بالصبر والعمل الدؤوب؛ استطاع "محمد حكمت آغا القلعة" إظهار تميزه عبر تجربة فريدة باستخدام بقايا الأقلام الخشبية لصناعة مصغرات من الأسلحة الحربية، إضافة إلى ابتكار تصاميم ورقية من الحشرات المختلفة.

الفنّ بالنسبة لـ "حكمت" إبداع وابتكار أنماط وأشكال جديدة من الأشياء التي يعبر من خلالها عن نفسه ومشاعره، ومواقف تجاه الكون الذي يعيش فيه، كما أنها لون من ألوان الثقافة الإنسانية التي يصنع الإنسان من خلالها بصمته الخاصة به.

موهوب ومتفوق في عدة مجالات، تميزت أعماله بالدقة في الصنع وقدرته على اختيار الألوان المتناسبة مع الشكل الذي صممه بطريقة مبتكرة، سواء كانت حشرات ورقية أو طائرات أو أسلحة متعددة، فقد امتلك الحس الفني والدقة العالية في العمل والصبر، من خلال ابتكار التصاميم وتنسيق الألوان بطريقة جميلة

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 8 آذار 2017 مع "حكمت" المقيم في مدينة "حلب" وعن موهبته يقول: «البداية كانت بعمر التاسعة؛ كانت تستهويني مراقبة الحشرات التي تعرض على المحطات التلفزيونية العلمية، فكنت أراقب حركاتها المتنوعة وتفاصيل أجسامها وأتفحصها بدقة، وخصوصاً أنني كنت أتخيّل قصصاً ومغامرات عن الحشرات التي أحبها وأحب مشاهدتها؛ وهذا ساعدني على اقتباس أفكار منها وجسدتها بأسلوبي الخاص، فشجعتني أمي على صنع أشياء شبيهة فيها بالورق، وكانت أول تجربة لي بهذا المجال حشرة ورقية اسمها "فرس النبي"، وقد حظي التصميم بإعجاب المحيط الاجتماعي كالأقارب والأصدقاء. وبعد أن تعرضت مدينتي "حلب" للحرب، اهتممت بتفاصيل الأسلحة الحربية، وبدأت صنع أشياء مميزة من أدوات بسيطة، واستخدمت الخشب والمقص واللاصق والورق، حيث كنت أقوم بتجميع الألوان والقطع الخشبية والبلاستيكية والأشياء غير القابلة للاستخدام بهدف إعادة الحياة إليها، وأقوم بتفكيكها إلى قطع، وأعمل على إعادة تشكيلها بطريقة فنية ورؤية خاصة بي».

بعض أعماله المصنوعة من الورق والخشب

ويضيف: «الفنّ إبداع، ولا يقف عند فكرة واحدة، والموهبة تظهر من دون أن يتم اكتشافها، لكنها تحتاج إلى صقل وتدريب حتى تنمو وتتطور، وباعتباري عضواً بنادي "الروبوتيك"، فقد أضاف ذلك إلى موهبتي الكثير من الأفكار الجديدة والمبتكرة، فمن خلال تصاميمي التي أبتكرها أعبر عن أحاسيسي، وأجسد ما يدور بمخيلتي من أشكال وتصاميم لأشياء متعددة، وبداخلي عوالم واسعة من الحرية والخيال تظهر عندما أنجح بتنفيذ التصميم الذي أتخيله، وبما أن الفن يحمل في طياته رسالة إنسانية؛ قمت من خلال أعمالي الفنية بإيصال رسالة؛ بأنه على الرغم من الصعوبات التي واجهتنا في ظل سنوات الأزمة، إلا أن مدينة "حلب" ما زالت عاصمة الإبداع والعمل والتحدي، وستنهض بتميز أبنائها».

"سوسن اسجيع" المطلعة على أعمال "حكمت"، والقريبة منه، قالت: «موهوب ومتفوق في عدة مجالات، تميزت أعماله بالدقة في الصنع وقدرته على اختيار الألوان المتناسبة مع الشكل الذي صممه بطريقة مبتكرة، سواء كانت حشرات ورقية أو طائرات أو أسلحة متعددة، فقد امتلك الحس الفني والدقة العالية في العمل والصبر، من خلال ابتكار التصاميم وتنسيق الألوان بطريقة جميلة».

تصاميم حربية صغيرة

يذكر أن "محمد حكمت آغا القلعة" من مواليد "حلب"، عام 2003.

بنادق متنوعة وملونة