«لن تجعلوا من شعبنا... شعب هنود حمر... فنحن باقون هنا... في هذه الأرض التي تلبس في معصمها إسوارة من زهر... فيها وجدنا منذ فجر العمر... مشرشون نحن في خلجانها مثل حشيش البحر...» "نزار قباني"

عندما يضرب بالإنسانية عرض الحائط، وتتجلى القسوة في أبشع صورها، عندما تنتهك النفس البشرية ظلما ودون تمييز لشيخ أو طفل أو امرأة، تأبى النفوس الأبية إلا أن تعبر عن تضامنها مع المظلوم بشتى المظاهر وبكل الطرق الممكنة، منها الاعتصام والاحتجاج والدعم المعنوي، ومنها التبرعات والريوع والدعم المادي والذي تجلى في المعرض الذي أقيم في صالة "كارما" للفنون في مدينة "حلب" أيام 12-13-14/1/2009 والذي اشتمل على لوحات تمثل براءة الطفولة وصور ما يحدث في "غزة" من أفعال يندى لها الجبين.

الأطفال تموت والعالم صامت ساكت لا يتكلم، نحاول المساعدة والقيام بهذا العمل البسيط لأجلهم

وقد خصص ريع هذا المعرض لصالح منظمة الهلال الأحمر العربي السوري فرع "حلب"، لكي يتم التبرع بها لصالح أطفال "غزة".

وقد قامت السيدة "مايان أتاسي شهابي" بالإعداد لفكرة وتنظيم هذا المعرض بالاشتراك مع منطمة الهلال الأحمر في "حلب"، والسبب كما تقول هي:

«مع كل هذه المآسي التي تحدث لشعب "غزة" والتي نراها طوال الوقت على شاشات التلفاز، ندرك أنهم يحتاجون في هذه المرحلة إلى الدعم المادي من أجل تأمين المساعدات الإنسانية لهم الأمر الذي نحاول تحقيقه عن طريق هذا المعرض، حاولنا اختيار صور لا تكون دموية بشكل كبير إلا أنها في نفس الوقت تمثل ما يجري هناك، وهدف المعرض هو جعل الناس تشتري هذه الصور لكي يرصد ريعها لصالح منظمة الهلال الأحمر وذلك على مدى أيام المعرض الثلاثة»..

نحاول المساعدة....

مع مرور الوقت، توافد العديد من الناس الذين شدتهم هذه الصور، صور تمثل أقسى ما تراه العين ومشاهد تعبر عن الطفولة السبية والبراءة المصلوبة على أخشاب الحقد الأعمى، العديد من الناس دخل وصدم لما رآه فقام بالتبرع بمبلغ يدرك أنه يسير في مواجهة ما يعانونه، والآخر قرر أن يأخذ تلك اللوحة تذكارا ليرى نصر المقاومة فيها ولو بعد حين.

وكان ممن اشترى لوحات "غزة" السيدة "موصللي" والتي تقول عن السبب:

«الأطفال تموت والعالم صامت ساكت لا يتكلم، نحاول المساعدة والقيام بهذا العمل البسيط لأجلهم».

أما السيدة "أبو دان" والتي هي ممن اشتروا لوحة من اللوحات فتقول:

«رغم أن هذا- قطعاً- مستحيل، إلا أننا نحاول ولو بشكل بسيط أن نضع أنفسنا في موضعهم، ظروفهم قاسية ومؤلمة ونحاول نحن المساعدة ولو بشكل بسيط».