لُقب بصاحب الرأس الذهبي، اهتمامه بقضايا البيئة دفعه إلى دراسة الهندسة التقنية البيئية؛ ليبدأ مسيرة الاختراع ويحجز لنفسه مكاناً بين المبدعين بتسجيله ستة اختراعات وهو ما زال على مقاعد الدراسة.

مدونة وطن "eSyria" التقت المخترع "جمال المصري" بتاريخ 3 كانون الثاني 2016، ليحدثنا عن بدايته قائلاً: «نشأت في حي "الفردوس" بمدينة "حلب" ضمن عائلة مؤلفة من ثمانية أشقاء، وفي هذا الحي درست الابتدائية، والإعدادية، وتعلمت مهنة الخياطة إلى جانب دراستي، لأنتقل بعدها إلى المرحلة الثانوية؛ حيث تمكنت من إتقان حرفة النقش على الخشب لأنني من محبي التراث، لكن التحول الحقيقي نحو الاختراع كان بعد نيل الشهادة الثانوية، حيث اخترت دراسة الهندسة التقنية قسم البيئة، التي بدورها وسعت اطلاعي على المشكلات البيئية، ولطالما نالت حيزاً واسعاً من اهتمامي في الطفولة، وبعد إنهاء دراستي الأكاديمية عملت لمدة عام في شركة "ألفا" الدوائية بمدينة "حلب"».

كان اختراعي الجديد تصميم جهاز يعمل على تحويل النفايات العضوية إلى سماد عضوي، وبزمن قياسي لا يتجاوز 32 ساعة، وبجودة عالية، كما أنه صديق للبيئة، وبتكلفة بسيطة، إضافة إلى تقليل نسبة التلوث، فهو يوفر الأيدي العاملة إلى جانب العائد المادي جراء بيعه، وكنت قد شاركت به في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" ونلت الميدالية الذهبية، وشهادة أفضل مخترع عن فئة الشباب

وعن مسيرته بمجال الاختراع، يضيف: «بدأت ميول الاختراع لدي منذ الصغر، لكنه تعمق أثناء دراستي الأكاديمية؛ حيث ساعدتني على فهم قضايا البيئة أكثر؛ لأتمكن في السنة الثالثة لدراستي الجامعية من تصميم جهاز لمعالجة الغازات الناتجة عن عمليات الاحتراق التي تحوي أكاسيد الكبريت، والرصاص المعروفة بآثارها الضارة بالبيئة؛ حيث إن المدن الصناعية وخاصة "حلب" تشهد زيادة كبيرة بتصدير الملوثات الغازية إلى المناطق السكنية؛ لذلك تم إلزام الصناعيين بتركيب محطات لمعالجة هذه الغازات، لكن بسبب التكلفة المرتفعة عزف بعضهم عنها، إضافة إلى عدم الوصول إلى المعالجة المطلوبة، حيث لا يوجد حتى الآن إزالة لأكسيد الرصاص، وبالتالي نحن بحاجة إلى حل المشكلتين، ومن هنا أتت فكرة المشروع بتصميم جهاز قادر على إزالة أكسيد الرصاص وغاز الكربون CO2، وبعد معالجة الغازات نتج لدينا غاز خالٍ من الكربون. أما هباب الفحم الناتج، فقد تم استخدامه في محطات توليد الطاقة التي نحن بأشد الحاجة إليها اليوم، حيث شاركت بمشروعي هذا في مسابقة "الجمعية السورية للبيئة" عام 2010، ونلت شهادة أفضل مخترع».

بعض الشهادات التي نالها

ولأن "جمال" عُرف بقدرته على إيجاد الحلول لمشكلات البيئة، لقبه المقربون منه بصاحب الرأس الذهبي، ولأن عينه لا تقبل رؤية التلوث من حوله تمكن وهو في السنة الدراسية الرابعة من إيجاد حل لمشكلة النفايات العضوية التي تتولد في أسواق توزيع الخضار القريب من مكان سكنه، وقال: «كان اختراعي الجديد تصميم جهاز يعمل على تحويل النفايات العضوية إلى سماد عضوي، وبزمن قياسي لا يتجاوز 32 ساعة، وبجودة عالية، كما أنه صديق للبيئة، وبتكلفة بسيطة، إضافة إلى تقليل نسبة التلوث، فهو يوفر الأيدي العاملة إلى جانب العائد المادي جراء بيعه، وكنت قد شاركت به في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" ونلت الميدالية الذهبية، وشهادة أفضل مخترع عن فئة الشباب».

ويتابع سرد قصته مع الأشياء التي حرضته على الاكتشاف والابتكار: «لأن الإنسان هو المسؤول الأكبر عن انتشار بعض الملوثات البيئية كالتلوث الناتج عن دخان النارجيلة المنتشرة بكثرة خصوصاً لدى فئة الشباب، فقد صممت جهازاً يعمل على فلترة الدخان الناتج؛ وهو ما يخفف مضارها على كل من الإنسان والبيئة، وباعتبار "سورية" من الدول المتقدمة على مستوى العالم بزراعة الزيتون فقد انتشرت معاصره بكثرة على مساحة البلد، الذي ينتج أثناء عصره مياهاً تحمل الكثير من الملوثات والمضار إذا ما وصلت إلى المياه الجوفية، لذلك قمت بتصميم محطة لمعالجتها، وإعادة استخدام المياه الناتجة لري المحاصيل الزراعية».

المهندسة خلود عويد

بدورها المهندسة "خلود عويد" مديرة تقييم الأثر البيئي في مدينة "حلب"، تقول: «إن نجاح المهندس "جمال" هو حصيلة جهوده الشخصية ومثابرته على الاطلاع والمعرفة، وهو ذو عقل علمي متفتح يمتلك أخلاقاً عالية تجعله يرقى إلى مرتبة عالية بنظر كل من اطلع على اختراعاته، وقد لقي دعماً من وزارة البيئة بمشاركته في عدة مؤتمرات بيئية توجت بحصوله على جوائز وشهادات محلية وعالمية نفخر بها في مديرية البيئة.

أحبّ بلده وأراد بإرادته وعلمه أن يترجم ذلك ويصمم عدة مشاريع تخفف التلوث، ووجد حلولاً للكثير من مشكلات البيئة التي تعانيها مدينة "حلب"؛ حيث استطاع تقديم مشروع يساهم برفع التلوث وتحويل المادة الملوثة للبيئة إلى أسمدة طبيعية قادرة على زيادة الإنتاج الزراعي، والجهاز قابل للتطبيق والتطوير من الناحية الفنية إذا ما لقي الدعم الكافي من الجهات المعنية».

شهادة الوايبو للملكية الفكرية

يذكر أن "جمال المصري" من مواليد مدينة "حلب" 1987، وهو إضافة إلى اهتمامه بمجال الاختراع يتذوق الشعر قراءة وكتابة ومن المتتبعين لآثار الطبيعة، حاصل على شهادة "الوايبو" للمالكية الفكرية من "سويسرا"، إضافة إلى ثلاث براءات اختراع، وشهادة خبرة لإدارة وتشغيل محطات مياه الصرف الصحي والمياه المختلطة، إضافة إلى تحضيره رسالة الماجستير بكلية الهندسة الميكانيكية، فرع إدارة الطاقة.