيعية الهامة على الصعيد الزراعي والبري وتشكلان خياراً زراعياً استراتيجياً في الأراضي الجافة وشبه الجافة بحيث تضمن لهذه المناطق شكلاً مستداماً لاستخدام الأرض وقيمة اقتصادية متنامية للمزارعين وللاقتصاد الوطني، وفي هذا المشروع نعمل كمرحلة أولى إلى توصيف الأصناف المحلية للفستق الحلبي والزيتون ودراستها وحفظها كأصول وراثية ذات قيمة وطنية ودولية وتحديد المناطق البيئية الملائمة للتوسع بهاتين الشجرتين وتحديد الأصناف الملائمة لها، بالإضافة لسبر وتحديد المشاكل التي تعترض زراعتهما وتؤثر على إنتاجيتهما من الناحيتين الكمية والنوعية بغية تخفيض تكاليف الإنتاج ووضع برامج بحثية لمعالجتها».

اتصلنا مع مراكز البحوث الزراعية ومكتب الزيتون للتعاون فيما بيننا لإيجاد حلول على المديين القصير والبعيد

* أهداف المشروع؟

** «تنقسم أهداف العمل في المشروع إلى أهداف عامة وخاصّة، العامة هي: التنمية المستدامة في محافظة "حلب" السورية و"كلس" و"غازي عنتاب" التركيتين وتحسين دخل المزارعين من خلال زيادة الإنتاج وتخفيض التكاليف والمساهمة في تحقيق التوازن الغذائي والاستفادة ما أمكن من الأراضي الهامشية والمستصلحة وأخيراً الحد من التصحر من خلال استثمار المناطق الجافة».

«أما الأهداف الخاصّة فهي: تحديد المشاكل التي تعترض زراعة الزيتون والفستق الحلبي وتؤثر على إنتاجيتهما وتوصيف الأصناف المحلية لها ودراستها وحفظها كأصول وراثية ذات قيمة وطنية وتحديد المناطق البيئية الملائمة للتوسع بزراعة هاتين الشجرتين وتعزيز البرامج البحثية وتبادل الخبرات مع الجانب التركي والعمل على تخفيض تكاليف الإنتاج وتطوير برامج إكثار الشجرتين من خلال استخدام التقنيات الحديثة وأخيراً وضع برامج للإدارة المتكاملة لهاتين الشجرتين على مستوى التغذية المعنية ومكافحة الآفات الاقتصادية و دراسة الجدوى الاقتصادية من زراعة الزيتون والفستق الحلبي».

  • ما هي أهم المشاكل التي تعاني منها شجرتي الفستق الحلبي والزيتون في القطر؟
  • **«تعاني أشجار الزيتون والفستق الحلبي من مشكلة أساسية هي انخفاض الإنتاجية نوعاً وكماً والسبب وجود جملة من العقبات الزراعية يمكن إنجازها بما يلي: عدم استقرار الظروف المناخية مثل كمية الأمطار وتوزعها، وأيضاً التوسع العشوائي في زراعتهما وغياب الخدمات الزراعية وعدم توفر المعرفة الكافية بالأسلوب الأمثل لإدارة بساتين الزيتون والفستق الحلبي وارتفاع تكاليف الإنتاج وأخيراً عدم الإلمام الكامل بالمصادر الوراثية النباتية المحلية وخصائصها الإنتاجية والزراعية وفق احتياجاتها البيئية».

  • ما هي الجهات المستفيدة بشكل مباشر من المشروع؟
  • ** «يستهدف المشروع بشكل مباشر المنطقة المدروسة وما تحتويه من مصادر طبيعية هامة والمستفيدون النهائيون هم سكان تلك المنطقة إضافةً إلى المراكز العلمية مثل كليات الزراعة والمراكز البحثية والوطنية المعنية كما يمكن الاستفادة من المشروع في مناطق أخرى في كل من "سورية" و"تركية"».

    * مراحل العمل في المشروع؟

    ** «بدأ العمل عملياً في المشروع منذ بداية العام الحالي حيث تم توزيع استمارات استبيان على المزارعين وجمعها ومعالجتها إحصائياً، كما تم العمل القيام بجولات حقلية وزيارات ميدانية لرصد المشاكل والعقبات التي تعترض طريق تطور هاتين الشجرتين مثل حشرة "الكابنودس" التي تم رصدها في القرى الحدودية وكذلك تماوت أشجار الفستق الحلبي في محافظتي "حلب" و"ادلب" وحتى في الجانب التركي ويتم الآن معالجتها من خلال وضع برنامج بحث علمي في جامعة "حلب" مع الاستفادة من الخبرة التركية».

    «كما كان هناك مشكلة ارتفاع مستوى الماء الأرضي الذي يهدد الآلاف من أشجار الزيتون في منطقة "منبج" و"سد تشرين" وكذلك انتشار بعض عمليات الخدمة الزراعية الخاطئة مثل الزراعات البينية ضمن الحقول ذات الأشجار كبيرة العمر في منطقة "عفرين" التي تؤدي إلى انتشار الأمراض وانخفاض الإنتاجية والتقليم الجائر الذي يزيد من ظاهرة المعاومة في الزيتون».

  • ماذا فعلتم حيال رصد هذه المشاكل؟
  • ** «اتصلنا مع مراكز البحوث الزراعية ومكتب الزيتون للتعاون فيما بيننا لإيجاد حلول على المديين القصير والبعيد».

  • بماذا تحدثنا عن الزيارة التي قامت بها مجموعة العمل السورية إلى "تركية"؟
  • ** «تمت الزيارة بتاريخ 9/7/2009 حيث قامت مجموعة العمل برئاستي بزيارة إلى كل من معهد أبحاث الفستق الحلبي في مدينة "غازي عنتاب" ومركز البحوث الزراعية لتطوير منطقة "الأناضول" في مدينة "أورفة" وكلية الزراعة في جامعة "حرّان" والتعاونية الزراعية في "غازي عنتاب" حيث تعرّف أفرادها على طريقة عملها ومن ثم تجوّلوا في معمل تعليب وتوضيب الفستق الحلبي في مدينة "منزيب"».

    «لقد كانت الزيارة مثمرة للغاية من الناحية العلمية حيث تعرفت مجموعة العمل على المشاكل الموجودة لدى الجانب التركي فيما يتعلق بالفستق الحلبي والزيتون وفي مجال تبادل الخبرات والاستفادة من التجربة التركية الغنية في هذا المجال، وقد لمسنا رغبة كبيرة لدى أصدقائنا الأتراك بالتعاون والاستمرار في زيادة التواصل في جميع المجالات، وقد تم خلال الزيارة الاتفاق على طرح مشاريع ذات فائدة للبلدين».

    * تكاليف المشروع؟

    ** «تبلغ التكاليف الإجمالية للمشروع /2,700,000/ ليرة "سورية"، يقدّم برنامج التعاون الإقليمي السوري -التركي /50%/ والجهة الحكومية المتعاقدة (جامعة "حلب") /50%/».

    * مدة العمل؟

    ** «تسعة أشهر، مع اقتراحنا بتمديد زمن تنفيذ المشروع لنهاية العام القادم لنتمكن من الاستفادة من التمويل والخبرات التركية وإنجاز ما تم وضعه وفق البرنامج الزمني للمشروع».