تقع هذه المدرسة في قلب المدينة القديمة، إلى الغرب من جامع "السفاحية"، وقد استخدم هذا المبنى في فترة ما قبل الإسلام كموقع لإحدى الكنائس الأربعة الأساسية في ذلك الوقت.

بينما استخدم جزء من العقار فيما بعد كمكان لإحدى المدارس الإسلامية الهامة التي دعيت (المدرسة الزجاجية) ثم تم لاحقا ضم هذه المدرسة الدينية إلى ممتلكات حاكم "حلب" في نهايات القرن السادس عشر "أحمد باشا مطيب زاده"، حصلت "عائلة الشيباني" فيما بعد على هذا العقار بالإضافة إلى بعض المواقع المجاورة، وقد قامت بعثة "الفرنسيسكان" في القرن التاسع عشر بامتلاك الموقع لبناء مدرسة وكنيسة، كما قامت البعثة أيضا بامتلاك مواقع أخرى في المنطقة شملت خاناً قديماً في الجهة المقابلة من الشارع وقد تم ربط الموقعين معا بواسطة معبر علوي.

نحن طلاب هندسة معمارية في جامعة "حلب" وقد سمعنا بهذا البناء من خلال كتبنا في الجامعة وأحببنا أن نقوم بزيارته، وقد أعجبنا جدا بالمعرض الموجود هنا وبالاهتمام الفائق من قبل القائمين على هذه المدرسة فالمكان نظيف ومرتب جدا، كذلك أعجبنا بطريقة ترميم المبنى والذي يبدو تماما أنه استهلك وقتا وجهدا كبيرين

بدأ العمل في إنشاء مجمع "الشيباني" عام /1853/م وتوقف عدة مرات إلى أن تم إنهاؤه، وبدأ استخدامه عام /1879/م، حيث تضمن المجمع مدرسة عرفت باسم "معهد الأرض المقدسة" خرّجت هذه المدارس عددا من السياسيين والأدباء البارزين في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

في عام 1937 انتقلت الكنيسة الكاثوليكية إلى القسم الحديث من مدينة "حلب" بينما أسست مدرسة "الأرض المقدسة" في غرب المدينة، حيث تم تفكيك حجارة الكنيسة واستخدم بعضها لتشييد الكنيسة الجديدة.

وفي وقت لاحق تم استملاك المبنى من قبل الحكومة السورية فأصبح من الممتلكات العامة واستخدمت إدارة التبغ جزءاً منه حيث أجريت بعض التعديلات عليه ليلائم وظيفته كمستودع للتبغ لكنه بشكل عام لم يخضع لأعمال صيانة منذ أكثر من 50 عاما.

في عام /2001/م بدأت عملية إحياء المبنى في إطار التعاون السوري الألماني بتمويل من قبل الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، وفي عام /2006/م أنهى مجلس مدينة "حلب" بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون التقني أعمال الترميم وبدأ باستخدام المبنى كمركز لاستضافة الأحداث الثقافية والاجتماعية، بالإضافة إلى وجود المعرض الدائم لعملية الإحياء في الصالة السفلية للمبنى.

يتألف المبنى من طابقين يؤلفان محيط مستطيل ويحصران ساحة كبيرة تضم بعض الأشجار، وقد أقيم في أحد صالات هذه المدرسة معرض لإحياء "حلب" القديمة، يضم عددا من الصور عن أحياء "حلب" بالإضافة إلى بعض المجسمات، كمجسم لجامع قديم ومجسم للبيت القديم ومجسم لقلعة "حلب" والأحياء القديمة المحيطة بها.

eAleppo التقت أحد الموظفين في هذه المدرسة بتاريخ (21/7/2008) وهوالموظف "مصطفى محمد" والذي حدثنا عن إقبال السياح والزوار على هذه المدرسة والكنيسة بالإضافة إلى أهم ما يعجب به السياح فقال: «يأتي إلى هذه المدرسة زوار من كافة دول العالم، وبشكل خاص يأتينا من أوروبا، وتحديدا من فرنسة وألمانيا واسبانيا وايطالية بشكل كبير، أما من الوطن العربي فيأتينا زوار من المغرب ولبنان بشكل أكبر من باقي الدول، يأتينا أيضا سياح من دول أمريكا والإكوادور وغيرها، يكون إقبال السياح كبيرا في فصلي الخريف والربيع ويتضاءل في فصلي الصيف والشتاء، وأكثر ما يعجب السياح هو المكان الواسع والبناء الصحي للمدرسة حيث تدخله الشمس والهواء من كل الاتجاهات، بالإضافة إلى ذلك فالسياح الأجانب يعجبون جداً بوجود هذه الكنيسة في وسط حي إسلامي ما يدل على مدى التسامح والتعايش السلمي الموجودين في بلادنا».

كما التقينا السائحين الاسبانيين "بيغونا" و"خافيير" وحدثتنا السائحة "بيغونا" عن انطباعها عن "حلب" وزيارتها لهذه الكنيسة فقالت: «"حلب" مدينة جميلة جدا ونحن نسمع بها كثيرا في بلادنا، وقد أعجبت بها أكثر عندما زرتها ورأيتها على أرض الواقع، وبشكل عام أستطيع أن أقول إن سكان سورية كلهم طيبون ويحبون الضيوف ويرحبون بهم جدا، في هذه المدرسة أعجبت بالمجسم الموجود في المعرض والذي يجسد قلعة "حلب" والأحياء المحيطة بها، فقد استطعت أن أرى معظم الأسواق القديمة من خلال هذا المجسم».

كما التقينا الطالبين "جاد جولجي" و"جيراير ميساكيان" الذين جاءا لزيارة المدرسة أثناء تواجدنا هناك فحدثانا عن المدرسة بالقول: «نحن طلاب هندسة معمارية في جامعة "حلب" وقد سمعنا بهذا البناء من خلال كتبنا في الجامعة وأحببنا أن نقوم بزيارته، وقد أعجبنا جدا بالمعرض الموجود هنا وبالاهتمام الفائق من قبل القائمين على هذه المدرسة فالمكان نظيف ومرتب جدا، كذلك أعجبنا بطريقة ترميم المبنى والذي يبدو تماما أنه استهلك وقتا وجهدا كبيرين».