استغل الطالب "جوان الشيخ محمد" إمكانياته الذهنية العلمية بمجال الفيزياء وواظب على تطويرها، مستفيداً من خبرة زملائه السابقين ونصائح أساتذته؛ فتمكن من خوض غمار المسابقات العلمية العالمية وهو في الصف الحادي عشر، وهذا ما سيؤهله العام القادم لتحقيق نتائج أفضل.

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تموز 2017، تحدث عن مسيرته بمسابقات الأولمبياد العلمي للفيزياء بالقول: «تميزت بالمواد العلمية منذ الصغر، وكنت أستمتع بدراستها ولا أشعر بالوقت، في البداية شدتني الرياضيات إلى أن تعرفت إلى طلاب سابقين ممن خاضوا مسابقات الأولمبياد العلمي، وحينئذٍ كنت طالباً في الصف الثامن، واستفدت من خبرتهم وتوجيهاتهم وأخبروني بأن البحوث الرياضية التي تشدني هي أقرب إلى الفيزياء، التي أجدها وسيلة لتفسير الظواهر الطبيعية وبأدق التفاصيل بالاعتماد على حسابات دقيقة، فهي وسيلة تمكننا من توقع النتائج عن هذه الظواهر وكيفية التحكم بها، وهي إحدى الأدوات التي جعلت الإنسان ينتقل من مرحلة مصارعة الطبيعة والبقاء على قيد الحياة، إلى مرحلة السيطرة على الطبيعة وتطويعها لخدمة مصالحه.

المسابقة تضمنت قسمين نظري وعملي، وليس مطلوباً أن نحل مسألة بأكملها، بل نقوم بحل الطلبات الممكنة التي تناسب المستوى العمري، وفي الاختبار العملي ومدته خمس ساعات، كانت المسألة الأولى تقليدية تتطلب إجراء القياسات فقط، أما الثانية، فكانت تتطلب تحليلاً عميقاً، وبداية شعرت بالارتباك، ثم استجمعت نفسي وعاد تركيزي وتمكنت من متابعة الاختبار. أما القسم النظري، فتضمن ثلاث مسائل تناولت المواضيع الحديثة في الفيزياء وأهمها المادة المظلمة، والمسألة الثالثة كانت بوجه عام عن طبيعة الزلازل والأمواج في "أندونيسيا"، وهذا الأمر جعل الاختبار مشوقاً وممتعاً على الرغم من الصعوبة الكبيرة في بعض الأسئلة

تمكنت من اجتياز المراحل التي تؤهلني لأكون عضواً في الفريق الوطن للفيزياء، وواظبت على حل المسائل والتمارين بمساعدة الزملاء السابقين بالأولمبياد العلمي، وبفضل نصائح وتوجيهات الأساتذة المشرفين علينا، استطعت أن أتجنب الأخطاء التي وقع فيها المشاركون القدامى، فنحن كطلاب نعاني ضيق الوقت بسبب الواجبات المدرسية والتحضير لمثل هذه المسابقات».

أعضاء الفريق السوري للفيزياء

تعلم من المسابقات أهمية التحليل والتفكير ثم يأتي الحل وحده، وعن مشاركته لهذا العام قال: «المسابقة تضمنت قسمين نظري وعملي، وليس مطلوباً أن نحل مسألة بأكملها، بل نقوم بحل الطلبات الممكنة التي تناسب المستوى العمري، وفي الاختبار العملي ومدته خمس ساعات، كانت المسألة الأولى تقليدية تتطلب إجراء القياسات فقط، أما الثانية، فكانت تتطلب تحليلاً عميقاً، وبداية شعرت بالارتباك، ثم استجمعت نفسي وعاد تركيزي وتمكنت من متابعة الاختبار. أما القسم النظري، فتضمن ثلاث مسائل تناولت المواضيع الحديثة في الفيزياء وأهمها المادة المظلمة، والمسألة الثالثة كانت بوجه عام عن طبيعة الزلازل والأمواج في "أندونيسيا"، وهذا الأمر جعل الاختبار مشوقاً وممتعاً على الرغم من الصعوبة الكبيرة في بعض الأسئلة».

الدكتور "عقيل سلوم" أحد أعضاء البعثة العلمية المرافقة لفريقنا، قال: «ترتكز تحضيرات الأولمبياد على ردم الهوة بين التعليم الثانوي في القطر وما هو مطلوب في اختبارات الأولمبياد العالمي، إضافة إلى العمل على نقل الطلاب من حالة الاعتماد على الحفظ والذاكرة إلى حالة الاعتماد على التفكير والتحليل العلمي للمسائل التي تطرح عليهم.

الفريق برفقة اللجنة العلمية المرافقة

تضمنت مسابقة الأولمبياد العالمي امتحانين، الأول ضم تجارب عملية على الطالب القيام بها ضمن القياسات والتوصل إلى استنتاجات، والتجارب تكون مبتكرة ولم تُطرح من قبل. والثاني ضم ثلاث مسائل نظرية هي الأخرى لم تُطرح من قبل. وتكمن صعوبة هذه المسابقات من أنّ المسائل المطروحة هي مسائل طويلة تتطلب التمكن من مبادئ الفيزياء، والتمكن من الرياضيات اللازمة للحل، إضافة إلى القدرة على تحليل واستنباط النتائج حول ظاهرة فيزيائية لم يدرسها الطالب بالضرورة من قبل. وتميزت نتائج هذا العام بحصول الطالب "جوان الشيخ محمد" على ميدالية برونزية؛ وهي المرة الأولى التي يحصل عليها طالب في الصف الحادي عشر على هذه النتيجة في الفيزياء، وهذا يؤهله في العام القادم للحصول على نتيجة أفضل فيما لو ثابر على رفع مستواه العلمي. ونشير هنا إلى حصول طلابنا على شهادتي تقدير أيضاً هذا العام. يكفي أن نذكر أن نتائج الفريق السوري قد تقدمت على نتائج دول كثيرة، مثل: "السويد، والباكستان، والبرتغال، وماليزيا"، وغيرها».

يذكر أن "جوان الشيخ محمد" من مواليد "عفرين" في "حلب"، عام 2001.