ينتظر أهالي مدينة "حلب" عودة الروح إلى كامل عناصر المدينة بعد أن دمرتها يد الإرهاب، وخاصة تلك التي تتعلق بـ"ساعة باب الفرج" التاريخية الأثرية، فصوت أجراسها توقّف منذ زمن طويل.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 آب 2017، مع عدد من أهالي مدينة "حلب" للوقوف على تاريخ الساعة، وطرائق عودتها إلى الحياة، حيث أكد المحامي "علاء السيد" أهمية ذلك؛ لأنها رمز مهم من رموز المدينة العريقة، وأضاف: «كانت تصدر جرساً عند تمام كل ساعة، ونغمات جميلة كل ربع ساعة زمنية.

عملية الإصلاح تصدى لها مهندس حلبي هو "أحمد أنيس"، الذي تبرّع بالقيام بكل ما تتطلبه العملية من جهد بشري، وقطع تبديل، وتحمّل كامل المصاريف والنفقات، وصولاً إلى إعادتها إلى العمل كما كانت عليه في حالتها الأساسية، من انتظام في العمل ورنين دوري للأجراس والنغمات، علاوة على متابعتها وإجراء كشوفات دورية عليها، والتكفل باستمرار عملها لمدة عشر سنوات من تاريخ إنجاز الصيانة

هذه الساعة التي بنيت من الحجارة الحلبية الجميلة، وعلى يد معلم "سلطان حلبي" بهندسة بديعة منذ مئة وسبعة عشر عاماً؛ أي في عام 1898م. قدم تكلفتها الباهظة، التي بلغت ألفاً وخمسمئة ليرة ذهبية أبناء مدينة "حلب" عبر متبرعين ومن صندوق بلديتها، وتم إحضار وتركيب آلة ميكانيكية إنكليزية فيها من ماركة j w benson، وهي تحفة أثرية بحدّ ذاتها.

البرج من الداخل

هذه الساعة إرث كبير تركه أجدادنا لنا، وحق علينا أن نعيدها إلى الحياة، لينبض قلبها كما عاد النبض إلى قلب "حلب" من جديد.

فهل من مهتم على قدر هذه المسؤولية من خبرة بالإصلاح وقدرة على تحمل تكاليفها ليعيد إلينا نبض ساعتنا؟

صورة من قلب الساعة

فقد آن الأوان لأجراسها أن تقرع، لعلها تكون بداية زمن جديد لـ"حلب"».

"زاهر سيريس" أحد المهتمين بتاريخ المدينة، قال عن المراحل التي مرت بها هذه الساعة: «شيدت بأمر من السلطان "عبد الحميد خان الثاني" العثماني، وقد احتفل بوضع الحجر الأول في أساسها تجاه "باب الفرج" في 15 ربيع الأول سنة 1316 هجري، الموافق لـ1898 ميلادي أثناء الاحتلال العثماني.

آلات الساعة التي تنتظر الصيانة

وقد أشرف على بنائها المهندس النمساوي "شارتييه"، حيث تألفت من برج يحوي أربع واجهات، وقاعدة واسعة، وساعة تعمل بتوقيتين عربي وغربي في آن معاً.

تعطّلت هذه الساعة، ولم يفلح أحد في إصلاحها لفترة طويلة، وبقيت متوقفة حتى عام 2006.

وبمبادرة من "زياد الزعيم"، وضمن "احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية" عام 2006، تم إعادة تأهيلها وإصلاح العطل الميكانيكي فيها باستقدام فني فرنسي مختص، وتم إعادة تأهيل الموقع العام للبرج، وتوسيع الحديقة حوله، وبناء سور حجري يتخلله سلاسل معدنية، وتنفيذ أعمال التنظيف لجسم البرج الحامل للساعة والإنارة الكاملة».

أخذت المبادرة الأهلية التي أطلقها المحامي "علاء السيد" على صفحته الشخصية في أحد مواقع التواصل الاجتماعي طريقها إلى النور لإصلاح الساعة، وقد تبرّع عدد كبير من فنيي "حلب" بإصلاحها لتكون بداية لولادة جديدة.

يقول الزميل الإعلامي "صهيب عنجريني" مراسل صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن المبادرة والمهندس الذي تبرع بإصلاحها: «عملية الإصلاح تصدى لها مهندس حلبي هو "أحمد أنيس"، الذي تبرّع بالقيام بكل ما تتطلبه العملية من جهد بشري، وقطع تبديل، وتحمّل كامل المصاريف والنفقات، وصولاً إلى إعادتها إلى العمل كما كانت عليه في حالتها الأساسية، من انتظام في العمل ورنين دوري للأجراس والنغمات، علاوة على متابعتها وإجراء كشوفات دورية عليها، والتكفل باستمرار عملها لمدة عشر سنوات من تاريخ إنجاز الصيانة».